أبو زكريا
_17 _November _2016هـ الموافق 17-11-2016م, 11:29 AM
حكم موالاة الكفار
· موالاة الكفار ردّة عن دين الله تعالى، وهي ناقض من نواقض الإسلام والعياذ بالله.
· الموالاة تشمل محبتهم لدينهم والرضى به ومناصرتهم على المسلمين وعلى محادة الله ومحاربة دينه فهذا ناقض من نواقض الإسلام.
· بعض علماء الدعوة يفرقون بين الموالاة والتولي في الحكم، وهذا التفريق لا أعرفه عن السلف ولا تقتضيه اللغة فالموالاة والتولي في اللغة وفي استعمال السلف واحد وكلاهما يدل على اتخاذ الكفار أولياء.
· ما يذكره بعضهم في تفسير الموالاة بمحبة بعض أهل الكفر على أمر دنيوي من غير اتخاذهم أولياء فهذه ليست موالاة على الحقيقة، ولها أحكامها.
· يجب التفريق بين هذين القسمين من المسائل؛فالله تعالى قد جعل موالاة الكفار وتوليهم حداً من الحدود الفارقة بين الإسلام والكفر.
· الموالاة هي: التوافق والتناصر على محاربة الإسلام والمسلمين، فمن تحالف مع الكفار لمحاربة المسلمين فقد اتخذهم أولياء وارتدّ بذلك عن دين الإسلام.
· وأما محبة بعض الكفار على أمر دنيوي لا حرب فيه على المسلمين ومصاحبتهم ومعاشرتهم ومعاملتهم فلها له أحكام أخرى؛ منها ما هو مشروع مأمور به بضوابطه الشرعية، ومنها ما هو محرم لا يجوز، وهي ليست من موالاة الكفار.
· ما ذكره المفرّقون بين الموالاة والتولّي من أمثلة الموالاة التي ليست بتولٍّ هي في حقيقتها من مظاهر التساهل في التعامل مع الكفار أو من ذرائع الموالاة؛ فالخلاف هو في تسمية تلك المظاهر موالاة.
· تولّي الكفار هو اتخاذهم أولياء، وكذلك هي موالاتهم، والعبرة بالمعنى الشرعي الذي علّق به الحكم.
· قال الله تعالى: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) ﴾ [المائدة: 80، 81]؛ فاتخاذهم أولياء هو بمعنى توليهم.
· لا يجوز لمسلم أن يتولى الكفار ولو كان من تولاه أحد أبويه أو من عشيرته فاتخاذهم أولياء وإعانتهم على دعوة الإسلام وعلى المسلمين كفر وردة عن دين الله عز وجل.
· وأما مصاحبتهم ومعاشرتهم والإحسان إليهم من غير موالاة فليست من هذا الباب، وهي على درجات ولها أحكام.
- قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾[لقمان: 15] فهذه المصاحبة بالمعروف واجبة على المسلم الذي له والدان كافران، وليست هذه المصاحبة بالمعروف من الموالاة في شيء.
- وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [التوبة: 23].
- أمر الله تعالى بمصاحبتهم بالمعروف ونهى عن اتخاذهم أولياء وحذر من ذلك، ووصف من فعل ذلك بأنه من الظالمين المتوعدين بالعذاب الشديد؛ فعلِمَ أن مصاحبتهم بالمعروف ليست من الموالاة في شيء.
· قال ابن جرير رحمه الله في تفسير آية التوبة: (يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله: لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم بطانة وأصدقاء تفشون إليهم أسرارَكم، وتطلعونهم على عورة الإسلام وأهله، وتؤثرون المُكْثَ بين أظهرهم على الهجرة إلى دار الإسلام ﴿إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ﴾ [التوبة: 23]، يقول: إن اختاروا الكفر بالله، على التصديق به والإقرار).
· هذا التفسير من ابن جرير هو الحق وهو الذي تقتضيه دلالة النصوص؛ فمناصرة الكفار على المسلمين وموالاتهم كفر وردة عن دين الله عز وجل، ولو كان الذين والوهم آباءهم أو أبناءهم أو عشيرتهم.
· من فقه مقاصد الشريعة فقها صحيحاً اتضحت له حدود الله عز وجل التي بينها في كتابه الكريم.
· إذا تبين هذا فكل ما أذن الله به في معاملة الكفار من مصاحبة بالمعروف ومعاشرة الرجل لزوجته الكتابية، والإحسان إلى من أذن الله بالإحسان إليهم من الكفار كل ذلك ليس من موالاتهم في شيء.
· وكذلك الثناء على بعض الخصال الحسنة لدى بعض الكفار ليس من موالاتهم بل هو جائز لا بأس به، وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم بعض الخصال الحسنة لدى بعض الكفار، وقال لأشج عبد القيس:(( إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة)).
- لكن ينبغي ألا يتخذ ذلك ذريعة لمحبة باطلهم أو الاغترار بما لدى بعضهم من خصال حسنة فيعتقد أنهم على الحق في دينهم.
· موالاة الكفار ردّة عن دين الله تعالى، وهي ناقض من نواقض الإسلام والعياذ بالله.
· الموالاة تشمل محبتهم لدينهم والرضى به ومناصرتهم على المسلمين وعلى محادة الله ومحاربة دينه فهذا ناقض من نواقض الإسلام.
· بعض علماء الدعوة يفرقون بين الموالاة والتولي في الحكم، وهذا التفريق لا أعرفه عن السلف ولا تقتضيه اللغة فالموالاة والتولي في اللغة وفي استعمال السلف واحد وكلاهما يدل على اتخاذ الكفار أولياء.
· ما يذكره بعضهم في تفسير الموالاة بمحبة بعض أهل الكفر على أمر دنيوي من غير اتخاذهم أولياء فهذه ليست موالاة على الحقيقة، ولها أحكامها.
· يجب التفريق بين هذين القسمين من المسائل؛فالله تعالى قد جعل موالاة الكفار وتوليهم حداً من الحدود الفارقة بين الإسلام والكفر.
· الموالاة هي: التوافق والتناصر على محاربة الإسلام والمسلمين، فمن تحالف مع الكفار لمحاربة المسلمين فقد اتخذهم أولياء وارتدّ بذلك عن دين الإسلام.
· وأما محبة بعض الكفار على أمر دنيوي لا حرب فيه على المسلمين ومصاحبتهم ومعاشرتهم ومعاملتهم فلها له أحكام أخرى؛ منها ما هو مشروع مأمور به بضوابطه الشرعية، ومنها ما هو محرم لا يجوز، وهي ليست من موالاة الكفار.
· ما ذكره المفرّقون بين الموالاة والتولّي من أمثلة الموالاة التي ليست بتولٍّ هي في حقيقتها من مظاهر التساهل في التعامل مع الكفار أو من ذرائع الموالاة؛ فالخلاف هو في تسمية تلك المظاهر موالاة.
· تولّي الكفار هو اتخاذهم أولياء، وكذلك هي موالاتهم، والعبرة بالمعنى الشرعي الذي علّق به الحكم.
· قال الله تعالى: ﴿تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) ﴾ [المائدة: 80، 81]؛ فاتخاذهم أولياء هو بمعنى توليهم.
· لا يجوز لمسلم أن يتولى الكفار ولو كان من تولاه أحد أبويه أو من عشيرته فاتخاذهم أولياء وإعانتهم على دعوة الإسلام وعلى المسلمين كفر وردة عن دين الله عز وجل.
· وأما مصاحبتهم ومعاشرتهم والإحسان إليهم من غير موالاة فليست من هذا الباب، وهي على درجات ولها أحكام.
- قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾[لقمان: 15] فهذه المصاحبة بالمعروف واجبة على المسلم الذي له والدان كافران، وليست هذه المصاحبة بالمعروف من الموالاة في شيء.
- وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [التوبة: 23].
- أمر الله تعالى بمصاحبتهم بالمعروف ونهى عن اتخاذهم أولياء وحذر من ذلك، ووصف من فعل ذلك بأنه من الظالمين المتوعدين بالعذاب الشديد؛ فعلِمَ أن مصاحبتهم بالمعروف ليست من الموالاة في شيء.
· قال ابن جرير رحمه الله في تفسير آية التوبة: (يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله: لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم بطانة وأصدقاء تفشون إليهم أسرارَكم، وتطلعونهم على عورة الإسلام وأهله، وتؤثرون المُكْثَ بين أظهرهم على الهجرة إلى دار الإسلام ﴿إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ﴾ [التوبة: 23]، يقول: إن اختاروا الكفر بالله، على التصديق به والإقرار).
· هذا التفسير من ابن جرير هو الحق وهو الذي تقتضيه دلالة النصوص؛ فمناصرة الكفار على المسلمين وموالاتهم كفر وردة عن دين الله عز وجل، ولو كان الذين والوهم آباءهم أو أبناءهم أو عشيرتهم.
· من فقه مقاصد الشريعة فقها صحيحاً اتضحت له حدود الله عز وجل التي بينها في كتابه الكريم.
· إذا تبين هذا فكل ما أذن الله به في معاملة الكفار من مصاحبة بالمعروف ومعاشرة الرجل لزوجته الكتابية، والإحسان إلى من أذن الله بالإحسان إليهم من الكفار كل ذلك ليس من موالاتهم في شيء.
· وكذلك الثناء على بعض الخصال الحسنة لدى بعض الكفار ليس من موالاتهم بل هو جائز لا بأس به، وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم بعض الخصال الحسنة لدى بعض الكفار، وقال لأشج عبد القيس:(( إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة)).
- لكن ينبغي ألا يتخذ ذلك ذريعة لمحبة باطلهم أو الاغترار بما لدى بعضهم من خصال حسنة فيعتقد أنهم على الحق في دينهم.