أبو زكريا
_29 _November _2014هـ الموافق 29-11-2014م, 04:14 PM
فضل طلب العلم
· طلب العلم من أفضل القربات إلى الله تعالى.
· العلم أصل كل عبادة، وبيان ذلك أن كل عبادة يؤديها العابد لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله تعالى وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستدعي قدراً من العلم.
· معرفة ما يحبه الله وما يكرهه إجمالاً وتفصيلاً لا تكون إلا بالعلم.
· الناس متفاضلون في العلم تفاضلاً كبيراً كما قال الله تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾[يوسف: 76]، وكلما كان الإنسان أكثر علماً بما ينفع كان أكثر فضلاً.
· تواترت الأدلة ببيان فضل العلم وأهله، وفضل طلبه، ورُتِّب على ذلك من الثناء العظيم والثواب الجزيل في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يجعل المؤمن حرياً بأن يكون حريصاً على نيل هذا الفضل العظيم مجتهداً في طلبه.
· قال الله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[المجادلة: 11]، فأسند الرفع إليه جل وعلا وتكفل به، والله لا يخلف وعده.
· قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾[فاطر: 28]، وقال: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾[الزمر: 9]، وقال: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾[طه: 114].
·في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ )).
· التفقّه في الدين يشمل جميع أبوابه في الاعتقاد والأحكام والأخلاق والآداب والتزكية والجزاء وغيرها.
· عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ)) رواه مسلم.
· عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
(( مَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أصَابَ أرْضاً؛ فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبةٌ قَبِلَتِ المَاءَ فَأَنْبَتَتِ الكَلأَ، وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا أجَادِبُ أمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى إنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ؛ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كلأً، فَذلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ في دِينِ اللهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذلِكَ رَأسَاً، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)). متفقٌ عَلَيْهِ.
· عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَريقاً إِلَى الجَنَّةِ، وَإنَّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضاً بِمَا يَصْنَعُ، وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ حَتَّى الحيتَانُ في المَاءِ، وَفضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، وَإنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، وَإنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يَوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً وَإنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ )). رواه أَبُو داود والترمذي.
o ذكر ابن عبد البر في التمهيد أن استغفار الملائكة دليل على أن الله يغفر له إن شاء الله، وقال: (ألا ترى أن طلب العلم من أفضل الأعمال وإنما صار كذلك والله أعلم لأن الملائكة تضع أجنحتها له بالدعاء والاستغفار)ا.هـ.
· أدرك أئمة الهدى من علماء الأمة هذه الحقيقة فاجتهدوا في تعلّم العلم وتعليمه وصبروا على ما أصابهم حتى تبوؤوا المكانة التي رفع الله بها ذكرهم وأعلى شأنهم فكانوا أئمة الدين وأولياء رب العالمين، وآثارهم في بيان فضل العلم مذكورة مشهورة.
· روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أنه قال: (ما عُبِدَ اللهُ بمثل الفقه).
· قال مطرف بن عبد الله بن الشخِّير: (فضل العلم أحب إليَّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع) رواه الإمام أحمد في الزهد.
· قال سفيان الثوري: (ما أعلم عملاً أفضلَ من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيراً) رواه الدارمي.
· وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن عبد الله بن المبارك أنه قال: قال لي سفيان الثوري: (ما يُرادُ الله عزَّ وجل بشيء أفضل من طلب العلم، وما طلب العلم في زمان أفضل منه اليوم)ا.هـ.
· نحن اليوم إنما نتعلم مما ورّثه لنا أئمة الهدى من العلم رواية ودراية؛ فعنهم نتلقى مسائل الاعتقاد، وعنهم نتلقى مسائل الفقه، وعنهم نتلقى معرفة صحيح الحديث من ضعيفه ومن تقبل روايته ومن ترد، وعنهم نتلقى الأخلاق الفاضلة والتزكية والسلوك.
· من صفات العلماء الربانيين أن يجدهم طالب العلم فيما يَحتاج إليه من أبواب الدين أئمةً يقتدى بهم ويتلقى عنهم العلم والهدي.
· روى البيهقي بإسناده إلى الربيع بن سليمان المرادي أنه قال: سمعت الشافعي يقول: (ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضلَ من طلب العلم، قيل له: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل).
·وقال مهنا بن يحيى السلمي: قلت: لأحمد بن حنبل ما أفضل الأعمال؟ قال: (طلب العلم لمن صحت نيته) قلت: وأي شيء تصحيح النية؟ قال: ينوي يتواضع فيه وينفي عنه الجهل).
· نقل ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد أنه قال: (العلم لا يعدله شيء).
· نقل النووي في المجموع اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضلُ من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل عبادات البدن.
· صنَّف العلماءُ في فضل العلم وأهله مصنفات عظيمة النفع جليلة القدر، وأفرد له بعضهم أبواباً في بعض كتبهم فأفرد البخاري في صحيحه كتاب العلم وضمنه باباً في فضل العلم، وكذلك فعل الإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي والدارمي وغيرهم كثير.
· وممَّن أفرد فضل العلم بالتصنيف: أبو نعيم الأصبهاني، وأبو العباس المُرْهِبي (أحمد بن علي، من شيوخ أبي نعيم)، وابن عبد البر، وابن القيّم، وابن رجب، وغيرهم.
· لا توجد أمة من الأمم اعتنت بتعلم أحكام دينها كعناية هذه الأمة المباركة؛ فإنها قد بلغت فيه غاية لم تبلغها أمة من الأمم قبلها، واختصها الله فيه بخصائص.
التحذير من العلم الذي لا ينفع
· مما ينبغي أن يُعلم أنَّ العلم منه نافع وغير نافع، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع؛ فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها )) رواه مسلم.
· وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( سلوا الله علماً نافعاً، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع ))رواه ابن ماجة.
o التعوذ من العلم الذي لا ينفع دليل على أن فيه شراً يجب التحرز منه.
· ينبغي لطالب العلم أن يعتني بالعلم الذي ينفعه في دينه ودنياه، ويحفظ وقته مما لا ينفعه.
· (العلم الذي لا ينفع) فسّر بتفسيرين: أحدهما: العلوم الضارة، والآخر: عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها لسبب أفضى به إلى الحرمان من بركة العلم.
· من العلوم الضارة: السحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيرها.
· العلوم التي لا تنفع كثيرة ومن أبرز علاماتها مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة؛ فكل علم تجده يصد عن طاعة الله أو يزين معصية الله أو يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه أو تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه فهو علم غير نافع.
· الفضول قد يدفع المتعلّم إلى القراءة في ما لا ينفع؛ فيعرّض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة في العلم.
· قال الله تعالى: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾[النور: 63].
· افتتن بعض المتعلّمين بعلم الكلام بعد أن كانوا في عافية منه، وسبب ذلك مخالفة هدى الله تعالى، واتباع غير سبيل المؤمنين.
· طلب العلم من أفضل القربات إلى الله تعالى.
· العلم أصل كل عبادة، وبيان ذلك أن كل عبادة يؤديها العابد لا تقبل إلا إذا كانت خالصة لله تعالى وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعرفة ذلك تستدعي قدراً من العلم.
· معرفة ما يحبه الله وما يكرهه إجمالاً وتفصيلاً لا تكون إلا بالعلم.
· الناس متفاضلون في العلم تفاضلاً كبيراً كما قال الله تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾[يوسف: 76]، وكلما كان الإنسان أكثر علماً بما ينفع كان أكثر فضلاً.
· تواترت الأدلة ببيان فضل العلم وأهله، وفضل طلبه، ورُتِّب على ذلك من الثناء العظيم والثواب الجزيل في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يجعل المؤمن حرياً بأن يكون حريصاً على نيل هذا الفضل العظيم مجتهداً في طلبه.
· قال الله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[المجادلة: 11]، فأسند الرفع إليه جل وعلا وتكفل به، والله لا يخلف وعده.
· قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾[فاطر: 28]، وقال: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾[الزمر: 9]، وقال: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾[طه: 114].
·في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ )).
· التفقّه في الدين يشمل جميع أبوابه في الاعتقاد والأحكام والأخلاق والآداب والتزكية والجزاء وغيرها.
· عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ)) رواه مسلم.
· عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
(( مَثَلُ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أصَابَ أرْضاً؛ فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبةٌ قَبِلَتِ المَاءَ فَأَنْبَتَتِ الكَلأَ، وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا أجَادِبُ أمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخْرَى إنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ؛ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كلأً، فَذلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ في دِينِ اللهِ، وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذلِكَ رَأسَاً، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ)). متفقٌ عَلَيْهِ.
· عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَبْتَغِي فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَريقاً إِلَى الجَنَّةِ، وَإنَّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضاً بِمَا يَصْنَعُ، وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ حَتَّى الحيتَانُ في المَاءِ، وَفضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، وَإنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، وَإنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يَوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً وَإنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ )). رواه أَبُو داود والترمذي.
o ذكر ابن عبد البر في التمهيد أن استغفار الملائكة دليل على أن الله يغفر له إن شاء الله، وقال: (ألا ترى أن طلب العلم من أفضل الأعمال وإنما صار كذلك والله أعلم لأن الملائكة تضع أجنحتها له بالدعاء والاستغفار)ا.هـ.
· أدرك أئمة الهدى من علماء الأمة هذه الحقيقة فاجتهدوا في تعلّم العلم وتعليمه وصبروا على ما أصابهم حتى تبوؤوا المكانة التي رفع الله بها ذكرهم وأعلى شأنهم فكانوا أئمة الدين وأولياء رب العالمين، وآثارهم في بيان فضل العلم مذكورة مشهورة.
· روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أنه قال: (ما عُبِدَ اللهُ بمثل الفقه).
· قال مطرف بن عبد الله بن الشخِّير: (فضل العلم أحب إليَّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع) رواه الإمام أحمد في الزهد.
· قال سفيان الثوري: (ما أعلم عملاً أفضلَ من طلب العلم وحفظه لمن أراد الله به خيراً) رواه الدارمي.
· وروى ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن عبد الله بن المبارك أنه قال: قال لي سفيان الثوري: (ما يُرادُ الله عزَّ وجل بشيء أفضل من طلب العلم، وما طلب العلم في زمان أفضل منه اليوم)ا.هـ.
· نحن اليوم إنما نتعلم مما ورّثه لنا أئمة الهدى من العلم رواية ودراية؛ فعنهم نتلقى مسائل الاعتقاد، وعنهم نتلقى مسائل الفقه، وعنهم نتلقى معرفة صحيح الحديث من ضعيفه ومن تقبل روايته ومن ترد، وعنهم نتلقى الأخلاق الفاضلة والتزكية والسلوك.
· من صفات العلماء الربانيين أن يجدهم طالب العلم فيما يَحتاج إليه من أبواب الدين أئمةً يقتدى بهم ويتلقى عنهم العلم والهدي.
· روى البيهقي بإسناده إلى الربيع بن سليمان المرادي أنه قال: سمعت الشافعي يقول: (ليس بعد أداء الفرائض شيء أفضلَ من طلب العلم، قيل له: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل).
·وقال مهنا بن يحيى السلمي: قلت: لأحمد بن حنبل ما أفضل الأعمال؟ قال: (طلب العلم لمن صحت نيته) قلت: وأي شيء تصحيح النية؟ قال: ينوي يتواضع فيه وينفي عنه الجهل).
· نقل ابن هانئ في مسائله عن الإمام أحمد أنه قال: (العلم لا يعدله شيء).
· نقل النووي في المجموع اتفاق السلف على أن الاشتغال بالعلم أفضلُ من الاشتغال بنوافل الصوم والصلاة والتسبيح ونحو ذلك من نوافل عبادات البدن.
· صنَّف العلماءُ في فضل العلم وأهله مصنفات عظيمة النفع جليلة القدر، وأفرد له بعضهم أبواباً في بعض كتبهم فأفرد البخاري في صحيحه كتاب العلم وضمنه باباً في فضل العلم، وكذلك فعل الإمام مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي والدارمي وغيرهم كثير.
· وممَّن أفرد فضل العلم بالتصنيف: أبو نعيم الأصبهاني، وأبو العباس المُرْهِبي (أحمد بن علي، من شيوخ أبي نعيم)، وابن عبد البر، وابن القيّم، وابن رجب، وغيرهم.
· لا توجد أمة من الأمم اعتنت بتعلم أحكام دينها كعناية هذه الأمة المباركة؛ فإنها قد بلغت فيه غاية لم تبلغها أمة من الأمم قبلها، واختصها الله فيه بخصائص.
التحذير من العلم الذي لا ينفع
· مما ينبغي أن يُعلم أنَّ العلم منه نافع وغير نافع، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم لا ينفع؛ فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها )) رواه مسلم.
· وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( سلوا الله علماً نافعاً، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع ))رواه ابن ماجة.
o التعوذ من العلم الذي لا ينفع دليل على أن فيه شراً يجب التحرز منه.
· ينبغي لطالب العلم أن يعتني بالعلم الذي ينفعه في دينه ودنياه، ويحفظ وقته مما لا ينفعه.
· (العلم الذي لا ينفع) فسّر بتفسيرين: أحدهما: العلوم الضارة، والآخر: عدم الانتفاع بالعلوم النافعة في أصلها لسبب أفضى به إلى الحرمان من بركة العلم.
· من العلوم الضارة: السحر والتنجيم والكهانة وعلم الكلام والفلسفة وغيرها.
· العلوم التي لا تنفع كثيرة ومن أبرز علاماتها مخالفة مؤداها لهدي الكتاب والسنة؛ فكل علم تجده يصد عن طاعة الله أو يزين معصية الله أو يؤول إلى تحسين ما جاءت الشريعة بتقبيحه أو تقبيح ما جاءت الشريعة بتحسينه فهو علم غير نافع.
· الفضول قد يدفع المتعلّم إلى القراءة في ما لا ينفع؛ فيعرّض نفسه للافتتان وهو ضعيف الآلة في العلم.
· قال الله تعالى: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾[النور: 63].
· افتتن بعض المتعلّمين بعلم الكلام بعد أن كانوا في عافية منه، وسبب ذلك مخالفة هدى الله تعالى، واتباع غير سبيل المؤمنين.