أبو زكريا
_11 _December _2014هـ الموافق 11-12-2014م, 08:15 AM
شرح المسألة الثانية: وهي العمل بالعلم
عظم شأن العمل بالعلم
· العمل بالعلم شأنه عظيم فثواب العاملين بالعلم ثواب عظيم كريم كما قال الله تعالى: ﴿فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾[الزمر: 74].
· وعقوبة تاركي العمل عظيمة شنيعة والقوارع عليهم في الكتاب والسنة شديدة كما قال الله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾[البقرة: 44]، وقال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) ﴾[الأعراف: 175، 176].
· عن أسامةُ بن زيد رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:((يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فَيَدُورُ بها كما يدُور الحمار في الرَّحَى، فيجتمع إِليه أَهلُ النار، فيقولون: يا فُلانُ مالك؟ أَلم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه، وأَنْهَى عن المنكر وآتيه)). متفق عليه.
· عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة حتى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمُره فيما أفناه؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
· وعن أبي برزة أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء على الناس وتحرق نفسها )) رواه البزار وصححه الألباني.
حكم العمل بالعلم
· الأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم بكل حال، وعند التفصيل نجد أن العمل بالعلم على درجات:
...· الدرجة الأولى: ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام، والمخالف في هذه الدرجة كافر غير مسلم.
...· والدرجة الثانية: ما يتأكّد وجوب العمل به كالفرائض واجتناب الكبائر، والمخالفة في هذه الدرجة فاسق من عصاة الموحّدين.
...· الدرجة الثالثة: ما يستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات واجتناب المكروهات.
· من عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه.
· من العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.
· يجب على طالب العلم أن يكون حريصاً على أداء الواجبات واجتناب المحرمات هذا في المقام الأول، ثم يؤدي من السنن والمستحبات ما يتيسر له ويفتح الله له به عليه.
ذمُّ من لا يعمل بعلمه(الشرعي)
· قال الله تعالى: ﴿أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون﴾[البقرة: 44].
· وقال: ﴿مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً...﴾[الجمعة: 5] الآية.
· وقال: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين (175) ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث...﴾[الأعراف: 175، 176] الآية.
· في حديث أبي هريرة في أول من تسعر بهم النار أنه يقال لقارئ القرآن: ماذا عملت فيما علمت.
· لأهمية هذا الأمر أفرده بعض العلماء بالتأليف، فكتب الحافظ ابن عساكر (ت:571هـ) رسالة (ذم من لا يعمل بعلمه) وألف الخطيب البغدادي (ت:463هـ) كتاب (اقتضاء العلم العمل)
· أفرد له ابن عبد البر فصلاً في جامع بيان العلم وفضله، وقبله الآجري في أخلاق العلماء، وكذلك ابن رجب في فضل علم السلف على علم الخلف، وابن القيم في مفتاح دار السعادة.
· قال أبو إسحاق الألبيري:
وإن أوتيت فيه طويل باع... وقال الناس: إنك قد سبقت
فلا تأمن ســــؤال الله عنه... بتوبيـخ: علمت فهل عملت؟
بيان أن ذم من لا يعمل بعلمه لا يختص بالعلماء
· من الخطأ أن يظن أن أحاديث الوعيد في ترك العمل بالعلم خاصة بالعلماء وطلاب العلم.
· كل من علم حكماً شرعياً وجب عليه العمل بمقتضاه، واستحق الذم على ترك العمل به إذا تركه.
هدي السلف في العمل بالعلم
· كان من هدي أئمة الدين رحمهم الله الحرص على العمل بالعمل.
o قال الإمام أحمد:ما كتبت حديثاً إلا وقد عملت به.
o وقال سفيان الثوري: ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلا عملت به ولو مرة واحدة.
o وقال عمرو بن قيس السّكوني: إذا سمعت بالخير فاعمل به، ولو مرة واحدة.
o وعن وكيع والشعبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مجمع أنهم قالوا: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.
· إذا وطن طالب العلم نفسه على العمل بما يتعلمه من العلم، ولو مرة واحدة، كان ذلك تدريباً له وتعويداً على العمل.
· النفس إذا عوِّدت على أمر تعودت عليه وسهل عليها، فتتعود نفسه على العمل، ويترقى بذلك في مراقي العبودية، ولا يزال العبد يزداد بذلك من التوفيق والفضل العظيم، ويجد من البركة في حياته وأعماله ما هو من ثمرات امتثاله واحتسابه في العمل بما تعلم، نسأل الله من فضله.
· قال مالك بن دينار رحمه الله: (ما من أعمال البر شيء، إلا ودونه عقيبة، فإن صبر صاحبها، أفضت به إلى رَوح، وإن جزع رجع).
· أعظم ما يعين على العمل بالعلم أن يربي الإنسان نفسه على اليقين والصبر، ولذلك تجد الإنسان لا يعصي الله تعالى إلا حين يضعف يقينه ويضعف صبره.
· اليقين يبصّر صاحبه بعظيم العقاب على المعاصي فلا يقدم عليها صاحب لبّ، ويبصّره بعظيم الثواب على الطاعات فلا يفرط فيها إلا مغبون.
· يدلّ على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم عن المنافقين في شأن صلاتي الفجر والعشاء: (ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً).؛ فكان ضعف العلم اليقيني بالثواب سبباً في زهدهم فيه.
عظم شأن العمل بالعلم
· العمل بالعلم شأنه عظيم فثواب العاملين بالعلم ثواب عظيم كريم كما قال الله تعالى: ﴿فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾[الزمر: 74].
· وعقوبة تاركي العمل عظيمة شنيعة والقوارع عليهم في الكتاب والسنة شديدة كما قال الله تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾[البقرة: 44]، وقال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) ﴾[الأعراف: 175، 176].
· عن أسامةُ بن زيد رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:((يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ، فَيَدُورُ بها كما يدُور الحمار في الرَّحَى، فيجتمع إِليه أَهلُ النار، فيقولون: يا فُلانُ مالك؟ أَلم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه، وأَنْهَى عن المنكر وآتيه)). متفق عليه.
· عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (( لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة حتى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمُره فيما أفناه؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟)) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
· وعن أبي برزة أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء على الناس وتحرق نفسها )) رواه البزار وصححه الألباني.
حكم العمل بالعلم
· الأصل في العمل بالعلم أنه واجب، وأن من لا يعمل بعلمه مذموم بكل حال، وعند التفصيل نجد أن العمل بالعلم على درجات:
...· الدرجة الأولى: ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام، والمخالف في هذه الدرجة كافر غير مسلم.
...· والدرجة الثانية: ما يتأكّد وجوب العمل به كالفرائض واجتناب الكبائر، والمخالفة في هذه الدرجة فاسق من عصاة الموحّدين.
...· الدرجة الثالثة: ما يستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات واجتناب المكروهات.
· من عَلِمَ وجوبَ فريضة من الفرائض وَجَب عليه أداؤها، ومَن علم تحريم شيء من المحرمات وجب عليه اجتنابه.
· من العمل بالعلم ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين.
· يجب على طالب العلم أن يكون حريصاً على أداء الواجبات واجتناب المحرمات هذا في المقام الأول، ثم يؤدي من السنن والمستحبات ما يتيسر له ويفتح الله له به عليه.
ذمُّ من لا يعمل بعلمه(الشرعي)
· قال الله تعالى: ﴿أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون﴾[البقرة: 44].
· وقال: ﴿مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً...﴾[الجمعة: 5] الآية.
· وقال: ﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين (175) ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث...﴾[الأعراف: 175، 176] الآية.
· في حديث أبي هريرة في أول من تسعر بهم النار أنه يقال لقارئ القرآن: ماذا عملت فيما علمت.
· لأهمية هذا الأمر أفرده بعض العلماء بالتأليف، فكتب الحافظ ابن عساكر (ت:571هـ) رسالة (ذم من لا يعمل بعلمه) وألف الخطيب البغدادي (ت:463هـ) كتاب (اقتضاء العلم العمل)
· أفرد له ابن عبد البر فصلاً في جامع بيان العلم وفضله، وقبله الآجري في أخلاق العلماء، وكذلك ابن رجب في فضل علم السلف على علم الخلف، وابن القيم في مفتاح دار السعادة.
· قال أبو إسحاق الألبيري:
وإن أوتيت فيه طويل باع... وقال الناس: إنك قد سبقت
فلا تأمن ســــؤال الله عنه... بتوبيـخ: علمت فهل عملت؟
بيان أن ذم من لا يعمل بعلمه لا يختص بالعلماء
· من الخطأ أن يظن أن أحاديث الوعيد في ترك العمل بالعلم خاصة بالعلماء وطلاب العلم.
· كل من علم حكماً شرعياً وجب عليه العمل بمقتضاه، واستحق الذم على ترك العمل به إذا تركه.
هدي السلف في العمل بالعلم
· كان من هدي أئمة الدين رحمهم الله الحرص على العمل بالعمل.
o قال الإمام أحمد:ما كتبت حديثاً إلا وقد عملت به.
o وقال سفيان الثوري: ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلا عملت به ولو مرة واحدة.
o وقال عمرو بن قيس السّكوني: إذا سمعت بالخير فاعمل به، ولو مرة واحدة.
o وعن وكيع والشعبي وإسماعيل بن إبراهيم بن مجمع أنهم قالوا: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.
· إذا وطن طالب العلم نفسه على العمل بما يتعلمه من العلم، ولو مرة واحدة، كان ذلك تدريباً له وتعويداً على العمل.
· النفس إذا عوِّدت على أمر تعودت عليه وسهل عليها، فتتعود نفسه على العمل، ويترقى بذلك في مراقي العبودية، ولا يزال العبد يزداد بذلك من التوفيق والفضل العظيم، ويجد من البركة في حياته وأعماله ما هو من ثمرات امتثاله واحتسابه في العمل بما تعلم، نسأل الله من فضله.
· قال مالك بن دينار رحمه الله: (ما من أعمال البر شيء، إلا ودونه عقيبة، فإن صبر صاحبها، أفضت به إلى رَوح، وإن جزع رجع).
· أعظم ما يعين على العمل بالعلم أن يربي الإنسان نفسه على اليقين والصبر، ولذلك تجد الإنسان لا يعصي الله تعالى إلا حين يضعف يقينه ويضعف صبره.
· اليقين يبصّر صاحبه بعظيم العقاب على المعاصي فلا يقدم عليها صاحب لبّ، ويبصّره بعظيم الثواب على الطاعات فلا يفرط فيها إلا مغبون.
· يدلّ على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم عن المنافقين في شأن صلاتي الفجر والعشاء: (ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً).؛ فكان ضعف العلم اليقيني بالثواب سبباً في زهدهم فيه.