المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عشرة أسباب لدفع شرّ الحاسد


هيئة الإشراف
_15 _January _2014هـ الموافق 15-01-2014م, 12:05 AM
عشرة أسباب لدفع شرّ الحاسد


قالَ رحمه الله في بدائع الفوائد في خاتمة تفسير سورة الفلق: (فصلٌ ويَنْدَفِعُ شرُّ الحاسِدِ عن المحسودِ بعَشرةِ أسبابٍ:
أحدُها: التعوُّذُ باللهِ من شَرِّه والتحَصُّنُ به واللجوءُ إليه، وهو المقصودُ بهذه السورةِ، واللهُ تعالى سَميعٌ لاستعاذَتِه، عليمٌ بما يَسْتَعيذُ منه.
والسمْعُ هنا الْمُرادُ به سَمْعُ الإجابةِ لا السمْعُ العامُّ، فهو مِثْلَ قولِه: ((سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه)) وقولِ الخليلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}.
ومَرَّةً يَقْرِنَه بالعلْمِ ومَرَّةً بالبَصَرِ؛ لاقتضاءِ حالِ الْمُستعيذِ ذلك، فإنه يَستعيذُ به من عَدُوٍّ يَعْلَمُ أنَّ اللهَ يَراهُ، ويَعلَمُ كَيْدَه وشَرَّهُ، فأَخْبَرَ اللهُ تعالى هذا الْمُستعيذَ أنه سَميعٌ لاستعاذتِه، أي: مُجيبٌ عليمٌ بكَيْدِ عَدُوِّه، يَراهُ ويُبْصِرُه ليَنْبَسِطَ أمَلُ الْمُستعيذِ، ويُقْبِلَ بقلبِه على الدعاءِ.
وتَأَمَّلْ حِكمةَ القرآنِ: كيف جاءَ في الاستعاذةِ من الشيطانِ الذي نَعلَمُ وُجودَه ولا نَراهُ بلفْظِ السميعِ العليمِ في [الأعراف، وحم السجدة] وجاءتِ الاستعاذةُ من شَرِّ الإنْسِ الذين يُؤْنَسُون ويُرَوْنَ بالأبصارِ بلَفْظِ السميعِ البصيرِ في [سورة حم المؤمن] فقالَ:{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[غافر:56] لأنَّ أفعالَ هؤلاءِ أَفعالُ مُعايَنَةٍ، تُرى بالبَصَرِ، وأمَّا نَزْغُ الشيطانِ فوَسْاوِسُ وَخَطَرَاتٌ يُلْقِيها في القلْبِ يَتعلَّقُ بها العلْمُ، فأَمَرَ بالاستعاذةِ بالسميعِ العليمِ فيها، وأَمَرَ بالاستعاذةِ بالسميعِ البصيرِ في بابِ ما يُرَى بالبَصَرِ ويُدْرَكُ بالرؤيةِ، واللهُ أَعْلَمُ.
السببُ الثاني: تَقْوَى اللهِ وحِفْظُه عندَ أَمْرِه ونَهْيِه فمَن اتَّقَى اللهَ تَوَلَّى اللهُ حِفْظَه، ولم يَكِلْهُ إلى غيرِه قالَ تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران:120] وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعَبْدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ: ((احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ)) ؛ فمَن حَفِظَ اللهَ حَفِظَه اللهُ، ووَجَدَه أمامَه أَيْنَما تَوَجَّهَ، ومَن كان اللهُ حافِظَه وأمامَه فمِمَّن يَخافُ وممَّنْ يَحْذَرُ؟!.
السببُ الثالثُ: الصبرُ على عَدُوِّه، وأن لا يُقاتِلَه ولا يَشْكُوَه ولا يُحَدِّثَ نفْسَه بأذاه أَصْلًا، فما نُصِرَ على حاسِدِه وعَدُوِّه بِمِثْلِ الصبْرِ عليه والتوَكُّلِ على اللهِ، ولا يَسْتَطِلْ تأخيرَه وبَغْيَه، فإنه كلَّما بَغَى عليه كان بَغْيُه جُنْدًا وقُوَّةً للمَبْغِيِّ عليه المحسودِ، يُقاتِلُ به الباغي نفسَه وهو لا يَشْعُرُ، فبَغْيُه سِهامٌ يَرْمِيها من نفسِه إلى نفسِه لو رأى الْمَبْغِيُّ عليه، ولكن لضَعْفِ بَصيرتِه لا يَرى إلا صورةَ البغيِ دونَ آخِرِه ومَآلِه، وقد قالَ تعالى: {وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ}[الحج:65].
فإذا كان اللهُ قد ضَمِنَ له النصْرَ مع أنه قد اسْتَوْفَى حقَّه أوَّلًا، فكيف بِمَن لم يَستوفِ شيئًا من حقِّه، بل بُغِيَ عليه وهو صابرٌ.
وما من الذنوبِ ذنْبٌ أسْرَعُ عُقوبةً من البَغْيِ وقَطيعةِ الرِّحِمِ، وقد سَبَقَتْ سُنَّةُ اللهِ أن لو بَغَى جَبَلٌ على جَبَلٍ جَعَلَ الباغيَ مِنْهُما دَكًّا.
السببُ الرابعُ: التوَكُّلُ على اللهِ {فَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} والتوكُّلُ من أَقْوَى الأسبابِ التي يَدْفَعُ بها العبْدُ ما لا يُطِيقُ من أَذَى الخلْقِ وظُلْمِهم وعُدوانِهم، وهو مِن أَقْوَى الأسبابِ في ذلك، فإنَّ اللهَ حَسْبُه؛ أي: كافِيه، ومَن كان اللهُ كافِيَه وواقِيَه فلا مَطْمَعَ فيه لِعَدُوِّه ولا يَضُرُّه إلا أَذًى لا بدَّ منه، كالحَرِّ والبَرْدِ والجوعِ والعَطَشِ، وأمَّا أن يَضُرَّه بما يَبْلُغُ منه مُرادَه فلا يكونُ أبدًا، وفَرْقٌ بينَ الأذى الذي هو في الظاهِرِ إيذاءٌ له، وهو في الحقيقةِ إحسانٌ إليه، وإضرارٌ بنفسِه وبينَ الضرَرِ الذي يَتَشَفَّى به منه.
قالَ بعضُ السلَفِ: جَعَلَ اللهُ لكلِّ عَمَلٍ جزاءً من جِنْسِه، وجَعَلَ جزاءَ التوَكُّلِ عليه نَفْسَ كفايَتِه لعَبْدِه فقالَ: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق:3] ولم يَقُلْ نُؤْتِه كذا وكذا من الأَجْرِ، كما قالَ في الأعمالِ، بل جَعَلَ نَفْسَه – سبحانَه – كافيًا عبدَه المتوَكِّلَ عليه وحَسْبَه ووَاقِيَه، فلو تَوَكَّلَ العَبْدُ على اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِه وكَادَتْه السماواتُ والأرضُ ومَن فيهن لَجَعَلَ له مَخرجًا من ذلك وكفاه ونَصَرَه، وقد ذَكَرْنا حقيقةَ التوَكُّلِ وفوائدَه وعِظَمَ مَنفعتِه وشِدَّةَ حاجةِ العَبْدِ إليه في: (كتابِ الفتْحِ القُدْسِيِّ) وذَكَرْنا هناك فَسادَ مَن جَعَلَه من الْمَقاماتِ الْمَعلولةِ، وأنه من مَقاماتِ العوامِّ، وأَبْطَلْنا قولَه من وُجوهٍ كثيرةٍ، وبَيَّنَّا أنه من أَجَلِّ مَقاماتِ العارفينَ، وأنه كُلَّما علا مَقامُ العَبْدِ كانت حاجتُه إلى التوَكُّلِ أَعظمَ وأَشَدَّ، وأنه على قَدْرِ إيمانِ العبْدِ يكونُ تَوَكُّلُه، و إنما المقصودُ هنا ذِكْرُ الأسبابِ التي يَندفِعُ بها شرُّ الحاسِدِ والعائنِ والساحرِ والباغي.
السببُ الخامسُ: فَراغُ القلبِ من الاشتغالِ به والفِكْرِ فيه، وأن يَقْصِدَ أن يَمْحُوَه مِن بالِه كُلَّما خَطَرَ له، فلا يَلْتَفِتُ إليه ولا يَخافُه ولا يَملأُ قلبَه بالفِكْرِ فيه، وهذا من أَنْفَعِ الأدويةِ وأَقْوَى الأسبابِ الْمُعِينَةِ على اندفاعِ شَرِّه، فإنَّ هذا بمنزِلَةِ مَن يَطْلُبُه عَدُوُّه ليُمْسِكَه ويُؤْذِيَه، فإذا لم يَتَعَرَّضْ له ولا تَمَاسَكَ هو وإيَّاه، بل انْعَزَل عنه لم يَقْدِرْ عليه، فإذا تَمَاسَكَا وتَعَلَّقَ كلٌّ منهما بصاحِبِه حَصَلَ الشرُّ، وهكذا الأرواحُ سواءٌ؛ فإذا عَلَّقَ رُوحَه وشَبَّثَها به، وروحُ الحاسِدِ الباغي مُتَعَلِّقَةٌ به يَقَظَةً ومَنامًا لا يَفْتُرُ عنه، وهو يَتَمَنَّى أن يَتَمَاسَكَ الرُّوحانِ ويَتَشَبَّثَ؛ فإذا تَعَلَّقَتْ كلُّ روحٍ منهما بالأخرى عُدِمَ القَرارُ ودامَ الشرُّ، حتى يَهْلَكَ أَحَدُهما، فإذا جَبَذَ رُوحَه عنه وصَانَها عن الفِكْرِ فيه والتَّعَلُّقِ به وأن لا يُخْطِرُه ببالِه؛ فإذا خَطَرَ ببالِه بادَرَ إلى مَحْوِ ذلك الخاطِرِ والاشتغالِ بما هو أَنْفَعُ له وأَوْلَى به: بَقِيَ الحاسدُ الباغي يَأْكُلُ بعضُه بعضًا، فإنَّ الحسَدَ كالنارِ فإذا لم تَجِدْ ما تَأْكُلُه أَكَلَ بعضُها بعضًا، وهذا بابٌ عظيمُ النفْعِ لا يُلَقَّاهُ إلا أصحابُ النفوسِ الشريفةِ والْهِمَمِ العَلِيَّةِ، أما الغُمْرُ الذي يريد الانتقام والتشفي من عدوِّهِ فإنَّه بمعزلٍ عنه، وشتَّان بينَ الكَيِّسِ الفَطِنِ وبينَه، ولا يُمْكِنُ أحداً معرفةَ قدرِه حتَّى يَذوقَ حَلاوَتَه وطِيبَه ونَعيمَه كأنه يَرى من أَعْظَمِ عذابِ القَلْبِ والروحِ اشتغالَه بعَدُوِّه وتَعَلُّقَ روحِه به، ولا يَرى شيئًا آلَمَ لرُوحِه من ذلك، ولا يُصَدِّقُ بهذا إلا النفوسُ الْمُطمئنَّةُ الوادعةُ اللَّيِّنَةُ التي رَضِيَتْ بوَكالةِ اللهِ لها، وعَلِمَتْ أنَّ نَصْرَه لها خَيْرٌ من انتصارِها هي لنفسِها، فوَثِقَتْ باللهِ وسَكَنَتْ إليه واطمأنَّتْ به، وعلِمَتْ أنَّ ضَمانَه حقٌّ ووَعْدَه صِدْقٌ، وأنه لا أَوْفَى بعَهدِه من اللهِ، ولا أَصْدَقَ منه قِيلًا، فعَلِمَتْ أنَّ نَصْرَه لها أَقْوَى وأَثْبَتُ وأَدْوَمُ وأعظمُ فائدةً من نَصْرِها هي لنفسِها أو نَصْرِ مَخلوقٍ مِثْلِها لها، ولا يَقْوَى على هذا إلا بالسبَبِ السادسِ، وهو الإقبالُ على اللهِ والإخلاصُ له وجَعْلُ مَحَبَّتِه وتَرَضِّيهِ والإنابةِ إليه في مَحَلِّ خواطِرِ نفسِه، وأمانِيِّها تَدُبُّ فيها دَبيبَ تلك الخواطِرِ شيئًا فشيئًا حتى يَقْهَرَها ويَغْمُرَها ويُذْهِبَها بالكُلِّيَّةِ، فتَبْقَى خواطِرُه وهواجِسُه وأَمانِيُّهُ كلُّها في مَحابِّ الربِّ والتقرُّبِ إليه وتَمَلُّقِه وتَرَضِّيه واستعطافِه، وذِكْرِه كما يَذْكُرُ المحبُّ التامُّ الْمَحَبَّةِ لمحبوبِه الْمُحسِنِ إليه، الذي قد امْتَلَأَتْ جَوَانحُه من حُبِّه؛ فلا يَستطيعُ قلبُه انصرافًا عن ذِكْرِه، ولا رُوحُه انصرافًا عن مَحَبَّتِه؛ فإذا صارَ كذلك؛ فكيفَ يَرْضَى لنفسِه أن يَجْعَلَ بيتَ أفكارِه وقَلْبَه مَعمورًا بالفِكْرِ في حاسدِه والباغي عليه والطريقِ إلى الانتقامِ منه والتدبيرِ عليه.
هذا ما لا يَتَّسِعُ له إلا قَلْبٌ خَرابٌ لم تَسْكُنْ فيه مَحَبَّةُ اللهِ وإجلالُه وطَلَبُ مَرضاتِه، بل إذا مَسَّهُ طَيْفٌ من ذلكَ واجتازَ ببابِه من خارجٍ نادَاه حَرَسُ قلبِه: إيَّاكَ وحِمَى الملِكِ، اذهَبْ إلى بيوتِ الحاناتِ التي كلُّ مَن جاءَ حَلَّ فيها ونَزَلَ بها، مالَكَ ولبيتِ السلطانِ الذي أقامَ عليه اليَزَكَ وأدارَ عليه الحرَسَ وأحاطَه بالسُّورِ؟!
قالَ - تعالى - حكايةً عن عَدُوِّه إبليسَ أنه قالَ: {فَبِعَزِّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}[ص:83.82] وقالَ تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}[الحجر:42]، وقالَ: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ}[النحل:100] وقالَ في حقِّ الصِّدِّيقِ يُوسُفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}[يوسف:24] فما أَعْظَمَ سعادةَ مَن دَخَلَ هذا الْحِصْنَ وصارَ داخلَ اليزكِ، لقد آوى إلى حِصْنٍ، لا خَوْفَ على مَن تَحَصَّنَ به، ولا ضَيْعَةَ على مَن آوَى إليه، ولا مَطْمَعَ للعدُوِّ في الدنوِّ إليه منه: {ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
السببُ السابعُ: تَجريدُ التوبةِ إلى اللهِ من الذنوبِ التي سَلَّطَتْ عليه أعداءَه، فإنَّ اللهَ تعالى يَقولُ: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}[الشورى:30] وقالَ لخيرِ الخلْقِ، وهم أصحابُ نبيِّهِ دونَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ}[آل عمران: 165].
فما سُلِّطَ على العبْدِ مَن يُؤذِيه إلا بذَنْبٍ يَعْلَمُه أو لا يَعْلَمُه, وما لا يَعْلَمُه العبْدُ مِن ذُنوبِه أضعافُ ما يَعْلَمُه منها، وما يَنساه مِمَّا عَلِمَه وعَمِلَه أَضعافُ ما يَذْكُرُه.
وفي الدعاءِ المشهورِ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ)) فما يَحتاجُ العَبْدُ إلى الاستغفارِ منه مِمَّا لا يَعْلَمُه أضعافُ أَضعافِ ما يَعْلَمُه، فما سُلِّطَ عليه مُؤْذٍ إلا بذَنْبٍ.
ولَقِيَ بعضَ السلَفِ رجلٌ، فأَغْلَظَ له ونالَ منه فقالَ له: قِفْ حتى أَدْخُلَ البيتَ ثم أَخْرُجَ إليك؛ فدَخَلَ فسَجَدَ للهِ وتَضَرَّعَ إليه وتابَ وأنابَ إلى ربِّه، ثم خرجَ إليه، فقالَ له: ما صَنَعْتَ؟
فقالَ: تُبْتُ إلى اللهِ من الذنْبِ الذي سَلَّطَكَ به عَلَيَّ.
وسَنَذْكُرُ إن شاءَ اللهُ تعالى أنه ليس في الوجودِ شرٌّ إلا الذنوبُ ومُوجباتُها، فإذا عُوفِيَ من الذنوبِ عُوفِيَ من مُوجباتِها، فليس للعَبْدِ إذا بُغِيَ عليه وأُوذِيَ وتَسَلَّطَ عليه خُصومُه شيءٌ أَنْفَعُ له من التوبةِ النَّصُوحِ.
وعَلَامةُ سَعادتِه أن يَعْكِسَ فِكْرَه ونَظَرَه على نفسِه وذنوبِه وعُيوبِه فيَشْتَغِلَ بها وبإصلاحِها وبالتوبةِ منها، فلا يَبْقَى فيه فَراغٌ لتَدَبُّرِ ما نَزَلَ به، بل يَتَوَلَّى هو التوبةَ وإصلاحَ عُيوبِه، واللهُ يَتَوَلَّى نُصْرَتَه وحِفْظَه والدفْعَ عنه ولا بدَّ، فما أَسْعَدَه من عبدٍ!
وما أَبْرَكَها من نازِلَةٍ نزَلَتْ به ! وما أَحْسَنَ أَثَرَها عليه، ولكنَّ التوفيقَ والرَّشَدَ بيدِ اللهِ، لا مانِعَ لِمَا أَعْطَى، ولا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ، فما كُلُّ أَحَدٍ يُوَفَّقُ لهذا لا مَعْرِفَةً به، ولا إرادةً له، ولا قُدرةً عليهِ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ.
السببُ الثامنُ: الصدَقَةُ والإحسانُ ما أَمْكَنَه، فإنَّ لذلك تأثيرًا عَجيبًا في دَفْعِ البلاءِ ودَفْعِ العينِ وشرِّ الحاسِدِ، ولو لم يكنْ في هذا إلا تَجارُبُ الأمَمِ قديمًا وحَديثًا لكَفَى به، فما يَكادُ العينُ والحسَدُ والأذى يَتَسَلَّطُ على مُحْسِنٍ مُتَصَدِّقٍ، وإن أَصَابَه شيءٌ من ذلك كان مُعامَلًا فيه باللطْفِ والْمَعونةِ والتأييدِ، وكانت له فيه العاقبةُ الْحَميدةُ.
فالْمُحْسِنُ الْمُتصدِّقُ في خِفارةِ إحسانِه، وصَدَقَتُه عليه من اللهِ جُنَّةٌ رَاقيةٌ وحِصْنٌ حَصينٌ، وبالجمْلَةِ فالشكْرُ حارسُ النعمَةِ من كلِّ ما يكونُ سَببًا لزوالِها.
ومِن أقوى الأسبابِ حَسَدُ الحاسِدِ والعائنِ، فإنه لا يَفْتُرُ ولا يَنِي ولا يَبْرُدُ قَلْبُه حتى تَزولَ النِّعمةُ عن المحسودِ، فحينئذٍ يَبْرُدُ أَنِينُه وتَنْطَفِئُ نارُه، لا أَطْفَأَهَا اللهُ، فما حَرَسَ العَبْدُ نعمةَ اللهِ عليه بِمِثْلِ شُكْرِها، ولا عَرَّضَها للزوالِ بِمِثْلِ العمَلِ فيها بِمَعاصِي اللهِ، وهو كُفرانُ النِّعمةِ، وهو بابٌ إلى كُفرانِ الْمُنْعِمِ.
فالْمُحْسِنُ المتصدِّقُ يَستخدمُ جُنْدًا وعَسْكرًا يُقاتلون عنه وهو نائمٌ على فِراشِه، فمَنْ لم يكنْ له جُنْدٌ ولا عَسْكَرٌ وله عَدُوٌّ، فإنه يُوشِكُ أن يَظْفَرَ به عدُوُّه، و إن تَأَخَّرَتْ مُدَّةُ الظفَرِ، واللهُ الْمُستعانُ.
السببُ التاسعُ: وهو من أَصْعَبِ الأسبابِ على النفْسِ وأَشَقِّهَا عليها، ولا يُوَفَّقُ له إلا من عَظُمَ حظُّه من اللهِ، وهو إِطفاءُ نارِ الحاسِدِ والباغي والمؤْذِي بالإحسانِ إليه؛ فكُلَّمَا ازدادَ أَذًى وشَرًّا وبَغْيًا وحَسَدًا ازْدَادَتْ إليه إحسانًا وله نصيحةً وعليه شَفَقَةً، وما أَظُنُّك تُصَدِّقُ بأنَّ هذا يكونُ فَضْلًا عن أن تَتَعَاطَاه!!
فاسْمَع الآنَ قولَه - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[فصلت:34-36] وقالَ: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}[القصص:54].
وتأمَّلْ حالَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي حَكَى عنه نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه ضَرَبَه قومُه حتى أَدْمَوه، فجَعَلَ يَسْلِتُ الدمَ عنه ويقولُ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)) كيف جَمَعَ في هذه الكلماتِ أرْبَعَ مقاماتٍ من الإحسانِ، قابَلَ بها إساءتَهم العظيمةَ إليه.
أحدُها: عَفْوُه عنهم، والثاني: استغفارُه لهم، الثالثُ: اعتذارُه عنهم بأنهم لا يَعلمون، الرابعُ: استعطافُه لهم بإضافتِهم إليه، فقالَ: {اغْفِرْ لِقَوْمِي} كما يَقولُ الرجُلُ لِمَنْ يَشفَعُ عندَه فيمَنْ يَتَّصِلُ به: هذا وَلَدي، هذا غُلامي، هذا صاحِبِي فهَبْه لي.
واسْمَع الآنَ ما الذي يَسْهُلُ على النفْسِ ويُطَيِّبُه إليها ويُنَعِّمُها به: اعْلَمْ أنَّ لك ذُنوبًا بينَك وبينَ اللهِ تَخافُ عَواقبَها وتَرجوهُ أن يَعْفُوَ عنها، ويَغْفِرَها لك، ويَهَبَها لك، ومع هذا لا يَقْتَصِرُ على مُجَرَّدِ العَفْوِ والْمُسامَحَةِ، حتى يُنْعِمَ عليك ويُكْرِمَك، ويَجْلُبَ إليك من المنافِعِ والإحسانِ فوقَ ما تُؤَمِّلُه؛ فإذا كنتَ تَرْجُو هذا من ربِّك أن يُقابِلَ به إساءتَك، فما أَوْلاك وأَجْدَرَك أن تُعامِلَ به خَلْقَه وتُقابِلَ به إساءتَهم، ليُعَامِلَكَ اللهُ هذه الْمُعامَلَةَ؛ فإنَّ الجزاءَ من جِنْسِ العمَلِ، فكما تَعْمَلُ مع الناسِ في إساءتِهم في حَقِّكَ يَفْعَلُ اللهُ معك في ذنوبِك وإساءتِك جزاءً وِفاقًا، فانْتَقِمْ بعدَ ذلك أو اعْفُ، وأَحْسِنْ أو اتْرُكْ فكَمَا تَدينُ تُدانُ، وكما تَفْعَلُ مع عِبادِه يَفْعَلُ معك؛ فمَن تَصَوَّرَ هذا المعنى وشَغَلَ به فِكْرَه هانَ عليه الإحسانُ إلى مَن أَساءَ إليه، هذا مع ما يَحْصُلُ له بذلك من نَصْرِ اللهِ ومَعِيَّتِه الخاصَّةِ، كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للذي شَكَى إليه قَرَابَتَه وأنه يُحْسِنُ إليهم وهم يُسيئون إليه فقالَ: ((لَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ)).
هذا مع ما يَتَعَجَّلُه من ثَناءِ الناسِ عليه ويَصيرونَ كلُّهم معه على خَصْمِه، فإنَّ كلُّ مَن سَمِعَ أنه مُحْسِنٌ إلى ذلك الغيرِ وهو مُسيءٌ إليه وَجَدَ قَلْبَه ودُعاءَه وهِمَّتَه مع الْمُحْسِنِ على المسيءِ، وذلك أمْرٌ فِطْرِيٌّ فَطَرَ اللهُ عليه عِبادَه، فهو بهذا الإحسانِ قد اسْتَخْدَمَ عَسْكرًا لا يَعْرِفُهم ولا يَعْرِفُونَه، ولا يُريدون منه إِقْطَاعًا ولا خُبْزًا.
هذا مع أنه لا بُدَّ له مع عَدُوِّه وحاسِدِه من إحدى حالتينِ.
- إمَّا أن يَمْلُكَه بإحسانِه؛ فيَسْتَعْبِدَه ويَنقادَ له ويَذِلَّ له، ويَبْقَى مِن أَحَبِّ الناسِ إليه.
- وإمَّا أن يُفَتِّتَ كَبِدَه ويَقْطَعَ دابِرَه إن أقامَ على إساءتِه إليه، فإنه يُذِيقُه بإحسانِه أضعافَ ما يَنالُ منه بانتقامِه.
ومَن جَرَّبَ هذا عَرَفَه حقَّ الْمَعرفةِ، واللهُ هو الْمُوَفِّقُ الْمُعينُ، بيدِه الخيرُ كلُّه لا إلهَ غيرُه، وهو المسؤولُ أن يَسْتَعْمِلَنا وإخوانَنا في ذلك بِمَنِّهِ وكَرَمِه.
وفي الجملةِ: ففي هذا الْمَقامِ من الفوائدِ ما يَزيدُ على مائةِ مَنفعةٍ للعَبْدِ عاجِلَة وآجِلَة، سنَذْكُرُها في مَوْضِعٍ آخَرَ إن شاءَ اللهُ تعالى.
السببُ العاشِرُ: وهو الجامعُ لذلك كلِّه، وعليه مَدارُ هذه الأسبابِ، وهو تَجريدُ التوحيدِ والترَحُّلُ بالفكْرِ في الأسبابِ إلى الْمُسَبِّبِ العزيزِ الحكيمِ، والعلْمُ بأنَّ هذه آلاتٌ بمنزِلَةِ حَركاتِ الرياحِ، وهي بِيَدِ مُحَرِّكِها وفاطِرِها وبَارِئِها، ولا تَضُرُّ ولا تَنْفَعُ إلا بإذنِه، فهو الذي يُحَسِّنُ عَبْدَه بها، وهو الذي يَصْرِفُها عنه وحْدَه، لا أَحَدَ سِواه.
قالَ تعالى: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ}[يونس:107] وقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ)).
فإذا جَرَّدَ العبْدُ التوحيدَ فقد خَرَجَ من قلبِه خوفُ ما سواه وكان عَدُوُّه أهونَ عليه من أن يَخافَه مع اللهِ، بل يُفْرِدُ اللهَ بالْمَخافَةِ وقد أَمَّنَه منه، وخَرَجَ من قلبِه اهتمامُه به واشتغالُه به وفِكْرُه فيه، وتَجَرَّدَ للهِ مَحبَّةً وخَشيةً وإنابةً وتَوَكُّلًا واشتغالًا به عن غيرِه، فيَرَى أنَّ إعمالَه فِكْرَه في أمْرِ عَدُوِّه وخَوْفَه منه واشتغالَه به من نَقْصِ توحيدِه، و إلا فلو جَرَّدَ توحيدَه لكان له فيه شُغْلُ شاغِلٍ، واللهُ يَتَوَلَّى حِفْظَه والدفْعَ عنه، فإنَّ اللهَ يُدافِعُ عن الذين آمَنُوا، فإنْ كان مُؤْمِنًا فاللهُ يُدافِعُ عنه ولا بدَّ.
وبِحَسَبِ إيمانِه يَكونُ دِفاعُ اللهِ عنه، فإن كَمُلَ إيمانُه كان دَفْعُ اللهِ عنه أَتَمَّ دَفْعٍ، وإن مَزَجَ مُزِجَ له، وإن كان مَرَّةً ومَرَّةً، فاللهُ له مَرَّةً ومَرَّةً، كما قالَ بعضُ السلَفِ: مَن أَقْبَلَ على اللهِ بكُلِّيَّتِه أَقْبَلَ اللهُ عليه جُملةً، ومَن أَعْرَض عن اللهِ بكُلِّيَّتِه أَعْرَضَ اللهُ عنه جُملةً, ومَنْ كان مَرَّةً ومَرَّةً فاللهُ له مَرَّةٌ ومَرَّةٌ.
فالتوحيدُ حِصْنُ اللهِ الأعظَمُ الذي مَن دَخَلَه كان من الآمنينَ.
قالَ بعضُ السلَفِ: مَن خافَ اللهَ خافَه كلُّ شيءٍ، ومن لم يَخَفِ اللهَ أَخَافَه من كلِّ شيءٍ.
فهذه عشرةُ أسبابٍ يَندفِعُ بها شرُّ الحاسِدِ والعائنِ والساحرِ، وليس له أَنْفَعُ من التوَجُّهِ إلى اللهِ وإقبالِه عليه وتَوَكُّلِه عليه، وثِقَتِه به، وأن لا يَخافَ معه غيرَه، بل يكونُ خوفُه منه وحدَه ولا يَرجُو سواه، بل يَرجوه وحدَه، فلا يُعَلِّقُ قلبَه بغيرِه ولا يَستغيثُ بسواه ولا يَرْجُو إلا إيَّاه.
ومتى عَلَّقَ قلبَه بغيرِه ورجاهُ وخافَه وُكِلَ إليه، وخُذِلَ من جِهَتِه، فمَن خافَ شيئًا غيرَ اللهِ سُلِّطَ عليه، ومَن رَجَا شيئًا سِوى اللهِ خُذِلَ من جِهَتِه وحُرِمَ خيرَه، فهذه سُنَّةُ اللهِ في خَلْقِه: {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا}[الأحزاب:62] ).

قريب الله مطيع
_15 _February _2015هـ الموافق 15-02-2015م, 04:54 PM
اسباب ده گانه برای دفع ضرر های انسان حسود
ابن القیم – رحمه الله - در (کتاب) "بدائع الفوائد" در خاتمه تفسیر سورة الفلق- قل أعوذ برب الفلق- می نویسد:
فصل: در بیان اسباب ده گانه که ضرر های شخص حسود را از محسود دفع میکند:
سبب اول : پناه بردن به الله تعالی از شر حسود ، و التجا بسوی او، همین است هدف اصلی این سوره ، و الله تعالی شنوای استعاذه هرکس بوده، ودانا به آنچه که ایشان به او پناه خواسته اند.
و مراد از سمع – شنیدن - در اینجا سمع اجابت است، نه سمع عمومی، چنانكه آنجناب – صلی الله علیه وسلم- می فرماید: ‌«َسمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه»: ‌«الله شنوای آن کسی است که حمد او را بیان میکند»، و قول حضرت ابراهیم خلیل الله – علیه الصلاة والسلام - :‌« إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ»:‌ «البته پروردگارم شنونده دعاست (و آن را مستجاب مى‏كند».
الله تعالی بنا بر اقتضای حال مستعیذ - پناه طلب کننده - این سمع را گاهی به علم مقترن نموده وگاهی هم به بصر( بینائی)، چون این شخص از دشمن، به الله تعالی پناه می برد، که الله تعالی او را می بیند، واز مکر وکیدش آگاه است. از هیمن جهت الله تعالی این پناه جوینده را خبر داده که شنوای استعاذه هر مستعیذ است. یعنی اجابت کننده ودانا است. تا باشد که مستعیذ – پناه جوینده – امید به رحمت الله متعال داشته، و با عجز وانکسار قلبی اصرار بر دعا ورزد.
اندکی به حکمت قرآن فکر و تأمل کنید چگونه در آن پناه خواستن از شیطان جنی که وجود آن را میدانیم در حالیکه او را نه می بینیم بلفظ "السمیع العلیم" در سوره (الأعراف و حم السجده) آمده است. و اما پناه طلب کردن از شر شیطان انسی که به آن انس برده و با چشم می بینند به لفظ (السمیع البصیر) در سوره (حم المومن) آمده است: الله تعالی میفرماید:‌«إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ »: «همانا كسانى كه در آیات الله تعالی بدون حجّتى كه برایشان آمده باشد به مجادله برمى‏خیزند، در سینه‏هایشان جز خود بزرگ بینى نیست كه به آن نخواهند رسید، (و از مجادله خود نتیجه نخواهند گرفت) پس به الله تعالی پناه ببر كه بى شك او شنواى بیناست».
زیرا افعال انسانها محسوس بوده و با چشم دیده میشود، و اما شیطان؛ نزغ وسوسه ها و خطر های خود را در قلب بنده می اندازد، در حالیکه قابل رؤیت نمی باشد، و‌صرف توسط علم دانسته میشود، فلذا پناه خواستن توسط "السمیع العلیم" وارد شده است، و در مورد آن چیز های که به چشم دیده می شود، و با دیدن درک کرده میشود امر پناه خواستن به "السمیع البصیر" وارد شده است.
سبب دوم: تقوی الهی و‌ترس از الله تعالی در نگهداشت اوامر و نواهی او، پس کسیکه تقوای الهی را اختیار نماید؛ الله تعالی نگهداری او را بدوش میگیرد. و به کس دیگری نمیگذارد، الله تعالی می فرماید:‌ «وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا»:‌ «و اگر (در برابرشان) صبر كنید و پرهیزگار باشید، حیله‏ى بدخواهانه‏ى آنان هیچ آسیبى به شما نمی رساند». و پیامبر- صلی الله علیه وسلم- میفرماید:‌ «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ»: ‌"الله را (در اوامر و نواهی) حفظ بکن، الله تو را (از شر) حفظ میکند،‌ الله را حفظ کنی او را در پیش خود میابی" پس کسی الله تعالی را حفظ کرد، در هر جهت که باشد؛ الله را در پیش خود میابد،‌و کسی در حفاظت الله و در نزد او باشد پس او را از کسی بیم و حذری نیست.
سبب سوم: صبر ‌در برابر افعال حسد کننده : ‌محسود بکوشد در مقابل افعال حسد کننده صبر وشکیبائی نماید، و با وی جنگ ننموده ، وشاکی از کردارش نباشد، وهیچگاه احساس اذیت را ننماید. یقینا این کامیابی بزرگی است، و هیچ کامیابی مانند کامیابی در صبر و توکل بر الله تعالی بر بالای حسد کننده و دشمنانش نیست. نباید تأخیر در فرجام کار شخص حسود و بغاوت او را طولانی احساس کند، چون هر زمانی که شخص حسود علیه محسود بغاوت کند؛ پس بغاوت او لشکری و قوتی برای محسود میباشد. گویا این همه ابزاری است که خود باغی نا آگاهانه علیه نفس خود مبارزه میکند. وبغاوت او تیرهای است که از طرف خویش بسوی نفس خود پرتاب میکند. وگاهی مظلوم نیز اقدام بالمثل می کند چون بنا بر ضعف بصیرتش جز صورت بغاوت چیز دیگر را دیده نمیتواند، و الله تعالی میفرماید: ‌« وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ»: ‌«مسأله به همين منوال است. و هر فرد ( مؤمني كه در برابر ستم و جنايتي كه به او شده است ) دست به ستم و جنايت زند به همان اندازه كه به او ستم و جنايت شده است و سپس دوباره به وي ستم و جنايت شود ( و جنايتكار ديگر بار دست تعدّي دراز كند ) حتماً الله او را ( عليه متعدّي ) ياري خواهد كرد ( و كسي را پيروز مي گرداند كه تمام نيروي خود را براي دفاع در برابر ظالم بسيج مي كند و باز هم از طرف ستمگر تحت ستم قرار مي گيرد» .
اگر الله تعالی ضامن گرفتن حق کسی باشد که به او مرتبه دوم ظلم شده باشد در حالیکه در مرتبه اولی حق خویش را از ظالم گرفته است! پس چگونه خواهد بود همان شخصی که هیچگاه دست به انتقام نزده است ؟! آیا الله تعالی او را رها نموده وحقش را ضایع خواهد ساخت؟
و هیچ گناهی در عقوبت سریعتر مانند بغاوت و قطع صله رحم نیست، و بتحقیق سنت الهی از سابق بر این است که اگر کوهی بالای کوه دیگر بغاوت کند، الله تعالی کوه باغی را ویران خواهد نمود.
سبب چهارم: ‌توکل بر الله تعالی،‌«وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ»: ‌«و هر كس بر الله تعالی توكل كند، او برایش كافى است» و توکل از قوی ترین اسبابی است که بنده در کارهای طاقت فرسا آن را استعمال میکند، از قبیل اذیت مخلوق و ظلم آنها و دشمنی ایشان، و این از قوی ترین اسباب صبر است، پس الله برای او کافی است، و کسی را كه الله کافی و واقی باشد، پس بر او از هیچ دشمنی مطمع و ضرری نه می رسد، مگر آن ضرریکه ضروری باشد، مانند گرمی، سردی، گرسنگی و تشنگی وغیره، و اما آن ضرری که طبق میل و اراده خود برساند، هرگز شده نمیتواند. در بین اذیت که در ظاهر امر اذیت باشد - واما در حقیقت نیکی برای مجنی علیه ، وضرر برای خویشتن باشد-، ودر میان ضرری که سبب تشفی قلب باشد فرق بس عظیمی وجود دارد.
بعضی از سلف گفته اند:‌ الله تعالی جزای هر عمل را از جنس همان عمل تعیین کرده است، و اما جزای توکل را کفایت بر بنده قرار داده است که :‌« وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ»:‌ «و هر كس بر الله تعالی توكل كند، او برایش كافى است». این چنین نگفته که این مقدار و این جزا برای او است،‌ قسمیکه به سایر اعمال گفته شده است، ‌بلکه الله تعالی نفس خود را کافی، بسنده و واقی بنده متوکل گردانیده است. اگر تمام آسمانها و زمین و آنچه که در بین آنها است سوی الله تعالی برایش کید ومکر نمایند ولی بنده توکل حقیقی بر الله تعالی نماید حتما او تعالی برایش راه بیرون رفت را از این معضله ها میسر ساخته ، وبرایش کفایت کرده و نصرت می دهد.
حقیقت توکل، فواید ومنافع آن ونیاز شدید بنده به آن را در کتاب " الفتْحِ القُدْسِيِّ" ذکر نموده ام. و در آنجا فساد قول کسانیکه توکل را از جمله مقامات معلولیت حساب نموده ، و آن را از مقامات عوام الناس دانسته ذکر نموده ام، و قول شان را از چندین وجه باطل قرار دادم، و ثابت نمودم که توکل از بزرگترین مقامات عارفین است،‌ پس هر زمانیکه مقام بنده بالا برود توکل او بزرگ تر شده و رشد میکند، ‌و توکل بنده بر قدر ایمان او میباشد. و مقصود در اینجا یادآوری اسبابی است که انسان را از شر شخص حسود، نظر بد، ساحر و باغی رهایی می بخشد.
سبب پنجم: عدم انشغال قلب به وساوس شیطانی، وخطرات نفسانی، و عدم تفکر در مورد آن. وهرگاه کدام وسوسه در قلبش خطور کند آنرا از قلبش اخراج نموده و فکر وذهن اش را پاک سازد، و به سوی آن التفات نکرده و از او نترسیده وقلب خود را در فکر آن مشغول نسازد،‌ و این از سودمندترین دواها و قوی ترین اسباب برای دفع شر آن میباشد. ‌پس یقیناً این به مثابه آن است که کسی بخواهد دشمنش را بسته نموده و مورد آزار و اذیت قرار دهد. ودر صورتیکه به او تعرض ننماید، و با یکدیگر درگیر نشوند، بلکه از او دور شود بالای او غلبه حاصل کرده نمی تواند، وهرگاه در بین آنها درگیری صورت گیرد، حتما شر وبد بینی واقع می شود. و این چنین است ارواح انسانها؛ روح شخص حسود وباغی همیشه در تعقیب او بوده وهرگز از او جدا نمی شود نه در خواب و نه هم در بیداری، وبسیار آرزو دارد که درگیر شود، واگر این نزاع وکشمکش رخ دهد، حتما جنگ دوام نموده، وبد بینی در بین شان گسترش خواهد یافت، تا اینکه یکی آن نابود گردد. واما در صورت حفاظت روح وعدم تفکر در مورد شخص حسود واعمال ناشایسته او هیچگاه برخورد رخ نداده ودر امان می باشد. وهمیشه کوشش می کند که در کار های سودمند ومفید فکر کند. وحس انتقام جویی را در قلبش جای نمی دهد.
در اینصورت شخص حسود در آتش که خودش افروخته است می سوزد، زیرا حسد مانند آتش است اگر چیزی را نیافت برخود شعله ور شده وخویشتن را میسوزاند.‌ و این باب منفعت بسزایی دارد، کسانیکه دارای همت عالی ونفس های پاکیزه باشند می توانند این را بدست آورند وبس. ‌ اما آن کسیکه اراده انتقام جویی و شفایابی از دشمن خود دارد، از این درجات والا فرسنگ ها دور است. وتفاوت بس عظیمی بین انسان هوشیار وزیرک و بین آن وجود دارد. وکسی قدر ومنزلت این مسأله را درک می کند که حلاوت ولذت این نعمت ها و پاکیزگی ها را چشیده باشد، گویا که او یقين نموده است که بزرگترین عذاب قلب اشتغال در مورد دشمنش و تعلق قلب به او است، و در دل خود هیچ دردی را مانند آن نمی بیند،‌ و بر این جز نفس های مطمئنه و نرم که به وکالت الله تعالی راضی بوده ، ویقین کامل دارد که نصرت الهی بهتر و بالاتر از انتقام شخصی است. فلذا معتمد او الله تعالی بوده وسکون وآرامش را در جوار او احساس نموده ، وبه وعده الهی اطمئنان کامل دارد. و یقین می دارد که نصرت الهی ثابت تر و مداوم تر و خیلی سودمند ومفید تر از انتقام جویی شخصی ویا کمک وهمکاری کدام مخلوق دیگر برایش است. و به این مقام نمی رسد مگر بوسیله سبب ششم.
سبب ششم: اخلاص به الله تعالی، محبت و کسب رضایت وانابت به سوی او تعالی را سر مشق زندگی اش گرداند. آرمانها وآرزو هایش از آن خاطره ها آهسته آهسته حرکت میکند تا اینکه مقهور گردیده، وبالآخره این روند ادامه می یابد تا اینکه بطور کلی از بین می رود، ودر نتیجه این مبارزه تمام آرمانها و آرزو هایش در محبت پروردگار و تقرب بسوی او و کسب رضایت اش باقی می ماند و بس. و همیشه ذکر او را یاد میکند، مثل کسی که محبت ودوستی او به درجه کمال رسیده باشد، واین محبت سراسر وجودش را تسخیر خویش کرده باشد، بگونه ی که قلب او از یادش منصرف شده نمیتواند، و روح او از دوست داشتن منصرف شده نمیتواند، در اینصورت برای نفس خود چگونه اجازه میدهد در فکر و قلب خود خانه ی را در مورد شخص حسود اعمار کند، و یا هم راه انتقام گیری را در پیش گیرد.
انتقام گیری فقط برای قلب ویران شده امکان پذیر خواهد بود، همان قلبی که خالی از محبت الله تعالی و جلال و مرضات او است. وهرگاه این امور – حسادت ، بغاوت و.....- از دروازه قلبش بگذرد؛ پاسداران قلبش فریاد می زند به حرم سرای پادشاه نزدیک نشوید ! به جای دیگر به مسافرخانه های بروید که هرکس در آنجا جایگزین میشود. زیرا چهار اطراف منزل پاشاه را دیوار های بلند و محکم ، وپاسداران تنومند احاطه نموده است ، وهرگز به آن راه یافته نمی توانید.
الله تعالی از دشمن خود ابلیس حکایت میکند:‌« فَبِعَزِّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ»:‌« ابلیس گفت: به عزّت تو سوگند كه همه (ى مردم) را گمراه خواهم كرد. مگر بندگان تو را آنان كه خالص شده‏اند» و درجای دیگر می فرماید:‌« إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ» :‌« همانا براى تو بر بندگان (برگزیده) من تسلطّى نیست، مگر از گمراهانى كه تو را پیروى كنند». و گفته است:‌« إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ» :‌« غلبه وسلطه‏ى شیطان تنها بر كسانى است كه (با پیروى از او) سلطه و ولایت او را مى‏پذیرند، و (بر) كسانى است كه آنان (به واسطه فریب شیطان) به الله تعالی شرك آورده‏اند» و در شأن صدیق خود یوسف – علیه السلام- میفرماید:‌«كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ»:‌«اینگونه (ما او را با برهان كمك كردیم) تا بدى و فحشاء را از او دور كنیم، چرا كه او از بندگان برگزیده ما است». یقینا کسیکه به این قلعه داخل شده ودر زمره اهل حرم سرا گردد، سعادت بزرگی را کمائی نموده است، وبه قلعه پناه برده که هیچ خوف وترسی بر آن نمی باشد، وکسیکه به آن رجوع نموده هیچ گاه ضایع نمی گردد، وهرگز دشمن آرزوی نزدیک شدن به او را ندارد،‌ « ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» : « این لطف و تفضّل الهى است كه به هر كس كه بخواهد، (و لیاقت داشته باشد) مى‏دهد و الله تعالی صاحب فضل بزرگ است».
سبب هفتم:‌ اخلاص در توبه وباز گشت به سوی الله تعالی: توبه از گناهانی که باعث تسلط دشمن بر او شده است، چنانكه الله تعالی می فرماید:‌ « وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ»: « و آنچه از مصیبت به شما رسد پس به خاطر دست آورد خودتان است». و بهترین مخلوقات – یعنی – صحابه پیامبر اکرم صلی الله علیه وسلم را مورد خطاب قرار داده ارشاد می فرماید: ‌« أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ» : «آیا چون مصیبتى (در جنگ اُحد) به شما رسید كه دو برابرش را (در جنگ بدر) به آنها (دشمن) وارد ساخته بودید، گفتند: این مصیبت از كجاست؟ (و چرا به ما رسید؟) بگو: آن از سوى خودتان است». یقینا بر بنده هیچگاه ظلم و اذیت مسلط نمیشود مگر از جهت افعال و کردارش ، که آن را می داند ویا اینکه نمی داند؛ و آنچه بنده در مورد گناهانش می داند به مراتب بیش تر از آن است که می داند، ‌و آنچه را فراموش می کند زیادتر از آنچه است که او بیاد دارد. و در دعای مشهور آنجناب صلی الله علیه وسلم وارد شده: ‌« اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ »،‌ (بار الها ! پناه میبرم به تو از اینکه با تو شریک مقرر کنم در حالیکه می دانم، و طلب آمرزش میکنم از آنچه که نمی دانم). پس ضرورت بنده بر طلب آمرزش از آنچه که نمی داند بیشتر است از آنچه که او میداند،‌ و بر او هیچ اذیت دهنده مسلط نمیشود مگر به گناهی.
شخصی با یکتن از سلف صالح روبرو شده وسخنان یاوه وبیهوده برایش گفت، آن مرد صالح برایش گفت: اندکی منتظر باش تا اینکه به خانه داخل شوم وبعدا بیرون می آیم ، به خانه داخل شد وسر به سجده برای الله تعالی گذاشت؛ وبا تضرع ونیاز، وبا عاجزی وانکسار قلبی توبه نمود. سپس از خانه بیرون شد، آن شخص از او پرسید: در خانه چه می کردی؟ در جوابش گفت:از گناهی که ترا بالایم مسلط نموده بود بسوی الله تعالی توبه کردم.
در صفحات بعدی انشاء الله این را ذکر خواهیم کرد که در این دنیا هیچ چیز بدتر از معصیت الهی و موجبات آن، وجود ندارد. هرگاه از گناه عافیت یافت از موجبات آن نیز عافیت پیدا میکند، پس برای بنده از توبه نصوح در وقت تسلط دشمن و بغاوت علیه او هیچ چیز سودمند تر نیست.
نشانه سعادت ونیکبختی او این است که توجه جدی به نفس و گناهان و عیوب خویش مبذول داشته وآنرا بوسیله توبه اصلاح نماید. وهیچگاه برای مسائل دیگر فرصت ندهد.
پس برای او فرصتی باقی نمی ماند که در مورد مصیبتها ومشکلاتی که به وی احاطه شده تفکر و تدبر کند، بلکه مشغول توبه و اصلاح عیبهایش می باشد،‌ و الله تعالی حفاظت و دفاع او را ضرور بدوش خود خواهند گرفت، پس او را چه بندگی با سعادتی! و چه قدر با برکت است آنچه که بر بالای وی نازل شده است! و چه قدر اثر خوب داشته باشد! و لکن توفیق و هدایت بدست الله تعالی است، هیچ منع کننده بر عطای وی نیست، و هیچ دهنده بر ممانعت او نیست، پس هرکس به این موفق نمی شود و از آن معرفت ندارد، و اراده هم ندارد، و قدرت هم ندارد، و هیچ گرداننده و قوتی نیست مگر الله متعال.
سبب هشتم:‌صدقه و نیکی به حد امکان، یقیناً در آن تأثیر عجیبی در دفع بلا ،‌ و دفع چشم (بد) و دفع ضرر های شخص حسود است. و اگر در این زمینه کدام چیز دیگر نباشد مگر تجارب امت های گذشته و حاضر کافی وبسنده است. پس هرگز چشم (بد) و حسادت و اذیت بر نیکو کار و صدقه دهنده مسلط نمیشود، و اگر از این چیزها مقدارد اندکی هم برایش برسد پس یقین بدارد که لطف،‌ کمک و تأیید الهی را بدست آورده است. و عاقبت نیک وپسندیده را دارد. پس شخص محسن متصدق غرق نیکی های خود می باشد، و صدقه او از طرف الله سپر مظبوط و قلعه محکم می باشد، و بطور خلاصه شکر حارس نعمت از هر گونه زوال است.
ولذا شخص حسود تا آنکه نعمت از محسود زایل نشود بس نمی کند، پس در آن وقت دلش مطمئن گردیده، و آتش حسادتش خاموش میشود، - الله تعالی هرگز خاموش نکند!- پس بنده نعمت های الهی را جز توسط شکر نگهداری کرده نمی تواند، و بوسیله معصیت الله تعالی یعنی گناه کفران نعمت، همه نعمت های الهی زایل می شود، و کفران نعمت دروازه ای بسوی کفران منعم (الله) است.
پس انسان نیکوکار و صدقه دهنده لشکری را استخدام می کند که ایشان به نیابت از وی مبارزه میکنند ، در حالیکه خود او در فراش خواب است، اما اگر کسی لشکری نداشته باشد، حتما دشمنان اطرافش را احاطه می کنند، دیر ویا زود بر او مسلط می گردند. واللهُ الْمُستعانُ.
سبب نهم: سخت ترین و مشقت ترین اسباب در بالای نفس است، کسی موفق نمی شود به آن مگر آنکه الله تعالی بهره بزرگی برایش الطاف کرده باشد، و آن خاموش کردن آتش شخص حسود،‌ چشم بد، و اذیت کننده بوسیله نیکوی کردن بسوی آنها است، هر اندازه اذیت، حسد و بغاوت آنها زیاد شود نیکی و نصیحت و شفقت او در مقابل آنها زیاد می شود، و گمان نمی کنم که به این باور داشته باشند ؛ چه رسد به اینکه آنرا عملی سازند !
پس حالا به قول-عز وجل – گوش فرا دهید: ‌«وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» :‌«و نیكى با بدى یكسان نیست؛ (بدى دیگران را) با شیوه‏ى بهتر (كه نیكى است) دفع كن، كه این هنگام آن كس كه میان تو و او دشمنى است همچون دوست گرم مى‏شود (و عداوتش نسبت به تو تمام مى‏شود). و این (خصلت و برخورد نیكو) را جز كسانى كه اهل صبر و شكیبایى هستند دریافت نمى‏كنند، و این را جز كسى كه داراى بهره‏ى بزرگى (از كمالات باشد) نخواهد یافت. اگر انگیزه و وسوسه‏اى از طرف شیطان تو را تحریك كند (كه بدى را با بدى جواب دهی) پس به الله تعالی پناه ببر كه او خود شنواى آگاه است» و در آیت دیگر آمده: ‌« أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ »:‌ «آنان به خاطر صبرشان، دو برابر پاداش داده مى‏شوند. و (آنانند كه) بدى‏ها را با نیكى دفع مى‏كنند و از آنچه روزى آنان كرده‏ایم (به دیگران) انفاق مى‏نمایند »
و اندکی به حالت پیامبر- صلی الله علیه وسلم- غور وتعمق کنید، در حالیکه قومش او را لت و کوب کرده و خون آلود نمودند حتی اینکه خون شان جاری شد،‌میگفت:‌« اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» :‌«ای الله قوم مرا ببخش که آنها نمی دانند» چگونه در این کلمات چهار مقام نیکی را جمع نمود، که با آن گستاخی واذیت بزرگ آنها مقابله نمود.
اول : عفو وگذشت از آنها. دوم: طلب آمرزش برای آنها،‌ سوم: معذور دانستن آنها که نمیدانند.
چهارم: تلطف ومهربانی با آنها بگونه که ایشان را به خویش منسوب داشت:‌« اغْفِرْ لِقَوْمِي» برای قوم من ببخشای. قسمیکه شخصی نزد کسیکه به او رسیده بتواند کسی را شفاعت کند: این پسرم است، این غلام من است این دوست من است از خاطر من ببخش.
بدان در حق الله تعالی گناهان را انجام داده ای که از عاقبت آن میترسی و امید بخشش آن را داری، و تو را می بخشد،‌ و به تو عنایت میکند، نه تنها اینکه به بخشیدن و مساحمت مختصر میکند بلکه تو را نعمت داده و اکرام میبخشد، و ما فوق خواهش تو، سود و نیکی برایت میرساند، ‌پس وقتیکه از پروردگار خود چنین امید داشته باشی که به بدی های تو نیکی کند، پس به تو مناسب است با مخلوقات او در مقابل بدی شان نیکی کنی، تا که الله تعالی این معامله را با تو بکند، پس هر عمل از جنس خود سزا دارد، پس تو با مردم در مقابل بدی شان هر قسم معامله بکنی الله تعالی با بدی های تو همانند معامله تو با مردم معامله میکند، و از آن بیشتر. اینکه انتقام میگیری یا میبخشی، نیکی میکنی یا به حالت خود می گذاری، ‌و آن طوري كه با بندگان او میکنی با تو همانگونه میکند،‌پس هر آنکه چنین تصور کند، و یا فکر خود را چنین مشغول سازد؛ بدی که کرده به نیکی تبدیل شده به او می آید، این به سبب نصر الله تعالی و مدد خاص او حاصل میشود. در حدیث شریف از ابو هریره رضی الله عنه روایت است « أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ» رواه مسلم- شخصی برای رسول اکرم - صلی الله علیه وسلم- گفت : یارسول الله من صله رحم را با اقرباء ونزدیکانم بجا می آورم ، ولیکن آنها قطع می کنند، من برای شان احسان می کنم ولی آنها در جواب بدی می کنند، حلم وبردباری در مقابل شان می کنم ولی آنها زشت رویه می کنند. آن جناب فرمود: اگر چنین باشد که گفتی؟ گویا خاکستر داغ را بر روی شان می ریزی – یعنی ایشان از این افعال شایسته تو می سوزند- ، و ‌همیشه برای تو از طرف الله پشت بانی است تا وقتیکه تو در آن هستی».
همه مردم توصیف این شخص نیکوکار را نموده و به ضد خصم او می باشند، دعا وقلب شان همراه او می باشد ، و این فطرت انسان است که الله تعالی بنده های خود را با آن فطرت پیدا کرده است،‌ پس او با این کارش لشکری را تجهیز نموده که آنها نه متقاضی تجهیزات هستند،‌ و نه هم غذا وآب .
خلاصه سخن با یکی از دو حالت با دشمن و انسان حسود خود رفتار کند: ‌یا اینکه بوسیله احسان خود، او را مطیع و ذلیل بگرداند، وخویشتن را محبوب ترین مردم قرار دهد.
یا اینکه خودرا هلاک نموده وقلبش را بشگافد، و پاسخ بدی را بالمثل انجام دهد. ولیکن این را باید درک کنیم که با نیکوکاری واحسان انتقام شدید تر را گرفته می توانیم.
هر که این را تجربه کند، معرفت حقیقی را کمائی نموده است، ‌و الله تعالی موفق و معین است، در دست او تمام خیر است و جز او معبودی نیست و او مسئول بر آن است که ما و برادران ما را به احسان و کرم خود توفیق دهد.
بطور خلاصه: پس در این مقام بیش از صد فائده عاجل و آجل است که در جای دیگری آنرا ذکر میکنیم. ان شاء الله تعالی.
سبب دهم: این جامع تمام اسباب است، و بر آن مدار تمام این اسباب است، و آن اخلاص در توحید الله تعالی ، و تفکر در مسبب عزیز حکیم در عوض اسباب است،‌ و باید دانست که این آلات بمنزله رفتار باد است، و حرکت آن بدست خالق آن، و حرکت دهنده آن به هر طرف است، ضرر و نفع بدون اجازه او امکان ندارد، پس اوست که بنده خود را به آن نیکی می بخشد، و او ذاتی است که از او دور میکند و جز او نمی تواند.
الله تعالی می فرماید:‌« وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ» :‌« اگر الله زياني به تو برساند ، هيچ كس جز او نمي تواند آن را برطرف گرداند ، و اگر بخواهد خيري به تو برساند ، هيچ كس نمي تواند فضل و لطف او را از تو برگرداند». و رسول الله- صلی الله علیه وسلم- به عبدالله بن عباس- رضی الله عنهما- فرموده اند:‌«و بدان اگر امت جمع شوند که بتو سودی برسانند؛ سود رسانیده نمی توانند مگر آنکه الله به تو نوشته کرده باشد، و اگر همه امت جمع شوند که به تو ضرری برسانند ضرر رسانده نمی توانند مگر به آنچه الله بر بالای تو نوشته کرده باشد». هرگاه بنده در توحید الله تعالی اخلاص داشته باشد، از دل او ترس غیر الله خارج می شود و دشمنان او در نظرش ناچیز جلوه می کنند، چه رسد به اینکه او را به الله تعالی شریک قرار دهد، نمی خواهد در دل خود ترس او را با ترس الله جمع کند،‌ بلکه از الله تعالی می ترسد وبس، زیر الله تعالی او را از ترس در مقابل هر چیز امن داده است، و از قلب او ترس و تفکر در مورد غیر الله بیرون می شود. محبت، ترس، رجوع و توکل تنها و تنها برای الله تعالی می باشد، و یقین می دارد که ترس او و مشغولیت فکر او از دشمن از نواقص توحید است،‌ و اگر در توحیدش مخلص باشد ، قلبش از شغل دیگر چیزها فارغ میشود، و الله حفاظت و دفاع او را به عهده خود میگیرد، و الله از کسانیکه ایمان آوردند دفاع میکند پس اگر مومن باشد الله تعالی حتما از او دفاع میکند.
دفاع الهی به اندازه ایمان مؤمن است، اگر ایمان او کامل باشد دفاع الله تعالی از او کامل تر می باشد، ‌و اما اگر ایمانش ضعیف باشد، دفاع الهی نیز ضعیف می باشد. واگر گاهگاه باشد دفاع الهی نیز همچنین گاه گاه خواهد بود. قسمیکه بعض از سلف فرموده اند: ‌پس کسی به سوی الله تعالی تماماً بیاید، الله بطرف او نیز کلاً می آید و کسی از الله به کلی اعراض کند؛ پس الله از او کلاً اعراض میکند، و کسی گاهگاه بیاید پس الله برای او نیز گاهگاه می آید.
بناء توحید قلعه ای بزرگ الله تعالی است، کسی در آن داخل شود از جمله امن یافته گان است.
بعضی از سلف فرموده اند: کسی از الله تعالی ترسید از او هر چیز می ترسد، ‌و کسی از الله تعالی نترسید الله تعالی او را از هر چیز میترساند.
بوسیله این اسباب ده گانه ضرر های انسان حسود، ‌چشم بد و ساحر منتفی می شود، ‌و برای او سودمند تر از توکل و روی آوردن به سوی الله تعالی و اعتماد به او نیست، و به جز الله تعالی از کسی دیگری نترسد، بلکه ترس او صرف و تنها از او باشد و جز از او از کسی دیگر امید نداشته باشد.
و هرگاه قلبش را به غیرالله تعالی وابسته بداند، و از او امید داشته، و یا از او بترسد. یقینا به او سپرده می شود،‌ و همین امر علت خذلان و رسوائی او می گردد ، بناء اگر کسی از غیر الله خوف داشته باشد؛ همین خوف وترس بر بالای او مسلط کرده می شود، و اگر کسی به غیر الله تعالی امیدی داشته باشد؛ خوار وذلیل گردیده ومحروم از الطافات الهی می گردد. واین است سنت الهی که مخلوقات را به آن پیدا کرده است، « وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا »:‌ «و هرگز براى سنّت الله تعالی تغییرى نخواهى یافت».
ترجمه/ استاد معروف حنيف