عشرة أسباب تعين على الصبر عن المعصية

[هيئة الإشراف]

عشرة أسباب تعين على الصبر عن المعصية


قال رحمه الله في "طريق الهجرتين وباب السعادتين": (قاعدة: الصبر عن المعصية ينشأ من أسباب عديدة:
أحدها: عِلْمُ العبدِ بقُبْحِها ورذالتها ودناءتها، وأنَّ الله إنما حرَّمها ونهى عنها صيانةً وحمايةً عن الدنايا والرذائل، كما يَحْمِي الوالدُ الشفيق ولده عمَّا يضرُّه، وهذا السبب يحمِل العاقل على تركها ولو لم يُعَلَّقْ عليها وعيدٌ بالعذاب.
السبب الثاني: الحياءُ من الله سبحانه فإنَّ العبدَ متى علم بنظَرِه إليه ومقامه عليه، وأنَّه بمرأى منه ومسمع، وكان حَيِيًّا استحيا من ربّه أن يتعرَّضَ لمساخِطِه.
السبب الثالث: مراعاةُ نِعَمِهِ عليك وإحسانه إليك؛ فإنَّ الذنوب تزيلُ النِّعَم ولا بدَّ؛ فما أذنب عبدٌ ذنبا إلا زالت عنه نعمة من الله بحسب ذلك الذنب؛ فإنْ تاب وراجعَ رجعتْ إليه أو مثلها، وإنْ أصرَّ لم ترجعْ إليه، ولا تزال الذنوب تزيل عنه نعمة حتى تسلبه النِّعَمَ كلَّها، قال الله تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
وأعظم النِّعَم الإيمانُ، وذنب الزنا والسرقة وشرب الخمر وانتهاب النهبة يزيلها ويسلبها.
وقال بعض السلف: (أذنبتُ ذنباً فحُرِمْتُ قيام الليل سنة)
وقال آخر: (أذنبتُ ذنباً فحُرِمْتُ فهمَ القرآن).
وفي مثل هذا قيل:
إذا كنت في نعمةٍ فارْعَها ... فإنَّ المعاصِي تزيلُ النِّعَمْ
وبالجملة فإنَّ المعاصي نار النعم، تأكلُها كما تأكلُ النارُ الحطَبَ، عياذا بالله من زوال نعمته وتحوّل عافيته.
السبب الرابع: خوفُ الله وخشيةُ عقابه، وهذا إنما يثبت بتصديقه في وَعْدِهِ ووعيده، والإيمانِ به وبكتابه وبرسوله، وهذا السببُ يقوَى بالعلم واليقين، ويضعُفُ بضَعْفِهما، قال الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}
وقال بعض السلف: (كفى بخشية الله علماً، والاغترار بالله جهلا).
السبب الخامس: محبة الله وهي أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته ومعاصيه؛ فإنَّ المحبَّ لِمَنْ يحبُّ مطيعُ، وكلما قَوِيَ سلطانُ المحبَّةِ في القلب كان اقتضاؤُه للطَّاعَةِ وترك المخالفة أقوى، وإنما تصدُرُ المعصيةُ والمخالفةُ من ضعف المحبَّةِ وسلطانِها، وَفَرْقٌ بينَ من يَحْمِلُه على ترك معصية سيِّدِه خوفُه من سَوْطِهِ وعقوبتِه، وبينَ من يحمِلُه على ذلك حبُّه لسيِّدِه، وفي هذا قال عمر: (نِعْمَ العبدُ صُهيبٌ! لو لم يَخَفِ الله لم يَعْصِهْ) يعني أنه لو لم يخفْ من الله لكان في قلبه من محبَّةِ الله وإجلاله ما يمنعه من معصيته؛ فالمحبُّ الصادق عليه رقيب من محبوبه يرعى قلبَه وجوارحه، وعلامةُ صِدْقِ المحبَّة شهودُ هذا الرقيبِ ودوامُه.
وههنا لطيفة يجب التنبُّه لها: وهي أن المحبَّة المجرَّدَةَ لا توجب هذا الأثر ما لم تقترن بإجلال المحبوب وتعظيمه؛ فإذا قارنها بالإجلال والتعظيم أوجبت هذا الحياء والطاعة، وإلا فالمحبة الخالية عنهما إنما توجب نوعَ أُنْسٍ وانبساطٍ وتذكُّرٍ واشتياق، ولهذا يتخلف عنها أثرها وموجبها، ويفتش العبد قلبَه فيرى نوعَ محبَّةٍ للهِ ولكن لا تحمله على ترك معاصيه، وسبب ذلك تجرّدها عن الإجلال والتعظيم فما عَمَرَ القلبَ شيء كالمحبة المقترنة بإجلال الله وتعظيمه، وتلك من أفضل مواهب الله لعبده أو أفضلها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
السبب السادس: شَرَفُ النفس وزكاؤها وفضلها وأنَفَتها وحميَّتُها أن تختارَ الأسبابَ التي تحطُّهَا وتَضَعُ من قَدرِها، وتخفض منزلتَها وتحقِّرُها، وتسوِّي بينها وبينَ السفلة.
السبب السابع: قوَّةُ العلمِ بسوءِ عاقبةِ المعصيةِ وَقُبْحِ أثَرِها والضررِ الناشيء منها:من سواد الوجه، وظلمة القلب وضيقه وغمِّه، وحزنه وأَلَمِه وانحصاره، وشدَّةِ قَلَقِهِ واضطرابه، وتمزُّقِ شَمْلِه وضعفه عن مقاومة عدوه، وتَعَرِّيهِ من زينته، والحَيرَةِ في أمرِه، وتخلي وليِّه وناصِرِه عنه، وتولّي عدوِّه المبينِ له، وتواري العلمِ الذي كان مستعدّا له عنه، ونسيان ما كان حاصلا له أو ضعفه ولا بدّ، ومرضه الذي إذا استحكم به فهو الموت ولا بدّ؛ فإن الذنوب تميت القلوب.
- ومنها: ذلُّه بعدَ عِزِّه.
- ومنها: أنه يصيرُ أسيراً في يدِ أعدائه بعد أن كان ملكا متصرفا يخافه أعداؤه.
- ومنها: أنه يضعفُ تأثيرُه فلا يبقى له نفوذ في رعيته ولا في الخارج؛ فلا رعيته تطيعه إذا أمرَها، ولا ينفذ في غيرهم.
- ومنها: زوالُ أمنِهِ وتبدّلِهِ به مخافة؛ فأخوف الناس أشدهم إساءة.
- ومنها: زوالُ الأنسِ والاستبدالُ بهِ وحشةً، وكلما ازداد إساءة ازدادَ وحشة.
- ومنها: زوالُ الرِّضا واستبداله بالسخط.
- ومنها: زوالُ الطُّمَأنينةِ بالله والسكونِ إليه والإيواءِ عنده، واستبدالُهُ بالطَّرْدِ والبُعْدِ منه.
- ومنها: وقوعُه في بئرِ الحسَرَاتِ؛ فلا يزالُ في حسرةٍ دائمةٍ كُلَّما نالَ لذةً نازعَتْهُ نفسُه إلى نظيرها إن لم يقضِ منها وَطَرا، أو إلى غيرها إن قضى وطره منها، وما يعجَزُ عنه من ذلك أضعافَ أضعافَ ما يقدر عليه، وكلما اشتد نزوعُه وعرَفَ عجْزَه اشتدَّتْ حسرَتُه وحُزْنُه؛ فَيَا لها ناراً قد عُذِّبَ بها القلبُ في هذه الدارِ قبل نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة.
- ومنها: فقرُهُ بعد غِنَاه؛ فإنَّه كان غنيًّا بما معه من رأس مالِ الإيمانِ، وهو يتَّجِر به ويربحُ الأرباحَ الكثيرةَ؛ فإذا سُلِبَ رأسَ مالِهِ أصبح فقيراً مُعْدِماً؛ فإمَّا أن يسعى بتحصيل رأس مال آخر بالتوبة النصوح والجدّ والتشمير، وإلا فَقَدْ فاتَه ربحٌ كثير بما أضاعه مِن رأسِ ماله.
- ومنها: نُقصانُ رزقه فإن العبدَ يحرم الرزق بالذنب يصيبه.
- ومنها: ضعف بدنه.
- ومنها: زوالُ المهابة والحلاوة التي لبسها بالطاعة؛ فتبدَّلَ بها مهانَة وحقارَة.
- ومنها: حصول البُغْضَةِ والنُّفْرَةِ منه في قلوبِ الناس.
- ومنها: ضياعُ أعَزِّ الأشياءِ عليهِ وأنفَسِها وأغلاها، وهو الوقتُ الذي لا عِوَض منه، ولا يعود إليه أبدا.
- ومنها: طَمَعُ عدوِّهِ فيه وظفره به؛ فإنه إذا رآه منقادًا مستجيبا لما يأمره اشتدَّ طمعُه، وحدَّث نفسَه بالظَّفَرِ بهِ، وجَعْلِهِ من حزبه، حتى يصيرَ هو وليُّه دون مولاه الحقّ.
- ومنها: الطَّبْعُ والرَّيْنُ على قلبه؛ فإنَّ العبد إذا أذنب نُكت في قلبه نكتة سوداء؛ فإن تاب منها صقل قلبه، وإن أذنب ذنبا آخر نكت فيه نكتة أخرى، ولا تزال حتى تعلو قلبه؛ فذلك هو الران قال الله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.
- ومنها: أنه يحرم حلاوة الطاعة؛ فإذا فعلها لم يجد أثرها في قلبه من الحلاوة والقوَّة ومزيد الإيمان، والعقل والرغبة في الآخرة؛ فإنَّ الطاعة تثمر هذه الثمرات ولا بد.
- ومنها: أن تمنعَ قلبَه من ترحّله من الدنيا ونزوله بساحة القيامة؛ فإن القلب لا يزال مشتتا مضيَّعا حتى يرحل من الدنيا وينزل في الآخرة؛ فإذا نزل فيها أقبلت إليه وفودُ التوفيقِ والعناية من كل جهة، واجتمع على جمع أطرافه وقضاء جهازه وتعبئة زادِهِ ليوم معاده، وما لم يترحل إلى الآخرة ويحضرها؛ فالتعب والعناء والتشتت والكسل والبطالة لازمة له لا محالة.
- ومنها: إعراضُ الله وملائكته وعبادُه عنه؛ فإنَّ العبدَ إذا أعرض عن طاعة الله واشتغل بمعاصيه أعرضَ الله عنه؛ فأعرضت عنه ملائكتُهُ وعبادُه، كما أنه إذا أقبل على الله أقبل الله عليه، وأقبل بقلوب خلقه إليه.
- ومنها: أن الذنب يستدعي ذنبا آخر، ثم يقوى أحدهما بالآخر؛ فيستدعيان ثالثا، ثم تجتمع الثلاثة فتستدعي رابعا، وهلم جرا حتى تغمرَه ذنوبه وتحيطُ به خطيئته، قال بعض السلف: (إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها).
- ومنها: علمُه بفواتِ ما هو أحبُّ إليه وخيرٌ له منها من جنسها وغير جنسها؛ فإنه لا يجمع الله لعبده بين لذة المحرمات في الدنيا ولذة ما في الآخرة، كما قال تعالى: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها} فالمؤمن لا يُذْهِب طيباتِه في الدنيا، بل لا بد أن يترك بعض طيباته للآخرة، وأما الكافر فإنَّه لا يؤمن بالآخرة؛ فهو حريص على تناول حظوظه كلها وطيباته في الدنيا.
- ومنها: علمُهُ بأنَّ أعماله هي زاده ووسيلته إلى دار إقامته؛ فإن تزوَّدَ من معصية الله أوصله ذلك الزاد إلى دار العصاة والجناة، وإن تزود من طاعته وصل إلى دار أهل طاعته وولايته.
- ومنها: علمه بأن عمله هو وليُّه في قبره، وأنيسُهُ فيه، وشفيعُه عند ربّه، والمخاصم والمحاجّ عنه؛ فإن شاء جعله له، وإن شاء جعله عليه.
- ومنها: علمُهُ بأنَّ أعمالَ البرّ تنهضُ بالعبدِ وتقومُ به، وتصعد إلى الله به؛ فبحسب قوة تعلّقه بها يكون صعوده مع صعودها، وأعمال الفجور تهوي به وتجذبه إلى الهاوية وتجرُّه إلى أسفلِ سافلين، وبحسب قوة تعلُّقه بها يكون هبوطه معها ونزولُه إلى حيث يستقرُّ به؛ قال الله تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}، وقال تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء}؛ فلمَّا لم تفتح أبواب السماء لأعمالهم، بل أغلقت عنها، لم تفتح لأرواحهم عند المفارقة بل أغلقت عنها، وأهل الإيمان والعمل الصالح لما كانت أبواب السماء مفتوحة لأعمالهم حتى وصلت إلى الله سبحانه فتحت لأرواحهم حتى وصلت إليه تعالى، وقامت بين يديه فَرَحِمَها وأمر بكتابة اسمها في عليين.
- ومنها: خروجه من حصن الله الذي لا ضيعة على من دخله فيخرج بمعصيته منه إلى حيث يصير نِهْبا للصوص وقطاع الطريق؛ فما الظنُّ بمن خرج من حصنٍ حصين لا تدركه فيه آفة إلى خربة موحشة هي مأوى اللصوص وقطاع الطريق؛ فهل يتركون معه شيئا من متاعه؟!!
- ومنها: أنه بالمعصية قد تعرَّضَ لِمَحْقِ بركته.
وبالجملة؛ فآثار المعصية القبيحة أكثر من أن يحيط بها العبدُ علماً، وآثار الطاعة الحسنة أكثر من أن يحيطَ بها علما، فخير الدنيا والآخرة بحذافيره في طاعة الله، وشرُّ الدنيا والآخرة بحذافيره في معصيته، وفي بعض الآثار يقول الله سبحانه وتعالى: (من ذا الذي أطاعني فشقي بطاعتي؟! ومن ذا الذي عصاني فسعد بمعصيتي؟!).
السبب الثامن: قِصَرُ الأملِ، وعلمُهُ بسرعةِ انتقالِهِ، وأنه كمسافر دخل قرية وهو مزمع على الخروج منها، أو كراكب قال في ظل شجرة ثم سار وتركها؛ فهو لعلمه بقلَّةِ مقامه وسرعة انتقاله حريصٌ على ترك ما يثقله حَمْلُه، ويضره ولا ينفعه، حريص على الانتقال بخير ما بحضرته؛ فليس للعبد أنفع من قصر الأمل، ولا أضرَّ من التسويف وطول الأمل.
السبب التاسع: مجانبةُ الفضولِ في مطعمه ومشربه وملبسه ومنامه واجتماعه بالناس؛ فإنَّ قوَّةَ الداعي إلى المعاصي إنما تنشأ من هذه الفضلات؛ فإنها تطلب لها مصرفا؛ فيضيق عليها المباح فتتعدّاه إلى الحرام، ومن أعظم الأشياء ضررا على العبد بطالتُه وفراغُه؛ فإنَّ النفسَ لا تقعُدُ فارِغَةً، بل إن لم يشغلها بما ينفعها شغَلتْهُ بما يضرُّه ولا بد.
السبب العاشر وهو الجامع لهذه الأسباب كلها: ثباتُ شجرةِ الإيمانِ في القلبِ؛ فَصَبْرُ العبدِ عن المعاصي إنما هو بحسب قوَّةِ إيمانه؛ فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أتم، وإذا ضعف الإيمان ضعف الصبر؛ فإنَّ من باشر قلبه الإيمان بقيام الله عليه ورؤيته له وتحريمه لما حرم عليه وبغضه له ومقته لفاعله، وباشر قلبَه الإيمانُ بالثواب والعقاب والجنة والنار امتنع من أن لا يعمل بموجب هذا العلم، وَمَنْ ظنَّ أنه يقوى على ترك المخالفات والمعاصي بدون الإيمان الراسخ الثابت فقد غلط.
فإذا قوي سراجُ الإيمانِ في القلبِ وأضاءَتْ جهاتُه كلُّها به، وأشرق نوره في أرجائه سرى ذلك النور إلى الأعضاء وانبعث إليها؛ فأسرعت الإجابة لداعي الإيمان، وانقادت له طائعة مذللة غير متثاقلة ولا كارهة، بل تفرح بدعوته حين يدعوها كما يفرح الرجل بدعوة حبيبه المحسن إليه إلى محل كرامته؛ فهو كلَّ وقتٍ يترقَّب داعيه ويتأهب لموافاته، {والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.
فصل: والصبر على الطاعة ينشأ من معرفة هذه الأسباب، ومن معرفة ما تجلبه الطاعة من العواقب الحميدة والآثار الجميلة، ومن أقوى أسبابها الإيمان والمحبة؛ فكلما قوي داعي الإيمان والمحبة في القلب كانت استجابته للطاعة بحسبه.
وهاهنا مسألة تكلم فيها الناس: وهي أيُّ الصبرينِ أفضل؟ صبرِ العبدِ عن المعصيةِ أم صبره على الطاعة؟
فطائفة رجحت الأول، وقالت الصبر عن المعصية من وظائف الصديقين؛ كما قال بعض السلف: (أعمال البِرِّ يفعلها البَر والفاجر، ولا يقوى على ترك المعاصي إلا صديق).
قالوا: ولأن داعيَ المعصيةِ أشدُّ من داعي تركِ الطاعةِ؛ فإن داعي المعصية إلى أمرٍ وجوديٍّ تشتهيه النفس وتلتذُّ به، والداعي إلى ترك الطاعة الكسل والبطالة والمهانة، ولا ريب أن داعي المعصية أقوى.
قالوا: ولأن العصيان قد اجتمع عليه داعي النفس والهوى والشيطان وأسباب الدنيا وقرناء الرجل وطلب التشبه والمحاكاة وميل الطبع، وكلُّ واحد من هذه الدواعي يجذبُ العبد إلى المعصية، ويطلب أثره؛ فكيف إذا اجتمعت وتظاهرت على القلب؟!!
فأيُّ صبرٍ أقوى مِنْ صَبْر مَنْ صَبَر عن إجابتها؟!!
ولولا أن الله يصبّره لما تأتَّى منه الصبرُ!
وهذا القول كما ترى حجته في غاية الظهور، ورجحت طائفة الصبر على الطاعة بناءً منها على أنَّ فعل المأمور أفضل من ترك المنهيات، واحتجت على ذلك بنحو من عشرين حجة.
ولا ريب أنَّ فعلَ المأموراتِ إنَّما يتمُّ بالصبر عليها؛ فإذا كان فِعْلُها أفضلَ كان الصبرُ عليها أفضلَ.
وفصل النزاع في ذلك: أن هذا يختلف باختلاف الطاعةِ والمعصيةِ؛ فالصبرُ على الطاعة المعظَّمة الكبيرةِ أفضلُ من الصبر عن المعصيةِ الصغيرة الدنيَّة، والصبرُ عن المعصيةِ الكبيرةِ أفضلِ من الصبرِ على الطاعةِ الصغيرة، وصبرُ العبد على الجهادِ مثلا أفضلُ وأعظمُ من صبرِه عن كثيرٍ من الصغائر، وصبرُه عن كبائرِ الإثم والفواحش أعظمُ من صبرِه على صلاةِ الصبح، وصومِ يومٍ تطوعا ونحوه؛ فهذا فَصْلُ النزاعِ في المسألةِ، والله أعلم).

[طاهر جبريل دكو]

عشرة أسباب تعين على الصبر عن المعصية
Sabubba goma da su ke taimakawa akan yin hakuri akan barin sabon Allah.
Ibnul Kayyim Allah Ya yi ma sa rahama a cikin (littafinsa mai suna) Darikul hijrataini wa babu ssa'adataini ya ce:
Kai'idar yin hakuri ga barin sabon Allah ya kan samu daga sabubba masu yawa.
Na daya daga cikin su: shi ne sanin bawa game da muninsa da kaskancin da ke cinkinsa da walakantaccen matsayinsa da kuma sanin cewa kawai Allah Ya hana aikata shi ne don kariya da daga kaskancinsa da kazantaccen matsayinsa kamar yadda uba mai tausayi ya ke kare dansa daga abin da zai cutar da shi, wannan sababin zai sanya mutum mai hankali ya bar shi (watau aikin sabon) ko da kuwa ba'a alakanta shi da wani narko na azaba ba.
Sababi na biyu: Kunyar Allah subahananhu wa ta'ala, domin lallai bawa a duk lokacin da ya san cewa Allah Ya na ganin sa, kuma Ya sakankance cewa ya na cikin ganin Allah da jinSa, kuma ya kasance ya na da kunya, to sai ya ji kunyar Ubangijinsa game da aukawa cikin abubuwan da ke jawo fushinSa.
Sababi na uku: kulawa da ni'imominSa akanka da kyautatawarSa gare ka, domin lallai zunubbai- babu makawa- suna gusar da ni'imomi, bawa ba zai aikata wani zunubi ba face wata ni'ima daga cikin ni'imomin Allah ta gushe daga barin sa gwargwadon girman wannan zunubin, idan ya tuba ya koma kan daidai, sai ni'imar ta dawo ko kwatankwacinta, idan kuma ya doge akai ba za ta dawo gare shi ba. Zunubbai ba za su gushe ba suna gusar ma sa da ni'imomi har sai sun raba shi da su baki daya. Allah (madaukaki) Ya ce:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]
Ma'ana: "Lallai Allah ba Ya canza abin da ke ga mutane har sai sun su canza abin da ke zukatansu" Suratu Ar-ra'ad aya ta 11..
Kuma mafi girman ni'ima ita ce ni'imar imani, zunubin zina da sata da shan giya da kwace suna kawar da ita su gusar da ita. Wani daga cikin magabata ya ce: na aikata wani zunubi sai aka haramta min samun dammar yin kiyamullaili na tsawon shekara guda, wani kuma ya ce: na aikata wani zunubi sai aka haramta mi ni fahimtar Alkur'ani. Kuma game da irin haka ne aka ce:
إذا كنت في نعمةٍ فارْعَها ... فإنَّ المعاصِي تزيلُ النِّعَمْ
Ma'ana: idan ka kasance a cikin wata ni'ima sai ka kula da ita ka yi tattalin ta, domin lallai sabon Allah ya na gusar da ni'imomi.
A dunkule, shi sabon Allah shi ne wutar da ke cin ni'imomi, ta na cinye ta kamar yadda wuta ke cin kirare, Allah Ya yi mana tsari daga gushewar ni'imarSa da juyawar afuwarSa.
Sababi na hudu: Tsoron Allah da tsoron ukubarSa, kuma wannan ya na tabbata ne da gaskatawarsa
(watau bawa) ga alkawarin Allah na ni'ima da azaba, da imani da Shi da littafinSa da manzanninSa, kuma wannan sababin ya na karfafa da ilimi da yakini kuma ya na raunana da rauninsu Allah (madaukaki) Ya ce:
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]
Ma'ana: "Abin sani kawai shi ne, malamai su ne masu tsoron Allah"
Wani daga magabata ya ce: tsoron Allah ya isa zama dalili akan ilimi, ruduwa da (rahamar) Allah kuma ya isa zama dalili game da jahilci.
Sababi na biyar: kaunar Allah, kuma wannan shi ne mafi karfin sababi da ke taimakawa wurin yin hakuri ga barin sabon Allah, domin lallai mai kauna ga wanda ya ke kauna mai biyayya ne, domin duk lokacin da kauna ta karfafa a zuciya abin da ta ke hukuntawa na yin da'a da barin saba wa (abin kaunar) ya fi karfafa, abin sani kawai, kin biyayya ya na samun asali ne daga raunin kauna da galabarsa a zuciya.
Kuma akwai bambanci tsakanin wanda ke barin sabawa ubangidansa don tsoron bulalarsa da horonsa da wanda kaunarsa ga ubangidansa ya ke kai shi ga haka.
Game da wannan ne sayyidina Umar ya ce:
(نِعْمَ العبدُ صُهيبٌ! لو لم يَخَفِ الله لم يَعْصِهْ)
Ma'ana:"Madalla da bawan Allah Suhaibu! Ko da bai bar sabon Allah don tsoronSa ba, zai bari don abin da ke cikin zuciyarsa na kaunar Allah da girmamaShi"
Saboda haka mai kauna ta gaskiya ya na tare da wani dan sa ido mai kiwon zuciyaSa da gabbansa daga wanda ya ke kauna, kuma alamar gaskiya cikin kauna ita ce; halartowan wannan dan sa idon da dawwamarsa.
Kuma akwai wata boyayyar fa'ida da ya wajaba a kula da ita, ita ce; lallai tsabar soyayya ba ta haifar da wannan tasirin matukar ba ta hadu da girmama abin kauna ba da daukaka matsayinsa, idan ya hada ta da girmamawa da daukaka matsayin abin kauna sai ta haifar da wannan kunya da biyayyar. In ba haka ba, ai ita kaunar da ta wofanta daga wadannan abubuwa biyun ba su haifar da komai face soyayya da bege da farinciki, shi ya sa tasirinsa ke samun koma baya, sai bawa ya binciki zuciyarsa ya ga cewa akwai wani nau'i na kaunar Allah sai dai me ya sa wannan kaunar ba ta hana shi sabon Allah? Dalili shi ne, domin kaunar ta wofanta daga girmamawa, watau ganin girman Allah, saboda babu abin da ke raya zuciya irin kaunar Allah wacce ta ke hade da girmama Shi, kuma wannan ya na daga mafi girman baiwar Allah ga bawanSa, wannan falalar Allah ce Ya na bayar da ita ga wanda ya so.
Sababi na shida: Daukakan rai da tsarkinsa da kyamatarsa ga zaben sabubban da za su kaskantar da shi su sa ya zama renanne kuma su daidaita shi da makaskanta.
Sababi na bakwai: Karfin ilimi game da mummunan karshe da sabon Allah ke da shi da mummunan tasirinsa da cutarwar da ke faruwa a sanadinsa na; bakantuwar fuska da duhun zuciya da kuncinta da damuwarta bakin cikinta da radadinta da takuruwarta da matsanancin damuwa da rashin natsuwarta da rarrabuwar al'amuranta da rauninta wurin tinkarar abokin gaba da tsiraituwarta daga abin da ke mata kawa da rudewarta a cikin al'amari da rabuwarta da mai taimakonta kuma mai jibintar al'amarinta da jibintar abokin gabarta mabayyani da kuma buyan ilimi daga gare ta, wanda ya ke shirye donmin tinkarar abokin gabanta, da manta abin da ya samu ko rasa shi, da rashin lafiyarsa wanda idan ya tsananta sai mutuwa ba makawa, domin lallai zunubbai suna kashe zukata.
Daga cikin (illolin zunubbai) akwai kaskanci bayan daukaka.
Daga cikin illolin sabon Allah shi ne; mai sabon zai kasance dan fursuna a hannun abokan gabansa, bayan ya kasance mai cikakken iko kuma abin tsoro a wurin su.
Daga cikinsu, zai raunana tasirinsa, saboda haka ba zai saura da ikon gudanarwa ba a cikin wadanda ya ke jagoranta ba, haka nan ma a cikin wasunsu. Saboda haka shi ba ya samun biyayya daga talakawansa, kuma ba shi da ikon zartaswa a cikin wasunsu.
Daga ciki akwai gushewar amincinsa da musanyuwarsa da tsoro, saboda haka za ka ga mafi tsoro cikin mutane shi ne wanda ya fi yawan sabo.
Daga ciki, akwai gushewar natsuwar zuciya da musanyuwar ta da firgici, kuma duk lokacin da ya kara sabon Allah sai ya kara shiga cikin firgici.
Daga ciki akwai gushewar yardar Allah, da musanyuwarta da fushinSa.
Daga ciki akwai gushewar samun natsuwa game da Allah da tattaruwar hankali zuwa gare Shi da musanyuwar wannan duk da nisanta daga gare Shi.
Daga ciki akwai fadawarsa a cikin mummunan dan da na sani, ba zai gushe ba ya na cikinsa dindindin, duk lokacin da ya samu wani abu mai dadi sai ransa ya ja shi zuwa ga makamancinsa idan bai samu biyan bukata ba akanta, ko kuma zuwa ga waninta idan ya samu biyan bukata daga gare ta.
Abubuwan da za su gagare shi daga wadannan sun ninninka abubuwan da ya ke iyawa, duk lokacin da ransa ya kwadaitar da shi zuwa ga wani abu sannan ya fahimci gazawarsa sai dan da na sani da bakin ciki ya kara tsananta a gare shi, wannan wutar mai ban mamaki da tsoro wacce aka azabtar da zuciya da ita tun daga duniya kafin wutar Allah wacce ake hurawa, wacce ta ke lekawa akan zukata.
Kuma daga ciki akwai talaucewarsa bayan ya kasance mawadaci, domin da shi mawadaci ne saboda abin da ya kasance da shi na imani wanda shi ne uwar kudi a gare shi, ya na kasuwanci da shi ya na samun riba mai yawa, to idan aka kwace ma sa uwar kudinsa sai ya wayi gari ya na matsiyaci, saboda haka kawai zai yi kokari ne na neman wani jarin ta hanyar tuba mai kyau da zage damtse, in ba haka ba kuwa shi ke nan riba mai yawa ta kubuce ma sa saboda abin da ya yi na barnata uwar kudinsa.
Daga ciki akwai tawayar dukiyarsa, domin lallai a kan haramta wa bawa arziki sakamakon zunubi da ya aikata.
Daga ciki akwai raunin jikinsa.
Daga ciki akwai gushewar kwarjini da annuri wadanda ya tufatu da su sakamakon da'arsa ga Allah, sai su musanyu da kaskanci da tozarta.
Daga ciki akwai samuwar kiyayya da nisantarsa a cikin zukatan mutane.
Daga ciki akwai asarar mafi tsada kuma mafi amfanin abu a gare shi, shi ne lokaci wanda babu madadinsa kuma ba zai dawo ma sa ba har abada.
Daga ciki akwai sa rai na abokin gabansa akansa da nasararsa akan shi, domin idan ya gan shi ya na mai tsananin biyayya gare shi cikin abin da ya ke umurtar sa da shi, sai ya kara sa rai akan sa, kuma ya kwadaitar wa zuciyarsa samun nasara akansa kuma ya sanya shi daga cikin rundunarsa har sai ya kasance shi ne majibincinsa koma bayan majibincinsa na gaskiya.
Daga ciki akwai rufi da tsatsa da zai samu zuciyarsaa, domin bawa idan ya yi zunubi, sai a diga wani digo baki a zuciyarsa, idan ya tuba daga wannan zunubin, sai zuciyarsa ta tsaftata, idan kuma ya aikata wani zunubin sai a sake diga wani digon, ba zai gushe ba har sai ya mamaye zuciyarsa, wannar ita ce tsatsar zuci. Allah (madaukaki) Ya ce:
{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]
Ma'ana: "A'aha! Ba haka ba, abin da su ka kasance suna aikatawa dai ya yi tsatsa a zukatansu" Suratul Mudafifin aya ta 14.
Daga ciki za a haramta ma sa jin dadin aikin da'a ga Allah, idan ya aikata ba zai samu tasirinsa ba na gardi da karfi da karuwar imani da hankali da kwadayin lahira a cikin zuciyarsa, domin tabbas aikin da'a ya na gadar da wadannan abubuwan ba makawa.
Daga ciki: zuciyarsa za ta kasa komawa ga Allah da tunanin lahira da hisabi da barin duniya, domin zuciya ba ta gushewa cikin hali na rugujewar al'amura da tabarbarewar su har sai ta nisanta daga burace-buracen duniya ta koma tuna lahira, idan ta karkata zuwa ga lahira ta sauka a cikinta sai taron kulawa da dace su nufo ta daga ko wani bangare, sai su taru wuri guda don samar ma ta da guzurin ranan gobe. Amma matukar bai tafiyar da zuciyarsa zuwa tuna lahira ba, to gajiyawa da wahala da wargajewar al'amura da kasala da zaman kashe wando sun lazimce shi ke nan babu makawa.
Daga ciki akwai kawar da kai da zai fiskanta daga Allah da mala'ikunSa da bayinSa, domin lallai idan bawa ya kawara da kai daga yi wa Allah da'a ya tsunduma cikin sabonSa sai Allah Ya kawar da kai ga barinsa, sannan mala'ikunSa da bayinsa ma su kawar da kai daga gare shi, kamar yadda idan ya fiskanci Allah sai Allah Ya fiskance shi Ya kuma fiskantar da zukatan bayinSa zuwa gare shi.
Daga cikin illolin zunubbai shi ne, shi zunubi duk lokacin da ka yi shi sai ya jawo wani zunubin dabam, sa'annan dayan su ya karffa da daya, sai su karffa su kuma jawo na uku, sa'annan su taru su ukun su jawo na hudu, haka nan za su yi ta karuwa har zunubbansa su hadiye shi kurakuransa su gewaye shi. Wani daga cikin magabata ya na cewa; ya na daga cikin sakamakon kykkyawan aiki, wani aikin mai kyau ya biyo bayansa, kuma ya na daga cikin ukubar mummunan aiki, wani mummunan aikin ya biyo bayansa.
Daga cikin abin da zai taimaki bawa ya nisanci sabon Allah shi ne, shi ya san cewa sabon Allah zai haramta ma sa samun abin da ya fi soyuwa kuma ya fi zama alhri a gare shi daga jinsin irin abin da ya aikata na sabon (kamar ya sha giyar duniya sai ta haramta ma sa ta lahira) ko waninsa. Domin Allah ba Ya hada wa bawansa tsakanin dadin haramtattun abubuwa a duniya da dadin abin da ke lahira, kamar yadda madauakin sarki Ya ce:
{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} [الأحقاف: 20]
Ma'ana: "Kuma a ranar da ake gitta wadanda su ka kafirta akan wuta (ace da su) kun tafiyar da dadadan abubuwanku tun a rayuwarku ta duniya kuma kun nemi jin dadi da su…" Suratul Alhkaf aya ta 20.
Saboda haka shi mumini ba ya tafiyar da duk dadadan abubuwan sa ya karar da su a nan duniya, a'a! ba makawa sai ya rage wani sashi na dadadansa domin (ya more su a) lahira. Amma shi kafiri dama bai yi imani da lahira ba, saboda haka burinsa da kokarinsa shi ne ya cinye duk kasonsa da dadadan abubuwansa tun daga duniya.
Daga cikin abin da zai taimakia bawa ya nisanci sabon Allah shi ne, ya san cewa ayyukansa su ne guzurinsa kuma tsanin da zai kai shi zuwa gidansa na dindindin, saboda haka idan ya yi guzurin sabon Allah, sai wannan (sabon) ya isar da shi zuwa gidan masu sabon Allah. Idan kuma ya yi guzurin da'a ga Allah sai ya isa zuwa gidan ma'abuta da'arSa kuma majibintanSa.
Daga cikin abin da zai taimakia bawa ya nisanci sabon Allah shi ne, saninsa game da cewa aikinsa shi ne abokin zamansa kuma mai dabe ma sa kewa a cikin kabarinsa, kuma mai ceton sa a wurin Ubangijinsa kuma mai jajircewa wurin nema ma sa mafita, idan ya so sai ya sanya shi ya zama ma sa alheri, idan ya so kuma sai ya sanya shi ya zama sharri akan sa.
Daga cikin abin da zai taimaka wa bawa ya nisanci sabon Allah shi ne, ya san cewa aikin kwarai ya na daukaka bawa ya kai shi sama zuwa ga Allah, da gwargwadon karfin rikonsa ga (aikin alheri) zai samu haurawa tare da shi, ayyukan sabon Allah kuma suna gangarar da bawa su fisge shi zuwa wutar hawiya, kuma su ja shi har izuwa karkashin kasan wuta, gwargwadon ratayuwarsa da aikin sabon Allah shi ne gwargwadon yadda zai rika gangarwa tare da aikin har sai ya isa zuwa ga matabbatarsa. Allah madauakaki Ya ce:
{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ}0 [الأعراف: 40]
Ma'ana: "Lallai wadanda su ka karyata game da ayoyinMu kuma su ka yi girman kai ga barinsu ba za a bude mu su kofofin sama ba…" Suratul A'araf, aya ta 40.
Yayin da aka garkame kofofin sama aka hana rayukansu shiga, to kamar haka ne ba za a bude shi ba ga rayukansu idan su ka zo mutuwa, a'a! rufe su za a yi a hana su shiga. Amma ma'abuta imani su kam yayin da kofofin sama su ka kasance budaddu ga ayyukansu har ayyukansu su ka samu isa zuwa ga Allah tsarkakakke, to haka rayukansu ma idan sun mutu za a bude mu su kofofin sama har sai sun isa zuwa ga Allah madaukaki su tsaya gaba gare Shi sai ya ji kan su Ya sa a rubuta sunan su cikin ILLIYUN watau ya aljanna.
Daga ciki akwai ficewarsa daga da kariyar Allah wacce duk wanda ya shige ta babu tabrbarewa tare da shi, sai (bawa) ya fice daga cikin (wannan garkuwar) da aikin sabon Allah ya koma inda barayi da 'yan fashin (imani) za su rika warwasonsa kowa na yagar rabonsa, me ne ne abin zato ga wanda ya fice daga ganuwa da kandagarki wanda wata illa ba ta taba riskar sa idan ya na cikinsu, amma ya fice daga cikin su ya koma wuri mai cike da abubuwa masu firgitarwa matattarar barayi da 'yan fashi? Shin za su ko bar shi da wani abu daga abubuwansa masu amfani ba su sace ba?!!
Daga ciki akwai cewa lallai shi mai aikata sabo ya na bijirar da kansa ne zuwa ga shafewar albarka.
A takaice; munanan tasiri na aikin sabo yawan su ya wuce a ce bawa ya kewaye su da iliminsa, sabo da haka, alherin duniya da lahira dungurungum dinsa ya tattara ne a cikin yin da'a ga Allah, haka nan kuma sharrin duniya da lahira dukkaninsa ya tattara ne a cikin saba ma Sa. A cikin wasu maganganu (an ruwaito) Allah Ya na cewa; "wa ne ne ya yi da'a gare Ni kuma ya tabe ta hanyar yin da'a gare Ni? Kuma wa ne ne ya saba mi Ni kuma ya rabauta ta hanyar saba miNi?!
Sababi na takwas: karanta buri, da saninsa game da cewa shi mai kaura ne ko yanzu, kuma shi tamkar matafiyi ya ke, wanda ya shiga wata alkarya alhali ya na azamar fita daga cikinta, ko kuma kamar matafiyi ne akan abin hawarsa, ya sauka a inuwar wata bishiya ya dan yi bacci ya huta, sa'annan ya tafi ya bar ta, saboda ya san cewa zamansa a wurin gajere ne, kuma da gaggawa zai kaura daga wurin, don haka bai yarda ya dauki duk abin da zai zame ma sa nuyi ba mara amfani kuma mai cutarwa gare shi, a madadin ya amfanar da shi, kuma ya na burin ya kaura da abin da ya ke tare da shi na alheri, saboda haka babu abin da ya fi zama alheri ga bawa sama da gajeren buri, kuma babu abin da ya fi cutarwa a gare shi sama da dogon buri.
Sababi na tara: nisantan abin da ya karu akan bukata cikin abincinsa da abin shansa da tufafinsa da barcinsa da cudanyarsa da mutane, domin lallai sabubban sabon Allah karfinsu ya tattara ne a cikin wadannan abubuwan da su ka zarce bukata, domin dole a nemi yadda za'a sarrafa su, saboda haka halaliya za ta gaza samar da su, sai a kaura zuwa ga haram. Kuma ya na daga cikin mafi girman abubuwa masu cutar da bawa, lalaci da zaman kashe wando, domin rai ba ya taba zama haka kawai ba tare da wani aiki ba, idan bai shagaltar da ita da wani abu da zai amfanar da ita ba, to ita za ta shagaltar da shi da abin da zai cutar da shi ba bu makawa.
Sababi na goma: wanda shi ne ya game duk wadannan sabubban, shin ne tabbatar bishiyar imani a cikin zuciya, hakurin bawa ga barin sabon Allah kawai ya kasancewa ne gwargwadon karfin imaninsa, duk lokacin da imaninsa ya fi zama mai karfi, hakurinsa ma zai kasance mafi cika, idan kuma imanin ya yi rauni sai hakurin ma ya yi rauni.
Lallai duk wanda imani da cewa tsaron Allah da ganinSa gare shi ya mamaye zuciyarsa, kuma ya gaskata haramcin abin da Ya haramta ma sa, ya kuma yarda cewa Allah Ya na fushi da mai aikata abubuwa da Ya haramta, haka kuma imanin cewa akwai sakamako na lada (ga mai kyautata aiki) kuma akwai ukuba ga (mai munanawa) kuma ya yi imani da Aljanna da Wuta, kana ya hanu daga barin aikata abubuwan da wannan ilimin ke wajabtawa. Kuma duk wanda ya ke zaton cewa zai iya barin aikin sabon Allah ba tare da imani tabbatacce a cikin zuciyarsa ba to hakika ya yi kuskure.
Idan tabbataccen imani ya karfafa a cikin zuciya kuma dukkanin sassan zuciya ya haskaka da shi, sai wannan ya yi yado zuwa sauran gabbai, saboda haka sai a samu gaggawar amsa kiran mai kira zuwa ga imani, kuma ya sallama gare shi domin da'a gare shi bisa kaskantar da kai ba tare da kasala ba ko tirjiya, sai dai ta na ma farin ciki ne da kiransa a duk lokacin da ya ke kiran ta kamar yadda mutum ya ke farin ciki a yayin da masoyinsa kuma mai kyautata ma sa ya kira shi zuwa wurin da ya ke kyautata ma sa. Don haka shi a ko wane lakaci ya na cikin sauro da tsammani da kuma shirin amsa ma sa, Allah Ya na kebance wanda Ya so da rahamarSa, kuma Allah Shi ne ma'abucin falala mai girma.
Fasali: Yin hakuri akan yi wa Allah da'a ya na kankama ne daga sanin wadannan sabubban, da kuma sanin abin da da'a ga Allah ke jawowa na karshe mai kyau abin yabawa, daga cikin mafi karfin sabubban yin hakuri ga barin sabon Allah akwai imani da kuma kaunar Allah, saboda duk lokacin da abin da ke jawo imani da kuma kaunar Allah ya karfafa a zuciya, sai amsawarta izuwa ga yi wa Allah da'a ya kara karfafa da gwargwadon sa.
Ga wata mas'ala, mutane sun yi ta tsokaci a kan ta, ita ce; wai shin wani hakuri ne ya fi falala a tsakanin biyun nan? Hakurin bawa ga barin sabo, ko kuma hakurinsa akan da'a? saboda haka, wata jama'ar ta rinjayar da na farko, inda ta ce; hakuri daga barin sabon Allah ya na daga cikin ayyukan siddikai, kamar yadda wani daga cikin magabata ya ce: ayyukan da'a mutumin kirki da na banza ya na aikata su, amma babu mai iya barin sabon Allah sai siddiki.
Su ka ce; kuma domin abin da ke jawo aikin sabon Allah ya fi karfi sama da abubuwan da ke jawo da'a, domin lallai shi abin da ke sanya (bawa) ya saba wa Allah al'amura ne samammu da su ke zukata kuma na shi'awa, amma abin da ke sanya bawa ya bar aikin da'a kasala ce da lalaci da ko in kula, babu shakka game da cewa sababin sabo ya fi karfi
Suka ce; kuma domin shi sabo sabubba na son zuciya da shaidan da duniya da abokan mutum da neman koyi da kwaikwayo da karkatar dabi'a duk sun tattaru ko wannensu ya na fisgan bawa zuwa ga aikata sabo, to ya ya ka ke zato idan dukkaninsu su ka hadu su ka yi galaba a kan zuciya?!!
Wani hakuri ne ya fi karfi sama da na wanda ya yi hakuri ga barin amsa kiran su? Ba don Allah Ya na hakurtar da shi ba, da ba zai iya hakuri ba.
Wannan maganar kamar yadda ka ke gani, ya kai makura wurin bayyana.
Wata jama'ar kuma ta rinjayar da hakuri akan aikata da'a, dogaro akan cewa aikata abin da aka yi umarni da shi ya fi barin abin da aka hana falala, kuma ta kafa hujjoji kusan ashirin akan hakan. Babu shakka aikata umarni kawai zai yiwu ne idan an yi hakuri akan sa, idan kuwa aikata umurni ya fi falala, to hakuri akan aikata shi ma dole ya zama ya fi falala.
Raba gardama a cikin wannan shi ne; ace; lallai wannan ya sha bambam, gwargwadon bambancin da'a da sabo, saboda haka hakuri akan aikata aikin da'a da ake girmamawa ya fi falala sama da hakuri akan barin karamin sabo, haka nan kuma hakuri akan barin aikata babban sabo ya fi falala sama da hakuri akan aikata aikin da'a dan karami, saboda haka, hakurin bawa akan jihadi ya fi falala sama da da yawa daga 'yan kankanan zunubbai, (wato saga'ir) haka nan hakurin sa akan barin manya-manyan zunubbai da alfasha ya fi falala sama da hakurinsa akan sallar asubahi, da azumin yini guda na nafila, da makamantan su. Wannan shi ne raba gardama cikin wannan mas'alar, Allah Shi ne mafi sani.