تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدرسُ الخامسُ: بيانُ معنَى دينِ الإسلامِ


أبو زكريا
_2 _April _2013هـ الموافق 2-04-2013م, 04:01 PM
الدرسُ الخامسُ: بيانُ معنَى دينِ الإسلامِ
قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: 19].
وقال تعالى:﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)﴾ [آل عمران: 85].
وقال تعالى: ﴿فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ [الحج: 34].
وقال تعالى: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران: 20].
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ [النساء: 125].
والإسلامُ معناه: إخلاصُ الدينِ للهِ عز وجل والانقيادُ لأوامرِه وأحكامِه.
وهو عقيدةٌ وشَريعةٌ؛ فالعقيدةُ مَبْناها على العلمِ الصحيحِ، والشريعةُ أحكامٌ يَجِبُ على العبدِ امتثالُها.
قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5].
فلا يكونُ العبدُ مُسلمًا حتى يَجْمَعَ أمرين:
الأمر الأول: إخلاص الدينِ للهِ عز وجل؛ فيُوَحِّدُ اللهَ ويَجْتَنِبُ الشِّركَ.
الأمر الثاني: الانقياد للهِ تعالى، بامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ.
فمَن وحَّد اللهَ وانقادَ لأوامرِه فهو مُسْلِمٌ.
وبهذا تَعْرِفُ أن المُشْرِكَ غيرُ مسلمٍ؛ لأنه لم يُخْلِصِ الدينَ للهِ عز وجل.
والمُسْتكبِرُ عن عبادةِ اللهِ غيرُ مُسلمٍ؛ لأنه مُمْتنِعٌ غيرُ مُنقادٍ لأوامرِ اللهِ جل وعلا.
قال اللهُ تعالى: ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173)﴾[النساء: 172–173].
فصل: والمسلمون يتفاضلون في حسن إسلامِهم بتفاضُلِهم في الإخلاصِ، وحُسنِ الانقيادِ، فهُم على مراتبِ الدين الثلاثةِ التي بَيَّنَها النبيُّ صلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كَمَا فِي حديثِ جبريلَ الطويلِ، وهي:
1: مَرْتبةُ الإسلامِ.
2: مَرْتبةُ الإيمانِ.
3: مَرْتبةُ الإحسانِ.
وأفضلُ هذه المَراتبِ مَرْتبةُ الإحسانِ، ثم مَرْتبةُ الإيمانِ، ثم مَرْتبةُ الإسلامِ.
فكلُّ مُؤمِنٍ مُسلمٌ، وليسَ كلُّ مسلمٍ مُؤمِنًا.
وأركانُ الإسلامِ خمسةٌ كما في الصحيحين من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَر رضِي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)).
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعَمُودُهُ الصلاةُ، وذِرْوةُ سَنامِه الجِهادُ في سبيلِ اللهِ)) رواه أحمد من حديث مُعاذِ بن جَبَلٍ رضِي الله عنه.
فصل: والمؤمنون يَتفاضلون في إيمانِهم فبعضُهم أكثرُ إيمانًا من بَعْضٍ؛ لأنَّ الإيمانَ تصديقٌ بالقَلْبِ، وقولٌ باللسانِ، وعَمَلٌ بالجوارحِ، يَزِيدُ ويَنْقُصُ.
وكلما كانَ العبدُ أعْظَمَ تصديقًا وأحْسَنَ قَوْلاً وعَمَلاً كان إيمانُه أعظمَ.
وإذا فَعَل العبدُ المَعْصيةَ نقَصَ من إيمانِه؛ فإذا تابَ وأصْلَحَ تابَ اللهُ عليه.
واستكمالُ الإيمانِ وَصَفَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((مَن أحَبَّ للهِ، وأبْغَضَ للهِ، وأعْطَى للهِ، ومَنَعَ للهِ، فقَدِ اسْتَكْمَلَ الإيمانَ)). رواه أبو دَاوُدَ وغيرُه من حديثِ أبي أُمامة البَاهِلِيِّ رضِي الله عنه.
والحُبُّ للهِ أعمُّ من الحُبِّ في اللهِ، فهو يَشْمَلُ مَحَبَّةَ كلِّ ما يُحَبُّ لله جل وعلا من الأشخاصِ والأعمالِ والأقوالِ والأحوالِ والمقاصدِ والأخلاقِ والأَمْكِنَةِ والأزمنةِ وغيرِها.
وكذلك العطاءُ للهِ أعمُّ من أن يكونَ المرادُ به عطاءَ المالِ، بل هو شامِلٌ لكلِّ ما يُعْطَى من مالٍ وَجَاهٍ وعِلْمٍ وجُهْدٍ ووَقْتٍ، وكذلك المَنْعُ.
فمَن كان حُبُّه للهِ، وبُغْضُه للهِ، وعطاؤُه للهِ، ومَنْعُه للهِ، فهو مُؤْمِنٌ مُستكمِلُ الإيمانِ؛ نسألُ اللهَ تعالى من فِضْلِه.
فصل: وأُصولُ الإيمانِ سِتَّةٌ، بَيَّنَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللهِ وملائكتِه وكُتُبِه ورُسلِه واليَوْمِ الآخِرِ وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرِّهِ)).
وهذه الأصولُ يَجِبُ على كلِّ مسلمٍ الإيمانُ بها، ومَن كَفَر بأصْلٍ منها فهو كافرٌ غيرُ مُسلمٍ.
والإيمانُ له شُعَبٌ تَتَفَرَّعُ عن هذه الأصولِ كما تَتَفَرَّعُ الأغصانُ من الشَّجَرة، وكلما كانَ العَبْدُ أكثرَ أخْذًا بخِصالِ الإيمانِ وأعمالِه كانَ أكثرَ إيمانًا؛ فعن أبي هُريرةَ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمَانِ)) رواه مسلم.
فشُعَبُ الإيمانِ هي خِصالُه وأجزاؤُه، ومنها قلبيٌّ وقوليٌّ وعمليٌّ، وقد مثَّل النبيُّ صلى الله عليه وسلم لكلِّ نوعٍ بمثالٍ: فقولُ (لا إلهَ إلا اللهُ) قولٌ باللسانِ، وإماطةُ الأذى عَمَلٌ، والحياءُ عَمَلٌ قَلْبِيٌّ.
وقد يَجْمَعُ العَبْدُ شُعَبًا من الإيمانِ وشُعَبًا من النِّفاقِ فيَكونُ فيه بَعْضُ خِصالِ النِّفاقِ حتى يَدَعَها، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((أرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خَالِصًا، ومَن كانتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانت فيه خَصْلَةٌ من النِّفاقِ حتى يَدَعَها؛ إذا اؤتُمِنَ خانَ، وإذا حدَّث كَذَب، وإذا عاهَدَ غَدَر، وإذا خاصَمَ فَجَرَ)). متفق عليه.
فصل: والإحسانُ بيَّنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((الإحسانُ أن تَعْبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)).
وقد خَلَقَنَا اللهُ تعالى ليَبْلُوَنا أيُّنَا أحْسَنُ عَمَلاً؛ وقد أخبرنا الله تعالى أن من مقاصد خلقه إيانا أن يبلونا أينا أحسن عملا كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [هود: 7].
وقال تعالى:﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك: 2]، قال فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: (﴿أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ أي أخلصه وأصوبه).
فالعَمَلُ لا يَكونُ حَسَنًا حتى يَكُونَ خَالِصًا للهِ تعالى، وصَوَابًا على سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
واتِّباعُ هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَعْصِمُ العَبْدَ من الغُلُوِّ والتفريطِ.
وبهذا تَعْلَمُ أنَّ من نواقضِ الإحسانِ: الشِّرْكَ والبِدْعَةَ والغُلُوَّ والتفريطَ.
فالمُشْرِكُ مُسِيءٌ غَيْرُ مُحْسِنٍ، وكذلك المُبْتَدِعُ والغَالي والمُفَرِّطُ.
والإحسانُ على دَرَجتينِ:
الإحسانُ الوَاجِبُ: وهو أداءُ العِباداتِ الوَاجِبَةِ بإخلاصٍ ومتابعةٍ بلا غُلُوٍّ ولا تَفْريطٍ.
والإحسانُ المُسْتَحَبُّ: وهو التَّقَرُّبُ إلى اللهِ تعالى بالنَّوافِلِ، وتَكْمِيلُ مستحَبَّاتِ العباداتِ وآدابِها، والتَّوَرُّعُ عن المُشْتَبِهاتِ والمَكْرُوهاتِ؛ فيَعْبُدُ اللهَ كأنه يَرَاهُ؛ فيَجْتَهِدُ في أداءِ العباداتِ على أحسنِ وُجوهِها بما يَتَيَسَّرُ له؛ فلا يُكَلِّفُ نفسَه ما لا يُطِيقُ، ولا يُفَرِّطُ بتَرْكِ ما يَتَيَسَّرُ له من العباداتِ التي تُقَرِّبُه إلى اللهِ تعالى.
والإحسانُ يَكونُ في كلِّ عِبادةٍ بحَسَبِها، ويَجْمَعُ ذلك: قُوَّةُ الإخلاصِ وَحُسْنُ اتِّباعِ هَدْيِ النبيِّ صلَّى الله عَليهِ وَسَلَّمَ فِي تلكَ العِبَادةِ:
● فإِحسانُ الوُضوءِ يَكونُ بإِسباغِه وتكميلِ فروضِه وآدابِه وعدمِ مُجاوَزَةِ الحَدِّ المَشْروعِ من الغَسَلاتِ.
● وإحسانُ الصلاةِ يكونُ بإقامتِها وأدائِها في أوَّلِ وَقْتِها بخُشوعٍ وطُمأنينةٍ وحُضورِ قَلْبٍ، ويُصَلِّيها صَلاةَ مُوَدِّعٍ، فيُكَمِّلُ فُروضَها وسُنَنَها كأنه يَرَى اللهَ عز وجل.
● وإحسانُ الزَّكَاةِ والصَّدقةِ أنْ يُؤدِّيَ ما يَتصدَّقُ به مُتقرِّبًا إلى اللهِ عز وجل يرجو رَحْمتَه ويَخْشَى عذابَه، لا يُريدُ مِمَّن أحْسَنَ إليه جَزاءً ولا شُكورًا، ولا يُتْبِعُ نفقتَه مَنًّا ولا أَذًى، ويَتحرَّى إخراجَ الطَّيِّبِ من المالِ، فلا يُخرِجُ رديئَهُ وما تَعافُه النَّفْسُ، ولا يَمْطُلُ بصدقتِه ولا يُعَسِّرُ على المُحتاجِ في أَخْذِها، ولا يَتعالَى عليه، ولا يُسَمِّعُ بنَفَقتِه ولا يُرائِي بها.
وهكذا في سائرِ العباداتِ والمُعاملاتِ؛ يَنْبغِي للعبدِ أن يَتحرَّى الإحسانَ فيها ما استطاعَ ويَتَّبِعَ هَدْيَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في ذلك.
ومَن تَحرَّى الإحسانَ وحَرَصَ عليه وسَأَلَ اللهَ تعالى الإعانةَ عليه رُجِيَ له أن يُوَفَّقَ للإحسانِ، قال أبو الدَّرْداءِ رضِي اللهُ عنه: (إِنَّمَا العِلْمُ بالتَّعلُّمِ والحِلْمُ بالتَّحلُّمِ، ومَن يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَه، ومَن يَتَوقَّ الشَّرَّ يُوقَه).
وأبوابُ الإحسانِ كثيرةٌ، ففي صَحيحِ مُسلمٍ من حديثِ شَدَّادِ بنِ أَوْسِ بنِ ثابتٍ رضِي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ اللهَ كتَبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ؛ فإذا قَتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنوا الذِّبْحةَ، وَلْيُحِدَّ أحدُكُم شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبيحَتَهُ)).
فالإحسانُ مكتوبٌ على كلِّ شيءٍ، وإحسانُ كلِّ شيءٍ بحَسَبِه، وقد بَيَّن النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم هنا الإحسانَ في الذَّبْحِ، فمَن خالَفَ هَدْيَه فلم يُحِدَّ السِّكِّينَ ولم يُرِحْ ذَبِيحَتَهُ فليسَ بمُحْسِنٍ في ذَبْحِه.
وهذا مِمَّا يُبيِّنُ أهَمِّيَّةَ الفِقْهِ في الدينِ، فبه يَعْرِفُ طالبُ الإحسانِ هَدْيَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في العِباداتِ والمُعاملاتِ؛ فيَعْرِفُ هَدْيَهُ في الوُضوءِ والصَّلاةِ والصدقةِ والصيامِ والحجِّ والجهادِ والبُيوعِ والطَّعامِ والشَّرابِ والنَّوْمِ والنِّكَاحِ والمُعاشَرَةِ والبِرِّ والصِّلَةِ ومُعاملةِ الناسِ على اختلافِ أصنافِهم، وهكذا في سائرِ الأمورِ.
ولا يُدرِكُ العبدُ مَرْتبةَ الإحسانِ إلا بإعانةِ اللهِ وتَوْفيقِه، ولذلك شُرِعَ للعبدِ أن يَدْعُوَ دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ: ((اللهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادتِكَ)).
فحاجةُ العبدِ إلى إعانةِ اللهِ تعالى له على الإحسانِ دائمةٌ مُتكرِّرةٌ.

أبو زكريا
_2 _April _2013هـ الموافق 2-04-2013م, 04:05 PM
پنځم درس: د دین اسلام معنی

د اسلام مقدس دین په هکله الله تعالی قاطع حکم کړې دې چه د اسلام پرته هیڅ یو دین د الله تعالی په وړاندي د منلو وړ او قابل قبول نه دې، لکه چه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فرمایي:﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ﴾ [آل عمران: ١٩].
ترجمه: بیشکه صحیح او قبول دین د الله عزَّوَجَلَّ په وړاندی یواځی د اسلام مقدّس دین دې.
همدارنګه یي فرمایلي دي:﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾[آل عمران: ٨٥].
ترجمه: او هغه څوک چه لټوي د اسلام مقدس دین څخه پرته بل دین، نو هیڅکله به ورڅخه ونه منل شي، او حال دا چه داسی بنده به په آخرت کښی له تاوانیانو څخه وي.
همداراز فرمایي:﴿فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ [الحج: ٣٤].
ترجمه: نو معبود برحق ستاسو یو معبود دې )چه الله عزَّوَجَلَّ دې(، نو همدغه الله تعالی ته تسلیم او غاړه ایښودونکي شۍ، او زیرې ورکړه اي پیغمبره عاجزي کونکو ته.
او په بل ځاي کښی فرمایي:﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾[آل عمران: ٢٠].
ترجمه: او ووایه اي پیغمبره اهل کتابو او امیانو )یعنی مشرکینو(ته: آیا تاسو اسلام راوړۍ؟ نو که دوﺉ اسلام راوړ نو دوﺉ هم په سمه لار شو، او که یي له اسلام څخه مخ وګرزولو، )نو ته غم مه کوه(په تا باندی فقط رسَوَل د حق دي، او نور نو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ښه لیدونکې دې خپلو بندګانو لره او د هغوﺉ عملونو لره.
همدا ډول الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى په بل ځاي کښی فرمايي:﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾[النساء: ١٢٥].
ترجمه: او څوک دې ډیر ښایسته په دین کښی له هغه چا نه چه تابع کړې او تسلیم کړې يي دې مخ خپل یو الله عزَّوَجَلَّ ته، په داسی حال کښی چه دی نیک عمل کونکې هم وي.
نو د اسلام معنی: په دین او عبادت او بندګۍ کښی یو الله خاص کول، او د الله تعالی اوامرو او احکامو ته غاړه ایښودل.
او اسلام د عقیدی او شریعت دواړو نوم دې، نو د عقیدی اساس صحیح علم دې.
او شریعت نه مراد هغه احکام دي چه په بنده باندي يي منل او عملی کول فرض دي، الله عزَّوَجَلَّ فرمایي:﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾[البينة: ٥].
ترجمه: دی خلکو ته امر نه دې شوې مګر ددی خبری چه عبادت او بندګي وکړي د یو الله عزَّوَجَلَّ په داسی حال کښی چه خالص کونکي وي الله لپاره ددین او عبادت خپل، او په داسی حال کښی چه کلک ولاړ وي پر حق او مایل نه وي باطل خوا ته، او پوره پر وخت له آدابو سره ادا کوي لمونځ، او ورکوي زکات او همدا کارونه محکم دین دې چه مستقیم دې او هیڅ کوږوالې پکښی نشته.
نو یو بنده تر هغه پوری مسلمان کیدې نشي تر څو چه دوه شرطونه پوره نکړي:
لومړې: دین، عبادت اوبندګي یواځی یو الله تعالی لپاره خاص کول، نو الله عزَّوَجَلَّ به په عبادت او بندګۍ كښی یو ګڼي، او له شرک څخه به ځان ساتي.
دوهم: الله عزَّوَجَلَّ ته غاړه ایښودل، چه د هغه اوامر به مني او پر ځان به یي عملي کوي او له منع شوو شیانو څخه به اجتناب او ځان ساتي.
نو هغه څوک چه په عبادت او بندګۍ کښی یواځی یو الله خاص کوي، او د هغه اوامر ته غاړه ږدي همدا بنده مسلمان او رښتینې مؤمن دې.
له دی تفصیل څخه ښکاره شوه چه مشرک مسلمان نه دې؛ ځکه ده خپل دین او عبادت یو الله عزَّوَجَلَّ ته خاص کړي نه دي.
همدا ډول د الله تعالی له عبادت او بندګۍ څخه تکبر کوونکې هم مسلمان نه دې؛ ځکه هغه د الله تعالی اوامرو ته غاړه ایښی نه ده.
لکه چه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فرمایي:﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا للهِ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا*فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا﴾[النساء: ١٧٢–١٧٣].
ترجمه: هیڅکله بد نه ګڼي مسیح عیسی علیه السلام چه هغه دی د الله تعالی بنده وي، او نه بد ګڼـي دا کار الله تعالی ته نژدی او مقرّبی ملایکی، او هغه څوک چه بد وګڼي بندګي د الله تعالی او ځان لوﺉ وګڼـي، ژر دې چه الله عزَّوَجَلَّ به یي خپل ځان طرف ته راغونډ کړي، نو هغه کسان چه مؤمنان دي او نیک عملونه کوي نو پوره به ورکوي هغوي ته د هغوﺉ اجرونه، او ورزیاتوي ورته فضل او مهرباني خپله، او هر چه هغه کسان دي چه بد ګڼـي بندګي د الله تعالی او ځان لوﺉ ګڼي د الله تعالی له بندګۍ څخه، نو عذاب به ورکړي هغوﺉ ته دردناک عذاب، او نه به مومي دوﺉ پرته له الله تعالی څخه هیڅ څوک دوست او نه مرسته کونکې.
او مسلمانان د اسلام په ښایست او ښه والي کښی سره یو شان نه دي، بلکه دوﺉ یو له بل سره په بهترﺉ کښی توپیر او فرق لري، څومره چه د چا اخلاص بهتر وي، د الله تعالی تابعداري او پیروي يي کامله وي، نو هومره هغوﺉ له نورو څخه بهتر او په درجو کښی لوړ وي.
نو دوﺉ هم د دين په هغه دری درجو باندي ویشل شوي دي چه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم د جبریل علیه السلام په هغه اوږد حدیث شریف کښی بیان کړي دي، او هغه دا چه:
۱/ مرتبه د اسلام.
۲/ مرتبه د ایمان.
۳/ مرتبه د احسان.
او په ټولو مرتبو کښی بهتره او غوره مرتبه د احسان مرتبه ده، او ورپسی د ایمان مرتبه، او آخرنۍ یي د اسلام مرتبه ده.
نو هر مؤمن مسلمان دې، خو هر مسلمان د مؤمن مرتبی ته نشي رسیدې.
او د اسلام ارکان پنځه دي، لکه چه د عبد الله بن عمر رضي الله عنهما په حدیث شریف کښی راغلي دي: چه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم فرمایلي دي: (بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)).
ترجمه: اسلام پر پنځه بنسټونو باندي جوړ دې:
۱/ د «أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله» ګواهي کول، چه معنی یي مخکښی تیره شوه.
۲/ د لمونځ پوره په خپل وخت کښی له ټولو حقوقو سره ادا کول.
۳/ د زکات ورکول.
۴/ د بیت الله شریف حج کول.
۵/ او د رمضان د مبارکی میاشتی روژه نیول.
داحدیث شریف په صحیح بخاري او صحیح مسلم شریف کښی دې.
همدارنګه د معاذ بن جبل رضي الله عنه په روایت کښی رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم فرمایي: ((رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعَمُودُهُ الصلاةُ، وذِرْوةُ سَنامِه الجِهادُ في سبيلِ اللهِ))رواه أحمد من حديث مُعاذِ بن جَبَلٍ رضِي الله عنه.
ترجمه: د ټولو کارونو سر او مهم کار اسلام دې، او د اسلام ستن بیا لمونځ کول دي، او د کوپي سر یي د الله تعالی په لار کښی جهاد کول دي.
مؤمنان سره په ایمان کښی هم یو شان نه دي، بلکه دوﺉ په ایمانونو کښی سره توپیر لري: نو ځینی یي په ایمان کښی له ځینی نورو څخه زیات وي؛ ځکه ایمان په اصل کښی د زړه تصدیق او په ژبه وینا او په اندامونو باندي عمل کولو ته وايي، چه نیکو اعمالو باندی زیاتیږي او په ګناهونو باندی کمیږي.
او هر څومره چه دیو بنده د زړه تصدیق قوي او مضبوط وي، او وینا او عمل یي له نورو ښايسته وي، نو د هغه ایمان هم له هغه نورو څخه لوﺉ وي.
او کله چه یو بنده ګناه وکړي نو دده ایمان کم شي، خو کله چه بیرته توبه وباسي او خپل ځان او عمل اصلاح کړي، نو الله ورله توبه قبوله کړي، او بیرته ورله ایمان زیات کړي.
د ایمان پوره کیدل او کمال په هغه څه راځي چه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم پری د ایمان پوره والی فرمایلې دې لکه چه فرمایي: ((مَن أحَبَّ للهِ، وأبْغَضَ للهِ، وأعْطَى للهِ، ومَنَعَ للهِ، فقَدِ اسْتَكْمَلَ الإيمانَ))رواه أبو دَاوُدَ وغيرُه من حديثِ أبي أُمامة البَاهِلِيِّ رضِي الله عنه.
ترجمه: هغه څوک چه د یو چا سره محبت او مینه د الله تعالی د رضامندۍ لپاره کوي، او د بل سره بغض او کینه هم د الله تعالی لپاره کوي، او ورکړه او منع هم د الله تعالی د رضا لپاره کوي، نو داسی بنده خپل ایمان پوره کړې دې.
د الله لپاره خوښول، د الله لپاره له چا سره محبت کولو څخه عام دې؛ ځکه د الله لپاره خوښول د ټولو هغه شیانو خوښولو ته شامل دې چه د الله عزَّوَجَلَّ له کبله خوښول کیږي: لکه اشخاص، کارونه عملونه اقوال او ویناوی، احوال اومقصدونه، اخلاق، او ځایونه او وختونه او داسی نور.
همدارنګه د الله عزَّوَجَلَّ لپاره ورکړه د مال له ورکړی څخه عامه ده، ځکه د الله تعالی لپاره ورکړه ټولو هغه شیانو ته شامله ده چه د الله تعالی د رضامندۍ لپاره ورکول کیږي، لکه: مال، جاه او اثر او رسوخ، علم، کوښښ او وخت، او همدارنګه منع هم دغه شان ده.
نو هغه څوک چه محبت او بغض او کینه یي د الله تعالی لپاره وي، ورکړه او منع یي د الله تعالی لپاره وي، نو همدغه مؤمن بنده دکامل ایمان خاوند دې، الله تعالی دی پخپل فضل زمونږ ایمانونه کامل کړي. آمین.
دایمان اصول او بنسټونه:
د ایمان اصول او بنسټونه شپږ دي، لکه چه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم بیان کړي دي چه فرمایي: ((الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللهِ وملائكتِه وكُتُبِه ورُسلِه واليَوْمِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرِّهِ)).
ترجمه: ایمان دادې چه ته ایمان ولری په الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى باندي، او ایمان ولری د هغه په ملایکو، کتابونو، پیغمبرانو، او ایمان ولری په ورځ وروستنۍ)قیامت(، او ایمان ولری په تقدیر باندی چه خیر وي او که شر وي نو دا ټول د الله تعالی لخوا مقدّر او لیکل شوې دې.
نو په هر مسلمان باندي فرض دي چه دا شپږ بنسټونه او اصول ومني او ایمان پری ولري، او هر څوک چه له دوﺉ څخه له یوه نه هم منکر شي هغه کافر او نا مسلمان دې.
د ایمان نوری ډیری څانګی دي چه له دغه بنسټونو څخه سرچینه اخلي، لکه د ونو څانګی چه له ونی څخه سرچینه اخلي، نو څومره چه یو بنده په ایماني کارونو او خصلتونو باندی عمل ډیر کوي هومره دهغه ایمان زیاتیږي؛ لکه چه ابو هریره رضي الله عنه له رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم څخه روایت کوي چه هغه فرمایلي دي: ((الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمَانِ)) رواه مسلم.
ترجمه: ایمان څه دپاسه اویا، یا څه د پاسه شپیته څانګی لري، چه بهتره یي د «لا إله إلاَّ الله» ویل دي، او ټیټه درجه یي له لاری څخه د ضرري شیانو لری کول دي، او حیا کول هم د ایمان یوه څانګه ده.
نو د ایمان له څانګو څخه مراد د ایمان خصلتونه او اجزا دي، چه ځینی یي په زړه پوری اړه لري، ځینی یي په ژبه پوری، او ځینی نور یي بیا په عمل پوری اړه لري، لکه چه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم د هر یو لپاره مثال بیان کړې دې، نو «لا إله إلاَّ الله» ویل په ژبه پوری اړه لري، او له لاری څخه د ضرري شیانو لری کول عمل او په غړو پوری اړه لري، او حیا بیا د زړه عمل دې چه په زړه پوری اړه لري.
کله کله بیا داسی هم کیداي شي چه په یوه بنده کښی د ایمان د ځینی څانګو تر څنګ د نفاق ځینی څانګی هم وي، نو په ده کښی تر هغه د منافقت ځینی خصلتونه او عادتونه وي چه ترڅو يي پریښی نه وي، لکه چه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم فرمایي: ((أرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خَالِصًا، ومَن كانتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانت فيه خَصْلَةٌ من النِّفاقِ حتى يَدَعَها؛ إذا اؤتُمِنَ خانَ، وإذا حدَّث كَذَب، وإذا عاهَدَ غَدَر، وإذا خاصَمَ فَجَرَ))متفق عليه.
ترجمه: څلور عادتونه دي چه په چا کښی راټول شي نو هغه خالص منافق وي، او که په چا کښی له هغی څخه یو عادت وو نو په هغه کښی به یو عادت د منافقت وي, تر دي چه يي پریږدي, او دغه عادتونه په لاندی ډول دي:
۱/ کله چه په یو امانت باندی امانتګر وګڼل شي نو په امانت کښی خیانت کوي.
۲/ او کله چه خبری کوي نو دروغ به پکښی وايي.
۳/ او چه کله له چا سره عهد پیمان او لوظ کوي نو پکښی خیانت به کوي.
۴/ او کله چه له چا سره په جنګ شي نو ښکنځل به کوي.
د احسان معنی:
داحسان مرتبی تفصیل رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم داسی بیان کړې دې چه فرمایلي يي دي: ((الإحسانُ أن تَعْبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)).
ترجمه: احسان دادې چه ته د الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى داسی عبادت او بندګي)په تواضع خشوع خضوع او حضور سره( وکړی لکه چه ته هغه وينی او ګوری یي، او که ته) دي مرتبی ته نه يي رسیدلې چه ته د ا لله تعالی داسی عبادت اوبندګي وکړی لکه چه ته( هغه ویني، نو) د الله تعالی داسی عبادت باید وکړی چه( هغه دي یقیناً ګوري او ویني؛ ځکه له هغه څخه هیڅ څیز پټ نه دي، همدی ته احسان وايي.

الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هم مونږ ددي لپاره پیدا کړي یو چه مونږ وازمایي چه په مونږ کښی څوک ښه او ښایسته عمل کوي او څوک یي نه کوي، او الله تعالی مونږ پدی ازمیښت او امتحان خبر کړي یو چه زمونږ د پیدایښت یو مقصد همدا دې، لکه چه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فرمایي:﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾[هود: ٧].
ترجمه: الله هغه ذات دې چه اسمانونه او ځمکه یي په شپږو ورځو کښی پیدا کړل، او عرش یي پر اوبو د پاسه وو، )او ددی لپاره یي پیدا کړل چه(تاسو وازمایي چه کوم یو په تاسو کښی ښه او ښایسته عمل کوي.
همدارنګه په بل ځاي کښی الله عزَّوَجَلَّ فرمایي:﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [سورة الملك: ٢].
قال فُضَيْلُ بنُ عِيَاض:﴿أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ أي أخلصه وأصوبه.
ترجمه: الله تعالی هغه ذات دې چه مرګ او ژوند يي پیدا کړي دي؛ ددي لپاره چه تاسو وازمایي چه کوم یو په تاسو کښی ښه او ښایسته عمل کوي، او همدغه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ډیر غالب او ډیر بخښونکې دې.
فضیل بن عیاض رحمه الله د﴿أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ )ښایسته عمل په(تفسیر کښی وایي چه:)ښایسته عمل(هغه عمل ته وايي)چه دوه شرطونه پکښی پوره وي، یو دا( چه خالص د الله تعالی درضامندۍ لپاره وي، او بل د شریعت محمدي صلّى اللهُ عَليه وسلّم سره برابر وي.
نو یو عمل تر هغه پوره ښه او ښایسته نه دې چه تر څو خالص د الله تعالی د رضامندۍ لپاره نه وي، او بل د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم د سنتو سره برابر نه وي.
نو د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم د لارښوونی پیروي کول بنده د هر ډول زیاتی او کمي څخه بچ کوي، او په دي سره ښه څرګندیږي چه د احسان مرتبه په شرک بدعت او هم په افراط او تفریط او په دین کښی کمي او زیاتي باندي ماتیږي.
نو مشرک محسن کیدې نشي؛ ځکه هغه بدعمله دې، همدا رنګه بدعتي او زیاتي کوونکې او کمې کوونکې هم بدعمله دې، نو دا یو هم هیڅکله محسن نه دې.
احسان هم دوه درجی لری:
لمړې واجب او فرضي احسان: او هغه دا چه د فرضي عبادتونو په ادا کولو کښی باید پوره اخلاص او درسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم پیروي موجوده وي، او هیڅ ډول زیاتې او کمې پکښی نه وي.
دوهم: مستحب احسان: او هغه دا چه بنده الله تعالی ته په نوافلو باندي ځان ورنژدی کړي، او د عباداتو د مستحباتو او آدابو د پوره کولو پوره خیال وساتي، او له هر ډول مشتبه او نا څرګندو شیانو او هم د مکروهاتو څخه ځان وساتي.
نو بنده به د الله تعالی داسی عبادت او بندګي کوي لکه چه الله تعالی ورته ګوري، او دې له دغه کتلو له خاطره د عبادت په ادا کولو کښی ښه کوښښ کوي چه په ډیر ښه شان سره یي ادا کړي، نو چه د کوم شي توان او طاقت نلري په هغه باندي ځان نه زوروي، او کوم هغه عبادت چه کولې شي چه دې الله عزَّوَجَلَّ ته ورنژدی کوي نو په هغه کښی کوتاهي نه کوي.
او احسان په هر عبادت او بندګۍ کښی د همغه عبادت په اندازه وي، خو یو جامعه ضابطه یي داده چه په عبادت او بندګۍ کښی د الله تعالی د رضامندۍ لپاره پوره اخلاص، او د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم د لارښووني پوره پیروي موجوده وي.
نو په اوداسه کښی احسان دادې چه ټول اندامونه پوره ووینځل شي، او ټول فرضونه او سنت او آداب د اوداسه په وخت کښی ادا شي، او د وینځلو په کراتو کښی د شریعت له حد څخه تیرې ونشي.
او په لمانځه کښی احسان دادې چه پخپل اول وخت کښی د ټولو فرضونو واجباتو سننو سره، او په پوره خشوع اطمینان او د زړه په حضور سره ادا شي، لکه چه یو بنده د خپل ژوند آخرنې لمونځ ادا کوي، نو داسی یي ادا کړي لکه چه الله عزَّوَجَلَّ ورته ګوري او دې یي ادا کوي.
او په زکات او خیرات کښی احسان دادې چه هغه څه چه یو مؤمن بنده يي ورکوي نو په دي نیت یي ورکړي چه الله عزَّوَجَلَّ ته پری خپل ځان نژدي کوي، او د الله تعالی د رحمت امید پری کوي، او د الله تعالی له عذابه ویریږي، او پدی سره د الله تعالی له عذابه خپل ځان بچ کوي او ژغوري يي، او په عین وخت کښی هغه چا ته چه يي ورکوي له هغه څخه کومه بدله او شکرګزاري نه غواړي، او نه په دغه خیرات او زکات پسی وروسته ردی بدی وایي.
او بل دا چه د زکات او خیرات په وخت کښی د ښه مال د ورکولو کوښښ وکړي، اوله ردي او کم قیمته مال او هغه څه چه عموماً د انسان نفس یي ښه نه ګڼي له دغه ډول مال له ورکړی څخه دي ځان وساتي، او زکات او خیرات دي د خپل وخت څخه نه وروسته کوي، او یو محتاج او غریب باندي دی د هغه مال په اخیستلو کښی سختي نه کوي، او ځان دي پری لوړ نه ګڼـي، او نه دی په دغه ورکړه کښی سُمعت او ریا کوي.
او همدارنګه په ټولو عبادتونو او معاملاتو کښی، یو مسلمان بنده ته مناسب دا دي چه په هغه کښی د توان مطابق د احسان مرتبه ولټوي، او په هغی کښی د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم د لارښوونی پیروي وکړي.
هر څوک چه د احسان مرتبه پسی ګرزي او په دغه باندي حرص کوي او د الله تعالی څخه یي غوښتنه هم کوي، نو ډیر امید شته چه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى د احسان د مرتبی توفیق هم ورکړي؛ ځکه ابو الدرداء رضي الله عنه فرمایي: (إِنَّمَا العِلْمُ بالتَّعلُّمِ والحِلْمُ بالتَّحلُّمِ، ومَن يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَه، ومَن يَتَوقَّ الشَّرَّ يُوقَه).
ترجمه: بیشکه علم او پوهه په زده کولو حاصلیږي، او حلم او صبر په صبر کولو او دخپل نفس واګی په لاس کښی نیولو سره حاصلیږي، او هغه څوک چه په خیر پسی ګرزي او لټوي يي نو ورته به ورکړ شي، او هغه څوک چه له شر څخه ځان ساتي او ځان ورڅخه بچ کوي نو ورڅخه به بچ کړل شي.
د احسان دروازی ډیری دي، لکه په صحیح مسلم شریف کښی چه د شداد بن اوس رضي الله عنهما روایت له رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم څخه رانقل دې چه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم فرمایي: ((إنَّ اللهَ كتَبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ؛ فإذا قَتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنوا الذِّبْحةَ، وَلْيُحِدَّ أحدُكُم شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبيحَتَهُ)).
ترجمه: بیشکه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى په هر شي کښی احسان فرض کړې دې ، نو چه کله تاسو یو څوک وژلو)لکه په قصاص کښی مثلاً( نو په دغه وژنه کښی ورسره احسان وکړۍ )یعنی مه یي زوروۍ(، او کله مو چه حلالکه کوله)لکه د حلالو حیواناتو د ذبح او حلالونی په وخت کښی(، نو په حلالکه کښی احسان وکړۍ، نو حلالونکې دی د حلالکی لپاره خپله چوړکۍ تیره کړي، او خپل هغه حیوان چه حلالوي یي هغه ته دي راحت وروبخښي)او نه دی زورَوي(.
لنډه دا چه الله تعالی په هر څه کښی د هغه شي سره مناسب احسان فرض کړې دې، لکه دلته چه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم د حلالکی احسان بیان کړې دې، نو هغه څوک چه د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم له لارښوونی څخه سرغړونه کوي او چوړکۍ نه تیره کوي، او د حلالکی د حیوان د راحت خیال نه ساتي نو هغه په حلالکه کښی احسان کونکې نه دې، او د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم پیرو نه دې.
په همدی سره په دین کښی د پوره تعمق او فقاهت اهمیت راڅرګندیږي، او له همدي نه احسان لټوونکې په عبادات او معاملاتو کښی د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم لارښوونه او د هغی اهمیت پیژني، نو کوښښ کوي چه د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم لارښوونه په اوداسه لمانځه خیرات زکات روژه حج جهاد، اخستلو)رانیولو( او خرڅولو، خوراک، څښاک، خوب، نکاح، واده، او عام ژوند، ښیګړه او د بیلابیلو ډولو خلکو سره تعامل کولو کښی، او همداسی په ټولو کارونو کښی درسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم لارښوونه پیژني او د هغی پیروي کوي.
او یو بنده د احسان مرتبی ته یواځی پخپل عمل نشي رسیدلاي، بلکه ددي لپاره د الله تعالی توفیق ډیر ضروري دې؛ نو له دي کبله بنده باید د هر لمانځه څخه وروسته دا دعا ووايي چه: ((اللهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادتِكَ)).
ترجمه: یعنی اي الله له ماسره مرسته وکړی ستا په ذکر او یادونه کښی، او په شکر ادا کولو کښی، او د ښه او ښایسته عبادت په کولو کښی.
ځکه د بنده ضرورت او حاجت د الله تعالی مرستی او کومک ته او په ځانګړی ډول د احسان مرتبی ته په رسیدلو کښی همیشه او بار بار پیښیږي.