المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الأول


أبو زكريا
_30 _March _2013هـ الموافق 30-03-2013م, 09:42 AM
معْنَى الشهادتين
الشهادتان هما: شهادةُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وشهادةُ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ.
وهما أصلُ دينِ الإسلامِ ورُكْنُه الأولُ الذي به يَدْخُلُ العبدُ في دينِ الإسلامِ، فمَن لم يَشْهدِ الشهادتين فليسَ بمُسْلمٍ.
عن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما عن النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال: ((بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ)). متفق عليه.
فكان أوَّلُ ما يَجِبُ على العبدِ تعلُّمُه من دينِ الإسلامِ هو أصلَه الأَوَّلَ، فيَعْرِفُ معنى الشهادتين وأحكامَهما.
ولما بَعَثَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم معاذَ بنَ جَبَلٍ إلى اليمنِ داعياً ومعلِّماً قال له: ((إنَّك تأتي قوماً من أهلِ الكتابِ فَادْعُهم إلى شهادةِ أنْ لا إلهَ إِلا الله وَأني رسولُ اللهِ؛ فإِنْ هُمْ أطاعوا لِذلكَ فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افْتَرضَ عليهم خمسَ صَلَوَاتٍ في كلِّ يومٍ وَليلةٍ)) .. الحديث، رواه مسلم من حديث ابن عباس.
ورواه البخاري أيضاً ولفظه: ((فليكن أوَّلَ ما تدْعوهم إلى أن يوحِّدوا اللهَ))
وبيان ذلك أيضاً في حديثِ جِبْريلَ الطويلِ الذي سأل فيه النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن مَرَاتِبِ الدِّينِ: الإسلامِ والإيمانِ والإحسانِ، ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما في آخِرِ الحديثِ: (( هذا جِبْريلُ أتاكم يُعلِّمُكم دِينَكُم )).
فأوَّلُ ما يَجِبُ تَعلُّمُه من أُمورِ الدينِ ما تَضَمَّنَه حديثُ جبريلَ، وأوَّلُ مرتبة من مراتب الدين مرتبة الإسلام، وأول ركن من أركان الإسلام: الشهادتانِ.
الدرس الأوَّل: بيانُ معنَى شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ

(لا إلهَ إلا اللهُ) أي لا مَعْبودَ بحقٍّ إلا اللهُ.
والإلهُ: هو المألوهُ، أي المَعْبودُ.
فكلُّ ما يُعْبَدُ من دونِ اللهِ فعبادتُه باطلةٌ، وَمَن عبدَ غيرَ اللهِ فهو مُشرِكٌ كافِرٌ، كما قال اللهُ تعالى:﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [المؤمنون: 117].
فلا يَجوزُ أن يُعبَدَ مع اللهِ أحَدٌ، لا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، ولا مَلَكٌ مُقرَّبٌ، ولا وَلِيٌّ من الأولياءِ الصالحين، ولا شَجَرٌ ولا حَجَرٌ، ولا غيرُ ذلك؛ لأن العبادةَ حقٌّ للهِ وحدَه، خَلَقَنا لأجلِها كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)﴾ [الذاريات: 56].
وقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1].
وقال: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم (163)﴾ [البقرة: 163].
وقال: ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [غافر: 65].
وهذا هو معنَى التَّوْحيدِ، وهو إفرادُ اللهِ بالعبادةِ، فلا نَعْبُدُ إلا اللهَ وحدَه لا شريكَ له.
وبهذا التوحيدِ الذي هو معنَى (لا إلهَ إلا اللهُ) بَعَثَ اللهُ الرُّسلَ كلَّهم؛ قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)﴾ [الأنبياء: 25].
وقال: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36].
وقد قَصَّ اللهُ علينا في كتابِه الكريمِ أنباءَ الرُّسلِ معَ أقوامِهم ، وبَيَّن لنا أنَّ أوَّلَ دعوةَ الرُّسُلِ كانت إلى توحيدِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وبَيَّن لَنا عُقبَى المؤمنين الذين استجابوا لدعوةِ المُرْسَلين؛ وعاقبةَ الذين كَذَّبوا الرُّسلَ وأشركوا باللهِ ما لم يُنزِّلْ به سُلطانًا.
ــ قال اللهُ تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)﴾ [الأعراف: 59].
ــ وقال: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ(65)﴾ [الأعراف: 65].
ــ وقال: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: 73].
ــ وقال: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: 85].
ــ وقال: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27)﴾ [الزخرف: 26-27].
ــ وقال: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 133].
ــ وقال يوسف عليه السلام: ﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)﴾ [يوسف: 39].
وكذلك كانت دعوةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى العالمين، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)﴾ [الأنبياء: 107-108].
وقد بدأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم دعوةَ قومِه بمَكَّةَ إلى التوحيدِ، فدعاهم إلى أن يقولوا: (لا إلهَ إلا اللهُ) ويَجْتنبُوا عِبادةَ الأصنامِ، فاستكبَرَ أكثرُهم وأَبَوْا أن يُجِيبوه إلى كلمةِ التوحيدِ؛ فكانوا كما قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36)﴾ [الصافات: 35–36]. فردَّ اللهُ عليهم بقولِه: ﴿بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37)﴾ [الصافات: 37].
فكلمةُ التوحيدِ هي كلمةُ الحقِّ التي دعا إليها المرسلون قبلَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهي دَعوةُ رسولنِا صلى الله عليه وسلم.
وقد فَهِم كُفَّارُ قُرَيشٍ أن الدعوةَ إلى التوحيدِ تَعْنِي تَرْكَ عبادةِ ما يَعْبُدون من دونِ اللهِ تعالى؛ فلا يَتَحَقَّقُ التوحيدُ إلا باجتنابِ الشِّركِ، وهذا هو معنَى (لا إلهَ إلا اللهُ).
وعن عُمَر بنِ الخَطَّاب رضِي الله عنه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم قال: ((أُمِرْتُ أن أُقاتِلَ الناسَ حتى يقولوا: (لا إلهَ إلا اللهُ) فمَن قال: (لا إلهَ إلا اللهُ) عَصَم مِنِّي مالَه ونَفْسَه إلا بحَقِّه، وحسابُه على اللهِ))متفق عليه.
ولمَّا بَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برسائلِه إلى المُلوكِ دَعَاهم إلى توحيدِ اللهِ عز وجل؛ فعن ابنِ عَبَّاسٍ رضِي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أرسَلَ إلى هِرَقْلَ مَلِكِ الرُّومِ: ((بسم الله الرحمن الرحيم، من مُحمَّدٍ رسولِ اللهِ إلى هِرَقْلَ عَظيمِ الرُّومِ، سَلامٌ على مَن اتَّبَعَ الهُدَى أمَّا بعدُ:
فإنِّي أدعوكَ بدِعايةِ الإسلامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ أجْرَك مَرَّتين، فإن تَوَلَّيْتَ فإنَّ عليكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ، و﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64])). متفق عليه.
وبَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بنحوِ هذه الرسالةِ إلى كِسْرَى مَلِك الفُرْسِ، وإلى المُقَوْقِسَ مَلِك القِبْط، وإلى مَلِكِ الحَبَشَة، وإلى جَيْفَرٍ وعِيَاذٍ ابنَي الجُلَنْدَى بعُمَان، وإلى هَوْذَةَ بن علي باليَمامة، وإلى المُنْذِر بن سَاوَى بهَجَر، وإلى ابنِ أبي شَمِر الغَسَّاني، وهؤلاء هم المُلوكُ في زمانِه صلى الله عليه وسلم.
وفي صحيحِ مُسلمٍ من حديثِ أنسِ بن مالِكٍ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كتَبَ إلى كلِّ جَبَّار (أي مَلِكٍ) يَدْعُوهم إلى اللهِ تعالى.
وعن ابن عبَّاسٍ رضِي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بعَثَ مُعاذًا إلى اليَمَن قال له: ((إنَّك تَقْدَمُ على قَوْمٍ من أهلِ الكتابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ ما تدعوهم إلى أن يُوحِّدوا اللهَ)).
فتوحيدُ اللهِ تعالى هو مِفْتاحُ الدخولِ في الإسلامِ، وبدونِه لا يكون المَرْءُ مُسلمًا، وإذا ارْتَكَبَ العبدُ ما يَنْقُضُ هذا التوحيدَ فهو كافرٌ مشركٌ خارجٌ عن مِلَّةِ الإسلامِ.
وعن مُعاذِ بن جَبَل رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له: ((يا مُعاذُ، أتدري ما حَقُّ اللهِ على العِبَادِ؟))
قال مُعاذٌ: اللهُ ورسولُه أعلمُ.
قال: ((حقُّ اللهِ على العبادِ أن يَعْبدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا))
ثم قال له: ((يا مُعاذُ، أتدري ما حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فعلوا ذلكَ؟))
قال معاذٌ: اللهُ ورسولُه أعلمُ.
قال: ((حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فعلوا ذلك أن لا يُعَذِّبَهم)). متفق عليه.
فإذا شَهِدَ العبدُ أن لا إله إلا اللهُ؛ فقد شَهِدَ ببُطلانِ ما يُعْبَدُ من دونِ اللهِ عز وجل، وشَهِدَ على نفسِه أن لا يَعْبُدَ إلا اللهَ عز وجل مُخْلِصًا له الدينَ.
وهذا هو الإسلامُ الذي أمَرَ اللهُ به، قال اللهُ تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (66)﴾ [غافر: 66].
وقال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5].
وقال تعالى: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [غافر: 14].
وقال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ (106)﴾ [يونس: 104-106].

الخُلاصة:
• معنَى (لا إله إلا الله ) أي: لا مَعْبودَ بحقٍّ إلا اللهُ.
• لا يَتحقَّقُ التوحيدُ إلا باجتنابِ الشركِ.
• الغايةُ التي خُلِقنا من أجلِها: عبادةُ اللهِ وحدَه لا شريكَ له.
• مَن عَبَد غيرَ اللهِ فهو مُشرِكٌ كافرٌ.
• كلُّ رسولٍ دعا قومَه إلى التوحيدِ واجتنابِ الشِّرْكِ.
• أصْلُ دعوةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى التوحيدِ، فبدأ بدَعْوةِ قومِه إلى التوحيدِ، وأرسَلَ إلى الملوكِ يَدْعُوهم إلى التوحيدِ، وأَمَر أصحابَه أن تكونَ أوَّلُ دعوتِهم إلى التوحيدِ.
• التوحيدُ هو حقُّ اللهِ على العِباد.
• مَن لم يُوحِّد اللهَ فليسَ بمسلمٍ، وإنْ زَعَم أنه مُسْلِمٌ.

أبو زكريا
_30 _March _2013هـ الموافق 30-03-2013م, 09:51 AM
لومړې درس
د شهادت کلمه، معنی يي، او غوښتنی یي
د شهادت کلمی څخه هغه معلوم او معروف الفاظ مراد دي چه : »أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أن محمداً رسول الله« دي.
دغه دواړه ګواهۍ د اسلامي دین بنسټ او لمړنې رکن دې، په کوم چه یو بنده د اسلام په مقدس دین کښی داخلیږي، نو که څوک دغه دواړه ګواهیو باندی ګواهي ونکړي مسلمان کیدې نشي.
لکه چه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما له رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم څخه روایت کوي چه هغه فرمايلي دي: ((بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ)). متفق عليه.
ترجمه: د اسلام دین په پنځه بنسټونو باندي جوړ دې:
لمړې: ددي خبری ګواهي کول چه د عبادت او بندګۍ مستحق او لایق بل هیڅ څوک نشته مګر یواځی الله جلّ جلاله دې، او محمد صلّى اللهُ عَليه وسلّم د الله تعالی پیغمبر او ستاذې دې.
دوهم: لمونځ ادا کول.
دریم: زکات ورکول.
څلورم: د بیت الله شریف حج کول.
پنځم: د رمضان د مبارکی میاشتی روژه نیول. دا حدیث شریف په صحیح بخاري شریف او صحیح مسلم شریف کښی روایت شوې دې.
نو په اسلام کښی لمړنې فرض دا دي چه تر هر څه دمخه د لمړني بنسټ معنی او احکام زده کړل شي؛ ځکه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم چه کله معاذ بن جبل رضي الله عنه یمن ته د یو داعي، بلونکي او ښوونکي په صفت لیږلو نو ورته یي وفرمايل: ((إنَّك تأتي قوماً من أهلِ الكتابِ فَادْعُهم إلى شهادةِ أنْ لا إلهَ إِلا الله وَأني رسولُ اللهِ، فإِنْ هُمْ أطاعوا لِذلكَ فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افْتَرضَ عليهم خمسَ صَلَوَاتٍ في كلِّ يومٍ وَليلةٍ)) ...الحديث
ترجمه: « بیشکه ته داسی خلکو ته ورتلونکې یي چه هغوي اهل کتاب دي، نو لومړې یي باید ددي خبری منلو ته راوبلی چه: نشته وړ، لایق او مستحق دعبادت او بندګۍ مګر یواځی یو الله جلّ جلاله دې، او زه- یعنی محمد صلّى اللهُ عَليه وسلّم - دالله تعالی پیغمبر او استاذې یم، که هغوي درسره دا خبره ومنله، نو بیا ورته وښایه چه الله Y پر دوي په هره شپه ورځ کښی پنځه لمونځونه فرض کړي دي...»الحدیث.
دا حدیث شریف په صحیح مسلم شریف کښی له ابن عباس رضي الله عنهما څخه روایت شوې دې.
او په صحیح بخاري شریف کښی یي بیا لفظ داسی دې: «فليكن أوَّلَ ما تدْعوهم إلى أن يوحِّدوا الله».
ترجمه: یعنی ستا لمړنۍ بلنه دی هغوي ته دا وي چه هغوي دی یواځی یو الله Y د عبادت او بندګۍ مستحق او لایق وګڼي...».
ددي خبری بیان او وضاحت د جبریل u په هغه اوږد حدیث شریف کښی هم راغلې دې چه په هغه کښی جبریل u له رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم څخه ددین د مراتبو په هکله پوښتنه کوي: چه هغه اسلام، ایمان او احسان دي، او بیا رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم خپلو صحابه کرامو y ته وفرمایل: دا پوښتنه کونکې جبریل u وو، تاسو ته ددي لپاره راغلې وو چه تاسو ته ستاسو دین درزده کړي.
نو ددین له کارونو څخه تر ټولو لومړنې هغه کار چه تر هر څه دمخه یي زده کول فرض دي، هغه هم هغه څه دي چه د جبریل u په دغه حدیث کښی راغلي دي.
او ددین لومړنۍ مرتبه اسلام دې، او د اسلام لمړنې بنسټ دغه دوه ګوني ګواهۍ دي.


لمړې درس: د «شهادة أن لا إله إلاَّ الله» معنی
یعنی نشته وړ، لائق او مستحق د عبادت او بندګۍ مګر یواځی یو الله تعالی دې.
د «إله» معنی مألوه، یعنی معبود دې، نو ټول هغه عبادتونه او بندګۍ چه د الله تعالی پرته بل چا ته کیږي هغه باطل عبادت دې، او هغه څوک چه د الله تعالی پرته د بل چا عبادت او بندګي کوي هغه مشرک او کافر ګڼل کیږي، لکه چه الله Y فرمایي:﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [المؤمنون: 117].
ترجمه: او هغه څوک چه د الله Y سره بل معبود هم رابلي چه له ده سره هیڅ ډول دلیل ورباندی نشته، نو بیشکه دده حساب کتاب د الله تعالی سره دې، بیشکه شان دادې کافران کامیابیدې او سرفراز کیدې نشي.
نو هیڅ روا نه ده چه د الله Y سره د بل چا عبادت او بندګي وشي، دا بل څوک که لیږل شوې پیغمبر وي، او که کوم مقرّب ملائك وي, او که د نیکانو او اولیاو له جملی څخه کوم ولي وي، او که ونه، یا تیګه وي، او که کوم بل شې وي؛ ځکه عبادت او بندګي یواځی د الله Y حق دې، چه مونږ الله تعالی د همدی خپلی بندګۍ او عبادت لپاره پیدا کړي یو، لکه چه الله Y فرمایي: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56].
ترجمه: ما پيریان او انسانان نه دي پیدا کړي مګر ددي لپاره چه یواځی ځما عبادت او بندګي وکړي.
همداراز فرمايي: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ﴾, أي پیغمبره خلکو ته بیان کړه چه شان دا دې: چه الله Y معبود برحق همدا یو دې.
همداشان فرمایي: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم﴾ [البقرة: 163].
ترجمه: معبود برحق او ستاسو د عبادت او بندګۍ مستحق او لایق یواځی یو معبود دې، نشته بل مستحق د عبادت او بندګۍ مګر یو الله U دې چه ډیر زیات مهربان او ډیر بخښونکې دې.
همداراز الله تعالی په ځاي کښی فرمایي: ﴿هُوَ الْحَيُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [غافر: 65].
ترجمه: الله Y هغه ذات دې چه دایمی او ازلي ژوندې دې، نو نشته مستحق د عبادت او بندګۍ مګر یو الله تعالی دې، نو همدغه الله راوبلۍ او چیغی ورته ووهۍ، په داسی حال کښی چه خالص کوونکي یاست الله لره د خپلی عبادت او بندګۍ.
او همدا د توحید معنی ده، او هغه دا چه الله تعالی په عبادت او بندګۍ کښی یو وګڼل شي، او یواځی دهمهغه عبادت او بندګي وشي، نو مونږ یواځی د همغه الله تعالی عبادت او بندګي کوو چه یو دې او هیڅ ډول شریک او برخَوال نلري.
او دهمدی توحید د تحقیق او پلي کولو لپاره الله Y ټول پیغمبران رالیږلي دي، او همدا توحید د (لا إلهَ إلاَّ الله) معنی ده، لکه چه الله Y فرمایي: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25].
ترجمه: مونږ نه دې لیږلې پخوا له تا څخه هیڅ یو پیغمبر مګر مونږ ورته وحي کړی ده ددي خبری چه شان دا دې نشته لایق د عبادت او بندګۍ مګر همدا زه یم، نو یواځی ځما عبادت او بندګي وکړۍ.
همدا شان الله I په بل ځای کښی فرمایي: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36].
ترجمه: او بی شکه مونږ لیږلي دي په هر امت کښی یو یو پیغمبر په دي خبره چه یواځی د یو الله Y عبادت او بندګي وکړۍ اود طواغیتو له عبادت او بندګۍ ځینی ځان وساتۍ.
الله Y د خپل کتاب په بیلابیلو ځایونو کښی د پخوانیو پیغمبرانو او دهغوﺉ د قومونو قیصی بیان کړي دي، او دا یي راته واضحه کړی ده چه ددغه ټولو پیغمبرانو لمړنې دعوت او مسأله توحید او د الله تعالی یووالي ته بلنه وه، او هم یی راته دهغه مومنانو ښه انجام بیان کړې دې چه د پیغمبرانو دعوت او بلنه یي منلی وه، او دهغه کفارو بد انجام یي راښوولې دې چه پیغمبرانو ته يي دروغجن ویلي وو، او د الله تعالی سره یي شرک کړې وو، حال دا چه په دغه شرک باندي د الله تعالی لخوا ورته هیڅ کوم دلیل نه وو راغلې.
لکه چه الله تعالی فرمایي: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الأعراف: 59].
ترجمه: بیشکه یقیناً مونږ لیږلې وو نوح u خپل قوم ته پیغمبر، نو هغه ورته ویلي وو: أی ځما قومه! عبادت او بندګي وکړۍ یواځی د یو الله تعالی؛ ځکه نشته تاسو لپاره بل رښتينې مستحق د عبادت او بندګۍ پرته د الله تعالی څخه بل څوک، بیشکه زه ویریږم پر تاسو د عذاب د هغه ورځی لوي څخه چه قیامت دې.
همداشان دهود u په هکله فرمايي: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾ [الأعراف: 65].
ترجمه: او لیږلې مو وو عادیانو ته د هغوﺉ نسبي ورور هود u نو هغه ورته ویلي وو: أي ځما قومه! یواځی د یو الله تعالی عبادت او بندګي وکړۍ؛ ځکه نشته تاسو لپاره د الله تعالی پرته بل معبود برحق، نو آیا تاسو له دغه الله تعالی څخه نه ویریږۍ؟.
او د صالح u په هکله فرمايي: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: 73].
ترجمه: او لیږلې مو وو ثمودیانو ته د هغوﺉ نسبي ورور صالح u نو هغه ورته ویلي وو: أي ځما قومه! یواځی د یو الله تعالی عبادت او بندګي وکړۍ؛ ځکه نشته تاسو لپاره بل د عبادت او بندګۍ مستحق پرته له الله Y څخه.
همداراز دشعیب u دقوم په هکله الله تعالی فرمایی: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: 85].
ترجمه: او د مدین اوسیدونکو ته الله د هغوﺉ نسبي ورور شعیب u لیږلې وو, نو هغه ورته ویلي وو: أي ځما قومه! یواځی د یو الله تعالی عبادت او بندګي وکړۍ؛ ځکه نشته تاسو لپاره بل د عبادت او بندګۍ مستحق پرته له الله Y څخه.
او د ابراهیم u نه هم دغه شان الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حکایت کوي او فرمایي: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ*إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾ [الزخرف: 26-27].
ترجمه: او یاد کړه هغه وخت چه ویل ابراهیم u خپل پلار او قوم ته: بیشکه زه له هغه چا څخه بیزار یم چه تاسو یي عبادت او بندګي کوۍ، مګر خو بیزار نه یم د هغه الله تعالی نه چه زه یي پیدا کړې یم، نو همهغه به راته سمه لار راوښايي.
همداشان الله تعالی فرمایی: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 133].
ترجمه: آیا تاسو هغه وخت حاضر وۍ کله چه یعقوب u ته مرګ راغې، او کله چه یي خپلو ځامنو ته وویل: له ما نه وروسته به د چا عبادت او بندګي کوۍ؟ ځامنو يي ورته وویل: مونږ به دهغه الله عبادت او بندګي کوو چه ستا معبود دې او هم ستا دپلرونو معبود دې، چه دغه ستا پلرونه ابراهیم اسماعیل او اسحاق علیهم السلام دي، په داسی حال کښی چه ددوي د ټولو معبود همدا یو الله تعالی وو، او مونږ هم همدغه الله تعالی ته غاړه ایښودونکي یو.
همدغه ډول بلنه یوسف u هم خپلو د محبس زندان ملګرو ته وړاندی کړه لکه چه فرمایي: ﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [يوسف: 39[.
یعنی آیا مختلف او بیلابیل معبودان ښه دي چه عبادت او بندګي یی وشي او که یواځی یو الله Y چه یو دې او هم قهار دې.
او همدغه دعوت او بلنه زمونږ د خوږ پیغمبر محمد r هم وه لکه چه الله Y ورته فرمایي: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ* قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧-١٠٨[.
ترجمه: مونږ ته- أي محمده!- نه یي لیږلې مګر خو مو لیږلې یي رحمت د عالمیانو لپاره، ورته ووایه أي پیغمبره! بیشکه ما ته وحي کیږي ددي خبری چه بیشکه ستاسو معبود یو الله تعالی دې، نو آیا تاسو غاړه ایښودونکي یاست هغه ته؟
زمونږ پیغمبر محمد r هم په مکه مکرمه کښی دخپل دعوت شروع له توحید څخه کړی وه، خپل قوم یي دیته راوبللو چه)لا إلهَ إلا اللهُ(کلمه ووایي او د بتانو له عبادت او بندګۍ څخه ځان وساتي، نو هغوﺉ اکثرو يي لویي وکړه، او د توحید دعوت له قبلولو څخه یي انکار وکړ، لکه چه الله تعالی فرمایي: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ*وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ﴾[الصافات: ٣٥–٣6].
ترجمه: بیشکه دی کافرو ته چه به وویل شو: چه نشته لایق دعبادت او بندګۍ مګر یواځی یو الله تعالی دې، نو دوي یي له منلو څخه انکار او لویي کوي، او وايي: آیا مونږ پریږدو خپل معبودان د یو داسی شاعر په خاطر چه پخپله لیونې هم دې.
نو الله تعالی ورته جواب ورکوي او فرمايي چه: ﴿بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الصافات: ٣7]، یعنی بلکه هغه څه چه دی پیغمبر راوړي دي حق دي او د تیرو پخوانیو پیغمبرانو تصدیق یي کړې دې.
نو د توحید کلمه دحق کلمه ده، کومی ته چه له رسول الله صلی الله علیه وسلم څخه پخوانیو پیغمبرانو هم بلنه ورکړی وه، او همدا زمونږ د خوږ پیغمبر محمد صلی الله علیه وسلم بلنه هم ده، او د قریشو کافران هم پدي پوهیدل چه د توحید کلمی معنی هم دا ده چه د الله تعالی پرته د بل هر چا عبادت او بندګي پریښودل شي، او توحید تر هغه پوری نه پلې کیږي چه له شرک څخه پوره اجتناب او ځان ساتنه نه وي ورسره شوي، او هم دا د «لا إله إلاَّ الله» معنی ده.
وعن عُمَر بنِ الخَطَّاب رضِي الله عنه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم قال:((أُمِرْتُ أن أُقاتِلَ الناسَ حتى يقولوا: (لا إلهَ إلا اللهُ) فمَن قال: (لا إلهَ إلا اللهُ) عَصَم مِنِّي مالَه ونَفْسَه إلا بحَقِّه، وحسابُه على اللهِ))متفق عليه.
له دوهم خلیفه عمر فاروق رضی الله عنه څخه روایت دې هغه وايي: بیشکه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمایلي دي: ما ته په جهاد باندي امر شوې دې تر دی چه خلک د توحید کلمه »لا إله إلاَّ الله« ووايي، او هر چا چه دغه د »لا إله إلاَّ الله« کلمه وویله نو د هغه مال او وینه محفوظه شوه، مګر هغه وخت به محفوظه نه وي کچيري یي بل حق ورباندی واوخت لکه: قصاص، او داسی نور، او نور حساب کتاب یي د الله تعالی سره دې. دا حدیث شریف په صحیح بخاری او صحیح مسلم شریف کښی دې.
او کله چه رسول الله صلى الله عليه وسلم د وخت پاچاهانو ته دعوتي خطونه استول نو هغوﺉ يي پکښی توحید او د الله تعالی یووالي ته راوبلل، لکه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما روایت کوي چه بیشکه رسول الله صلى الله عليه وسلم د روم پاچا هرقل ته لیک واستولو، او پکښی يي ولیکل:
((بسم الله الرحمن الرحيم، من مُحمَّدٍ رسولِ اللهِ إلى هِرَقْلَ عَظيمِ الرُّومِ، سَلامٌ على مَن اتَّبَعَ الهُدَى أمَّا بعدُ: فإنِّي أدعوكَ بدِعايةِ الإسلامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ أجْرَك مَرَّتين، فإن تَوَلَّيْتَ فإنَّ عليكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ، و﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ٦٤])). متفق عليه.
ترجمه: د ډیر مهربانه او بخښونکي الله Y په نامه، دا لیک د محمد رسول الله لخوا د رومیانو مشر هرقل ته: دحق په پیروانو دي سلام وي، أما بعد:
بیشکه زه تا ته د اسلام دعوت درکوم، ته مسلمان شه، نو ددنیوي او أخروي عذابونو او خجالتونو څخه به بچ شی، مسلمان شه؛ الله تعالی به درته دوه ځلی أجر درکړي، او که دي له دي بلنی څخه مخ واړولو، نو پر تا باندي د ټولو أریسیینو ګناه بار ده، او اي اهل کتابو! راشۍ د هغه کلمی منلو ته چه زمونږ او ستاسو تر منځ برابره او اتفاقي ده، او هغه دا چه مونږ او تاسو ټول به عبادت او بندګي نه کوو مګر د یو الله تعالی بندګي به کوو، او له هغه سره به هیڅ شې شریک او برخوال نه منو، او نه به پخپل منځ کښی یو بل سره په خدايي او الوهیت باندي نیسو پرته له الله تعالی څخه، نو که دي اهل کتابو ددي دعوت او بلنی څخه مخ واړولو نو ورته ووایه: چه تاسو ګواهان شۍ چه مونږ خو مسلمانان او همدغه دالله تعالی حکم ته غاړه ایښودونکي یو. دا حدیث شریف په صحیح بخاري او صحیح مسلم شریف کښي دې.
او رسول الله صلى الله عليه وسلم همدا ډول لیکونه د فارس پاچا کسرا، او دقبطیانو پاچا مقوقس، د حبشی پاچا، په عمان کښی جیفر او عیاذ ابنی الجلندي ته، او په یمامه کښی هوذة بن علي ته، او په هجر کښی منذر بن ساوا ته، او ابن أبي شمر الغساني ته ولیږل، کوم چه د رسول الله صلى الله عليه وسلم په زمانه کښی د خپلو خپلو ملکونو پاچاهان وو.
او په صحیح مسلم شریف کښی د انس بن مالک رضي الله عنه په حدیث کښی راغلي دي چه رسول الله صلى الله عليه وسلم د هغه وخت هر پاچا ته لیکونه واستول چه په دغه لیکونو کښی یي هغوﺉ د الله تعالی عبادت او بندګۍ ته راوبلل.
او د ابن عباس رضي الله عنهما څخه روایت دې چه بیشکه رسول الله صلى الله عليه وسلم چه کله معاذ رضي الله عنه یمن ته استولو نو ورته یي وویل: یقیناً ته داسی خلکو ته ورتلونکې یي چه هغوﺉ اهل کتاب دي، نو ته يي لمړې دي ته راوبله چه هغوﺉ الله تعالی په ربوبیت او الوهیت او عبادت کښی یو ومني.
نو توحید او د الله تعالی یو منل په اسلام کښی د شاملیدلو لمړنۍ دروازه ده، او له توحید پرته هیڅ څوک مسلمانیدې نشي، او هر کله چه یو څوک داسی یوه ګناه وکړي چه دا توحید له منځه وړي نو هغه کافر او مشرک کیږي، او د اسلام له مقدس دین څخه بهر شمارل کیږي.
وعن مُعاذِ بن جَبَل رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له:
((يا مُعاذُ! أتدري ما حَقُّ اللهِ على العِبَادِ))؟
قال مُعاذٌ: اللهُ ورسولُه أعلمُ.
قال:((حقُّ اللهِ على العبادِ أن يَعْبدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا)).
ثم قال له: ((يا مُعاذُ! أتدري ما حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فعلوا ذلكَ؟)).
قال معاذٌ: اللهُ ورسولُه أعلمُ.
قال:((حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فعلوا ذلك أن لا يُعَذِّبَهم)).متفق عليه.
ترجمه: معاذ بن جبل رضي الله عنه وايي: بیشکه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورته وویل: أي معاذه! ته پوهیږي چه د الله تعالی حق پخپلو بندګانو باندي څه دې؟
معاذ رضي الله عنه ورته وویل: الله تعالی او دهغه رسول پری ښه خبر دې.
نو رسول الله صلى الله عليه وسلم ورته وویل: د الله تعالی حق پر خپل بندګانو دا دې چه بندګان د الله تعالی عبادت او بندګي وکړي، او له هغه سره هیڅ شې شریک او برخوال نکړي.
بیا رسول الله صلى الله عليه وسلم وویل: معاذه! آیا ته پوهیږی چه که بندګان دالله تعالی دغه حق أدا کړي، نو ددغه بندګانو حق پر الله تعالی څه دې؟
هغه ورته ورته بیا وویل: چه الله تعالی او دهغه رسول صلى الله عليه وسلم پری ښه پوهیږي.
نو رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرمایل: ددغه بندګانو چه کله دوﺉ د الله تعالی حق أدا کړي، نو ددوﺉ حق پر الله تعالی باندي دا دې چه دوﺉ ته عذاب ورنکړي.
دا حدیث شریف په صحیح مسلم او صحیح بخاري شریف کښی دې.
نو کله چه یو بنده دا ګواهي وکړي چه «لا إله إلاَّ الله» نو ده په حقیقت کښی داسی ګواهي وکړه چه د الله تعالی پرته ټول هغه څه چه عبادت او بندګي یي کیږي باطل شیان دي، او پخپل ځان یي هم په دي ګواهي وکړه چه دې به پخپله د الله تعالی پرته د بل هیچا عبادت او بندګي نکوي، او خپل عبادت او بندګي به خاص یو الله تعالی ته ځانګړی کوي، او همدا هغه اسلام دې چه الله تعالی یي له خپلو بندګانو څخه غواړي، لکه چه فرمایي: ﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [غافر: ٦٦].
ترجمه: ووایه اي پیغمبره! بیشکه زه د الله تعالی لخوا له دی نه منع شوې یم چه عبادت او بندګي وکړم دهغه چا چه تاسو یي عبادت او بندګي کوﺉ پرته له الله تعالی څخه، او هغه وخت منع شوې یم چه کله راغلي دي ماته واضحه دلایل زما د پروردګار لخوا، او ما ته امر او حکم ددی شوې دې چه زه غاړه کیدم پروردګار د عالمیانو ته.
همداراز الله تعالی فرمایي: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: ٥].
ترجمه: دی خلکو ته امر نه دې شوې مګر خو امر شوې دوﺉ ته ددي خبری چه دوﺉ دی عبادت اوبندګي کوي یواځی د الله تعالی، په داسی حال کښی چه خالص کونکي وي دوﺉ الله تعالی ته د عبادت خپل، او ولاړ وي په حق، او مایل نه وي باطل خوا ته، او بل ددی امر شوې دې دوﺉ ته چه پوره په خپل وخت به أدا کوي د ټولو حقوقو سره لمونځ، او ورکوي به زکات، او همدا مضبوط دین دې.
همداشان الله تعالی په بل ځاي کښی فرمایي: ﴿فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [غافر: ١٤[.
ترجمه: نو وبلۍ تاسو یواځی الله تعالی لره په داسی حال کښی چه خالص کونکي یاست یو الله تعالی لپاره د عبادت او بندګۍ خپلی، اګر که بد ګڼي دا کار کافران.
او الله Y په بل ځاي کښی فرمایي: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ*وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ*وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: ١٠٤-١٠٦].
ترجمه: ووایه اي پیغمبره! اي خلکو که چیری یاستۍ تاسو په شک کښی زما له دین څخه، نو )زما خبره واورۍ(: زه عبادت او بندګي نه کوم د هغه چا چه تاسو یي عبادت او بندګي کوﺉ پرته له الله تعالی نه، ولکن زه عبادت او بندګي کوم یواځی د الله عز وجلّ، هغه الله تعالی چه تاسو ته مرګ راولي، او ما ته امر شوې دې ددي چه زه له مؤمنانو څخه شم ، او ما ته امر شوې دې ددي چه سم کړه مخ خپل دین د الله تعالی ته په داسی حال کښی چه ولاړ یي پر حق او مایل نه يي باطل خوا ته، او مه کیږه ته له مشرکانو څخه، او مه رابله پرته له الله تعالی هغه څوک چه ګټه نشي رسولې تاته، او نه ضرر رسولې شي تاته، که دغه کار دی وکړ نو بیشکه ته به په دغه وخت کښی له ظالمانو څخه یي.
خلاصه او لنډه دا چه:
- د «لا إله إلاَّ الله» معنی دا ده چه: نشته معبود برحق مګر خو یو الله تعالی دې.
- توحید تر هغه پوری نشي پلی کیدې چه تر څو له شرک څخه ځان ونه ژغورل شي.
- زمونږ د پیدایش هدف: یواځی د یو الله تعالی بندګي کول چه شریک او برخَوال ورسره پکښی نه وي.
- هغه څوک چه د الله تعالی پرته د بل چا عبادت او بندګي وکړي هغه مشرک او کافر ګڼل کیږي.
- هر پیغمبر خپل قوم توحید ته رابللې او له شرک څخه يي د ځان ساتلو امر ورته کړې دې.
- د رسول الله صلى الله عليه وسلم اصلي دعوت او بلنه هم توحید ته وه، او په شروع کښی یي خپل قوم توحید ته راوبللو، او د وخت پاچاهانو ته يي هم لیکونه واستول چه هغوﺉ ته يي پکښی د توحید دعوت ورکړې وو، او خپلو ملګرو ته یي هم امر کړې وو چه دهغوﺉ ددعوت لمړې ټکې دی توحید ته بلنه وي.
- د الله تعالی حق پر بندګانو هم همدا توحید دې.
- هغه څوک چه په ربوبیت او عبادت او بندګۍ کښی الله تعالی یواځی یو ونه مني، نو هغه مسلمان کیدې نشي، اګر که ځان ته مسلمان هم ووایي.