تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدرسُ الخامسُ: بيانُ معنَى دينِ الإسلامِ


عبد الله الداخل
_21 _March _2013هـ الموافق 21-03-2013م, 06:20 PM
الدرسُ الخامسُ: بيانُ معنَى دينِ الإسلامِ


قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: 19].
وقال تعالى:﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)﴾ [آل عمران: 85].
وقال تعالى: ﴿فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ [الحج: 34].
وقال تعالى: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران: 20].
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ [النساء: 125].

والإسلامُ معناه: إخلاصُ الدينِ للهِ عز وجل والانقيادُ لأوامرِه وأحكامِه.
وهو عقيدةٌ وشَريعةٌ؛ فالعقيدةُ مَبْناها على العلمِ الصحيحِ، والشريعةُ أحكامٌ يَجِبُ على العبدِ امتثالُها.
قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5].
فلا يكونُ العبدُ مُسلمًا حتى يَجْمَعَ أمرين:
الأمر الأول: إخلاص الدينِ للهِ عز وجل؛ فيُوَحِّدُ اللهَ ويَجْتَنِبُ الشِّركَ.
الأمر الثاني: الانقياد للهِ تعالى، بامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ.
فمَن وحَّد اللهَ وانقادَ لأوامرِه فهو مُسْلِمٌ.
وبهذا تَعْرِفُ أن المُشْرِكَ غيرُ مسلمٍ؛ لأنه لم يُخْلِصِ الدينَ للهِ عز وجل.
والمُسْتكبِرُ عن عبادةِ اللهِ غيرُ مُسلمٍ؛ لأنه مُمْتنِعٌ غيرُ مُنقادٍ لأوامرِ اللهِ جل وعلا.
قال اللهُ تعالى: ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173)﴾[النساء: 172–173].
فصل: والمسلمون يتفاضلون في حسن إسلامِهم بتفاضُلِهم في الإخلاصِ، وحُسنِ الانقيادِ، فهُم على مراتبِ الدين الثلاثةِ التي بَيَّنَها النبيُّ صلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كَمَا فِي حديثِ جبريلَ الطويلِ، وهي:
1: مَرْتبةُ الإسلامِ.
2: مَرْتبةُ الإيمانِ.
3: مَرْتبةُ الإحسانِ.
وأفضلُ هذه المَراتبِ مَرْتبةُ الإحسانِ، ثم مَرْتبةُ الإيمانِ، ثم مَرْتبةُ الإسلامِ.
فكلُّ مُؤمِنٍ مُسلمٌ، وليسَ كلُّ مسلمٍ مُؤمِنًا.
وأركانُ الإسلامِ خمسةٌ كما في الصحيحين من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَر رضِي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)).
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعَمُودُهُ الصلاةُ، وذِرْوةُ سَنامِه الجِهادُ في سبيلِ اللهِ)) رواه أحمد من حديث مُعاذِ بن جَبَلٍ رضِي الله عنه.

فصل: والمؤمنون يَتفاضلون في إيمانِهم فبعضُهم أكثرُ إيمانًا من بَعْضٍ؛ لأنَّ الإيمانَ تصديقٌ بالقَلْبِ، وقولٌ باللسانِ، وعَمَلٌ بالجوارحِ، يَزِيدُ ويَنْقُصُ.
وكلما كانَ العبدُ أعْظَمَ تصديقًا وأحْسَنَ قَوْلاً وعَمَلاً كان إيمانُه أعظمَ.
وإذا فَعَل العبدُ المَعْصيةَ نقَصَ من إيمانِه؛ فإذا تابَ وأصْلَحَ تابَ اللهُ عليه.
واستكمالُ الإيمانِ وَصَفَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((مَن أحَبَّ للهِ، وأبْغَضَ للهِ، وأعْطَى للهِ، ومَنَعَ للهِ، فقَدِ اسْتَكْمَلَ الإيمانَ)). رواه أبو دَاوُدَ وغيرُه من حديثِ أبي أُمامة البَاهِلِيِّ رضِي الله عنه.
والحُبُّ للهِ أعمُّ من الحُبِّ في اللهِ، فهو يَشْمَلُ مَحَبَّةَ كلِّ ما يُحَبُّ لله جل وعلا من الأشخاصِ والأعمالِ والأقوالِ والأحوالِ والمقاصدِ والأخلاقِ والأَمْكِنَةِ والأزمنةِ وغيرِها.
وكذلك العطاءُ للهِ أعمُّ من أن يكونَ المرادُ به عطاءَ المالِ، بل هو شامِلٌ لكلِّ ما يُعْطَى من مالٍ وَجَاهٍ وعِلْمٍ وجُهْدٍ ووَقْتٍ، وكذلك المَنْعُ.
فمَن كان حُبُّه للهِ، وبُغْضُه للهِ، وعطاؤُه للهِ، ومَنْعُه للهِ، فهو مُؤْمِنٌ مُستكمِلُ الإيمانِ؛ نسألُ اللهَ تعالى من فِضْلِه.

فصل: وأُصولُ الإيمانِ سِتَّةٌ، بَيَّنَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللهِ وملائكتِه وكُتُبِه ورُسلِه واليَوْمِ الآخِرِ وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرِّهِ)).
وهذه الأصولُ يَجِبُ على كلِّ مسلمٍ الإيمانُ بها، ومَن كَفَر بأصْلٍ منها فهو كافرٌ غيرُ مُسلمٍ.
والإيمانُ له شُعَبٌ تَتَفَرَّعُ عن هذه الأصولِ كما تَتَفَرَّعُ الأغصانُ من الشَّجَرة، وكلما كانَ العَبْدُ أكثرَ أخْذًا بخِصالِ الإيمانِ وأعمالِه كانَ أكثرَ إيمانًا؛ فعن أبي هُريرةَ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمَانِ)) رواه مسلم.
فشُعَبُ الإيمانِ هي خِصالُه وأجزاؤُه، ومنها قلبيٌّ وقوليٌّ وعمليٌّ، وقد مثَّل النبيُّ صلى الله عليه وسلم لكلِّ نوعٍ بمثالٍ: فقولُ (لا إلهَ إلا اللهُ) قولٌ باللسانِ، وإماطةُ الأذى عَمَلٌ، والحياءُ عَمَلٌ قَلْبِيٌّ.
وقد يَجْمَعُ العَبْدُ شُعَبًا من الإيمانِ وشُعَبًا من النِّفاقِ فيَكونُ فيه بَعْضُ خِصالِ النِّفاقِ حتى يَدَعَها، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((أرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خَالِصًا، ومَن كانتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانت فيه خَصْلَةٌ من النِّفاقِ حتى يَدَعَها؛ إذا اؤتُمِنَ خانَ، وإذا حدَّث كَذَب، وإذا عاهَدَ غَدَر، وإذا خاصَمَ فَجَرَ)). متفق عليه.

فصل: والإحسانُ بيَّنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((الإحسانُ أن تَعْبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)).
وقد خَلَقَنَا اللهُ تعالى ليَبْلُوَنا أيُّنَا أحْسَنُ عَمَلاً؛ وقد أخبرنا الله تعالى أن من مقاصد خلقه إيانا أن يبلونا أينا أحسن عملا كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [هود: 7].
وقال تعالى:﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك: 2]، قال فُضَيْلُ بنُ عِيَاضٍ: (﴿أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ أي أخلصه وأصوبه).
فالعَمَلُ لا يَكونُ حَسَنًا حتى يَكُونَ خَالِصًا للهِ تعالى، وصَوَابًا على سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
واتِّباعُ هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَعْصِمُ العَبْدَ من الغُلُوِّ والتفريطِ.
وبهذا تَعْلَمُ أنَّ من نواقضِ الإحسانِ: الشِّرْكَ والبِدْعَةَ والغُلُوَّ والتفريطَ.
فالمُشْرِكُ مُسِيءٌ غَيْرُ مُحْسِنٍ، وكذلك المُبْتَدِعُ والغَالي والمُفَرِّطُ.

والإحسانُ على دَرَجتينِ:
الإحسانُ الوَاجِبُ: وهو أداءُ العِباداتِ الوَاجِبَةِ بإخلاصٍ ومتابعةٍ بلا غُلُوٍّ ولا تَفْريطٍ.
والإحسانُ المُسْتَحَبُّ: وهو التَّقَرُّبُ إلى اللهِ تعالى بالنَّوافِلِ، وتَكْمِيلُ مستحَبَّاتِ العباداتِ وآدابِها، والتَّوَرُّعُ عن المُشْتَبِهاتِ والمَكْرُوهاتِ؛ فيَعْبُدُ اللهَ كأنه يَرَاهُ؛ فيَجْتَهِدُ في أداءِ العباداتِ على أحسنِ وُجوهِها بما يَتَيَسَّرُ له؛ فلا يُكَلِّفُ نفسَه ما لا يُطِيقُ، ولا يُفَرِّطُ بتَرْكِ ما يَتَيَسَّرُ له من العباداتِ التي تُقَرِّبُه إلى اللهِ تعالى.
والإحسانُ يَكونُ في كلِّ عِبادةٍ بحَسَبِها، ويَجْمَعُ ذلك: قُوَّةُ الإخلاصِ وَحُسْنُ اتِّباعِ هَدْيِ النبيِّ صلَّى الله عَليهِ وَسَلَّمَ فِي تلكَ العِبَادةِ:
● فإِحسانُ الوُضوءِ يَكونُ بإِسباغِه وتكميلِ فروضِه وآدابِه وعدمِ مُجاوَزَةِ الحَدِّ المَشْروعِ من الغَسَلاتِ.
● وإحسانُ الصلاةِ يكونُ بإقامتِها وأدائِها في أوَّلِ وَقْتِها بخُشوعٍ وطُمأنينةٍ وحُضورِ قَلْبٍ، ويُصَلِّيها صَلاةَ مُوَدِّعٍ، فيُكَمِّلُ فُروضَها وسُنَنَها كأنه يَرَى اللهَ عز وجل.
● وإحسانُ الزَّكَاةِ والصَّدقةِ أنْ يُؤدِّيَ ما يَتصدَّقُ به مُتقرِّبًا إلى اللهِ عز وجل يرجو رَحْمتَه ويَخْشَى عذابَه، لا يُريدُ مِمَّن أحْسَنَ إليه جَزاءً ولا شُكورًا، ولا يُتْبِعُ نفقتَه مَنًّا ولا أَذًى، ويَتحرَّى إخراجَ الطَّيِّبِ من المالِ، فلا يُخرِجُ رديئَهُ وما تَعافُه النَّفْسُ، ولا يَمْطُلُ بصدقتِه ولا يُعَسِّرُ على المُحتاجِ في أَخْذِها، ولا يَتعالَى عليه، ولا يُسَمِّعُ بنَفَقتِه ولا يُرائِي بها.
وهكذا في سائرِ العباداتِ والمُعاملاتِ؛ يَنْبغِي للعبدِ أن يَتحرَّى الإحسانَ فيها ما استطاعَ ويَتَّبِعَ هَدْيَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في ذلك.
ومَن تَحرَّى الإحسانَ وحَرَصَ عليه وسَأَلَ اللهَ تعالى الإعانةَ عليه رُجِيَ له أن يُوَفَّقَ للإحسانِ، قال أبو الدَّرْداءِ رضِي اللهُ عنه: (إِنَّمَا العِلْمُ بالتَّعلُّمِ والحِلْمُ بالتَّحلُّمِ، ومَن يَتَحَرَّ الخيرَ يُعْطَه، ومَن يَتَوقَّ الشَّرَّ يُوقَه).
وأبوابُ الإحسانِ كثيرةٌ، ففي صَحيحِ مُسلمٍ من حديثِ شَدَّادِ بنِ أَوْسِ بنِ ثابتٍ رضِي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ اللهَ كتَبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ؛ فإذا قَتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنوا الذِّبْحةَ، وَلْيُحِدَّ أحدُكُم شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبيحَتَهُ)).
فالإحسانُ مكتوبٌ على كلِّ شيءٍ، وإحسانُ كلِّ شيءٍ بحَسَبِه، وقد بَيَّن النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم هنا الإحسانَ في الذَّبْحِ، فمَن خالَفَ هَدْيَه فلم يُحِدَّ السِّكِّينَ ولم يُرِحْ ذَبِيحَتَهُ فليسَ بمُحْسِنٍ في ذَبْحِه.
وهذا مِمَّا يُبيِّنُ أهَمِّيَّةَ الفِقْهِ في الدينِ، فبه يَعْرِفُ طالبُ الإحسانِ هَدْيَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في العِباداتِ والمُعاملاتِ؛ فيَعْرِفُ هَدْيَهُ في الوُضوءِ والصَّلاةِ والصدقةِ والصيامِ والحجِّ والجهادِ والبُيوعِ والطَّعامِ والشَّرابِ والنَّوْمِ والنِّكَاحِ والمُعاشَرَةِ والبِرِّ والصِّلَةِ ومُعاملةِ الناسِ على اختلافِ أصنافِهم، وهكذا في سائرِ الأمورِ.
ولا يُدرِكُ العبدُ مَرْتبةَ الإحسانِ إلا بإعانةِ اللهِ وتَوْفيقِه، ولذلك شُرِعَ للعبدِ أن يَدْعُوَ دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ: ((اللهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادتِكَ)).
فحاجةُ العبدِ إلى إعانةِ اللهِ تعالى له على الإحسانِ دائمةٌ مُتكرِّرةٌ.

كليم
_5 _June _2013هـ الموافق 5-06-2013م, 08:13 PM
پانچواں سبق: دین اسلام کامعنیٰ
اللہ تعالیٰ نے فرمایا:''ِانَّ الدَّیْنَ عِنْدَاللّٰہِ الِاسْلامُ ۔''(آلِ عمران/١٩)
'' بے شک اللہ تعالیٰ کے ہاں دین اسلام ہی (مقبول)ہے ۔''
اور اللہ تعالیٰ نے ارشاد فرمایا : '' وَمَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الِاسْلَامِ دِیْنًافَلَنْ یُقْبَلَ مِنْہُ وَھُوَ فِی الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِیْنَ ۔''( آل عمران/٨٥)
'' جو شخص اسلام کے سوا اور دین تلاش کرے اس کا دین قبول نہ کیا جائے گا اور وہ آخرت میں نقصان پانے والوں میں سے ہو گا ۔''
اور اللہ تعالیٰ نے فرمایا:'' فَِلٰہُکُمْ ِلٰہ وَاحِد فَلَہُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِیْنَ ''۔(الحج/٣٤)
''سمجھ لوکہ تم سب کامعبودِبرحق صرف ایک ہی ہے تم اسی کے تابع فرمان ہوجائوعاجزی کرنے والوںکوخوشخبری سنادیجئے۔''
اوراللہ تعالیٰ نے فرمایا:''وَمَنْ أَحْسَنُ دِیْناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْہَہُ للہ وَہُوَ مُحْسِن'' ۔ (النسائ/١٢٥)
''باعتباردین کے اس سے اچھاکون ہے؟جواپنے آپ کواللہ کے تابع کردے اورہوبھی نیکوکار۔''
اسلام کا معنیٰ ہے : کہ اطاعت خالص اللہ تعالیٰ کے لئے ہو اور اس کے احکام وفرامین کی تابعداری ہو ،اور اسلام نام ہے عقیدے اور شریعت کا،چنانچہ عقیدہ کی بنیادہمیشہ صحیح علم پر ہوتی ہے ۔ہر بندے پر واجب ہے کہ احکامِ شریعت کی پیروی کرے ۔
اللہ تعالیٰ نے فرمایا: ''وَمَا أُمِرُوا ِلَّا لِیَعْبُدُوا اللَّہَ مُخْلِصِیْنَ لَہُ الدِّیْنَ حُنَفَاء وَیُقِیْمُوا الصَّلَاةَ وَیُؤْتُوا الزَّکَاةَ وَذَلِکَ دِیْنُ الْقَیِّمَةِ ''۔(البینہ/٥)
''انہیں اس کے سواکوئی حکم نہیں دیاگیاکہ صرف اللہ کی عبادت کریں اسی کے لیے دین کوخالص رکھیں،ابراہیم حنیف کے دین پراورنمازکوقائم رکھیںاورزکوة دیتے رہیں،یہی ہے دین سیدھی ملت کا۔''
چنانچہ بندہ اس وقت تک مسلمان نہیں ہو سکتا جب تک وہ دو کاموں کو اکٹھا نہ کر لے:
پہلا کام : دین کو اللہ تعالیٰ کے لئے خالص کرنا ، چنانچہ اللہ کی توحید کو مانے اور شرک سے دور رہے ۔
دوسرا کام: اللہ تعالیٰ کی اطاعت کرے ، کہ اس کے حکم کو بجا لائے اور جن کاموں سے روکا گیا ہے ان سے بچا رہے ۔
چنانچہ جس نے اللہ تعالیٰ کی توحید کو مان لیا اور اس کے حکم کی تابعداری کر لی وہی مسلمان ہے ۔
( اس قاعدے کو سمجھنے سے) تمہیں یہ بات معلوم ہو گئی کہ شرک کرنے والامسلمان نہیں ہو سکتا ۔اس لئے کہ اس نے دین کو (اطاعت کو ) اللہ تعالیٰ کے لئے خالص نہیں کیا ۔اور اللہ تعالیٰ کی اطاعت سے تکبر کرنے والا بھی مسلمان نہیں ہوتا ۔اس لئے کہ وہ اللہ تعالیٰ کے احکام کی اطاعت وپیروی سے منہ موڑے ہوئے ہے ۔
اللہ تعالیٰ نے فرمایا: لَّن یَسْتَنکِفَ الْمَسِیْحُ أَن یَکُونَ عَبْداً لِّلّہِ وَلاَ الْمَلآئِکَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن یَسْتَنکِفْ عَنْ عِبَادَتِہِ وَیَسْتَکْبِرْ فَسَیَحْشُرُہُمْ ِلَیْہِ جَمِیْعاً، فَأَمَّا الَّذِیْنَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَیُوَفِّیْہِمْ أُجُورَہُمْ وَیَزیْدُہُم مِّن فَضْلِہِ وَأَمَّا الَّذِیْنَ اسْتَنکَفُواْ وَاسْتَکْبَرُواْ فَیُعَذِّبُہُمْ عَذَاباً أَلُیْماً وَلاَ یَجِدُونَ لَہُم مِّن دُونِ اللّہِ وَلِیّاً وَلاَ نَصِیْراً۔(النسائ/١٧٢ـ١٧٣)
''مسیح(علیہ السلام)کواللہ کا بندہ ہونے میںکوئی ننگ وعاریاتکبروانکارہرگزہوہی نہیںسکتااورنہ مقرب فرشتوںکو۔اس کی بندگی سے جوبھی دل چرُائے اور تکبروا نکار کرے، ا للہ تعالیٰ ان سب کواکٹھااپنی طرف جمع کرے گا۔پس جولوگ ایمان لائے ہیں اور شائستہ اعمال کئے ہیں ان کوان کا پورا پوراثواب عنایت فرمائے گااوراپنے فضل سے انہیں اور زیادہ دے گااور جن لوگوں نے ننگ وعاراورانکار کیا،انہیں المناک عذاب دے گااوروہ اپنے لئے سوائے اللہ کے کوئی حمایتی،اورامدادکرنے والانہ پائیں گے۔''
فصل:
اخلاص اوراطاعت میں مختلف درجات کی وجہ سے، مسلمان حسنِ اسلا م میں بھی مختلف درجات پر ہوتے ہیں ۔چنانچہ تمام مسلمان (عمل کے لحاظ سے) دین کے تین درجات پر ہوتے ہیں ،جس کو نبی اکرم ۖ نے تفصیل سے بیان فرمادیا ہے ۔ اس بات کا تذکرہ حضرت جبرائیل سے مروی لمبی حدیث میں موجود ہے ۔اور یہ تینوں درجے اس طرح ہیں:
(١) مرتبہ اسلام ۔
(٢) مرتبہ ایمان ۔
(٣) مرتبہ احسان ۔
ان تمام مرتبوں میں سب سے افضل مرتبہ احسان کا ہے ، پھر مرتبہ ایمان ،پھر مرتبہ اسلام ، چنانچہ ہر مؤمن مسلمان تو ہے ،البتہ ہر مسلمان مؤمن نہیں ہوتا ۔
اسلام کی بنیاد پانچ کاموں پر ہے ، بخاری ومسلم میں مروی حدیث میںسیدنا عبد اللہ بن عمر رضی اللہ عنہ بیان کرتے ہیں کہ نبی اکرم ۖ نے فرمایا:''بُنِیَ الِاسْلَامُ عَلٰی خَمْسٍ: شہادةِ أن لاالہَ اللّٰہ وان مُحمَّداًرسولُ اللّٰہِ ، واقامِ الصلاةِ، وایتائِ الزکاةِ، وحَجِّ البیتِ، وصَوْمِ رَمَضان''۔
'' اسلام کی بنیاد پانچ کاموں پر ہے :(١)لاالہَ اللّٰہ مُحمَّداًرسولُ اللّٰہِ کی گواہی دینا ،(٢) نماز قائم کرنا ،(٣) زکاة ادا کرنا ،(٤) بیت اللہ کا حج کرنا ،(٥) ماہِ رمضان کے روزے رکھنا ۔''
اور نبی اکرم ۖ نے فرمایا : ''رأسُ الأمرِالاسلامُ، وعَمُودُہُ الصلاةُ، وذِرْوةُ سَنامِہ الجِہادُ فی سبیلِ اللّٰہِ۔''( مسند احمد بروایتسیدنا معاذبن جبل رضی اللہ عنہ )
''معاملے کی بنیاد اسلام ہے ، اس کا بڑا ستون نماز ہے ، اور چوٹی کا کام اللہ کی راہ میں جہاد کرنا ہے ۔''
فصل:
اہلِ ایمان بھی ایمان کے معاملے میں ایک دوسرے سے فضیلت رکھتے ہیں کیونکہ کچھ لوگوں کا ایمان دوسروں سے زیادہ ہوتا ہے ۔ اس لئے کہ ایمان نام ہے دل سے تصدیق کرنے کا ،زبان سے اقرار کرنے کا ، اعضاء جسم سے عمل کرنے کا اور ایمان گھٹتا بڑھتا بھی رہتا ہے ۔
جس قدر بندے کا تصدیق میں مقام اونچا ہو گا اور اس کا قول وعمل زیادہ بہتر ہو گا اس کا ایمان اسی قدر عظیم ہو گا ۔
اور جب بندہ گناہ کرتا ہے تو اس کا ایمان کم ہوجاتا ہے پھر جب توبہ کر لیتا ہے اور اپنی اصلاح کر لیتا ہے تو اللہ تعالیٰ اس کی توبہ قبول فرما لیتا ہے ۔
اور بندہ کمالِ ایمان کو بھی پہنچ سکتا ہے جس کو نبی اکرم ۖ نیسیدنا ابو امامہ رضی اللہ عنہ اور دیگر صحابہ کرام سے مروی حدیث میں یوں ارشاد فرمایا : ''مَن أحَبَّ للّٰہِ، وأبْغَضَ للّٰہِ، وأعْطَی للّٰہِ، ومَنَعَ للّٰہِ، فقَدِاسْتَکْمَلَ الایمانَ۔'' ۔(سنن ابوداود)
'' جس نے اللہ تعالیٰ کی خاطر محبت کی ، اور اللہ کے لئے دشمنی کی ،اوراللہ تعالیٰ کی رضا کے لئے دیا ، اور اللہ کی خاطر روکا اس نے ایمان کو مکمل کرلیا۔''
اور اللہ تعالیٰ کی خاطرمحبت کرنا اللہ سے محبت کرنے سے زیادہ عام اور شامل ہے۔اس میں ہر اس چیزکی محبت شامل ہو جائے گی جس کو بندہ اللہ کی خاطر پسند کرتا ہے ، خواہ وہ افراد ہوں ،اعمال ہوں ، اقوال ہوں،حالات و مقاصد ہوں ،اخلاق ، مکان ، زمان یا کوئی اور چیز ہو ۔
اسی طرح اللہ تعالیٰ کی خاطر عطاکا معاملہ ہے یہ مال عطا کرنے کے مقابلے میں زیادہ عام ہے ۔ بلکہ وہ ہراس چیز کو شامل ہے جو دی جاسکتی ہے ۔مثلاً: مال ،جاہ ، علم، محنت ، اور وقت وغیرہ اور یہی صورتِ حال منع کرنے اور روکنے کے ساتھ ہے۔
چنانچہ جو شخص اللہ تعالیٰ کے لئے محبت کرے ، اللہ تعالیٰ کے لئے اس کی دشمنی ہو، اللہ تعالیٰ کی رضا کے لئے دیتا ہو ، اسی کی رضا کے لئے منع کرتا ہو ، وہ مکمل ایمان والا مؤمن ہے ۔ ہم اللہ تعالیٰ سے اس کے فضل کے طلبگار ہیں ۔
فصل:
ایمان کی چھ بنیادیں ہیں جن کو نبی اکرم ۖ نے ان الفاظ میں بیان فرمایا:
''الِایْمَانُ أَنْ تُوْمِنَ بِاللّٰہِ وَمَلَائِکَتِہِ وَکُتُبِہِ وَرُسُلِہِ وَالْیَوْمِ الآخِرِوَتُوْمِنَ بِالقَدَرِ خَیْرِوشَرِّہِ۔''
''ایمان یہ ہے کہ تو ایمان لائے اللہ تعالیٰ پر ، اس کے فرشتوں پر ، اس کی کتابوں پر ، اس کے رسولوں پر ، اور آخرت کے دن پر اور یہ کہ تو ایمان لائے اچھی بری تقدیر پر۔''
یہ ایمان کی بنیادیں ہیںہر مسلمان پر فرض ہے کہ ان باتوں پر ایمان لائے ۔ جس کسی نے کسی ایک بنیاد کو بھی ماننے سے انکار کر دیا وہ کافر ہے اور وہ مسلمان نہیں ہو سکتا ۔
اور ایمان کی بھی بہت ساری شاخیں ہیں جو ان بنیادوں سے نکلتی ہیں جس طرح ایک درخت سے بہت ساری شاخیں نکلتی ہیں ۔ اور بندہ جس قدر ایمان کی خصلتوں کو اپنالے گا ، اس کا ایمان بھی اس قدر زیادہ اور مضبوط ہو گا ۔حضرتِ ابو ہریرہ رضی اللہ عنہ بیان کرتے ہیں کہ نبی اکرم ۖ نے ارشاد فرمایا : ''الایمانُ بِضْع وَسَبْعُونَ أوْبِضْع وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُہَاقَوْلُ لااِلَہَ اِلا اللّٰہ، وَأَدْنَاہَا اِمَاطَةُ الأَذَی عَن الطَّرِیقِ، وَالْحَیَائُ شُعْبَة مِن الِایمَان ِ۔'' ( مسلم)
'' ایمان کے ستر یا ساٹھ سے زیادہ شعبے ہیں ان میں سے سب سے افضل شعبہ'' لااِلَہَ اِلا اللّٰہ''کہنا ہے اور سب سے ادنیٰ شعبہ راستے سے تکلیف دہ چیز کو ہٹانا ہے اور حیا بھی ایمان کا ایک شعبہ ہے ۔''
چنانچہ ایمان کے شعبوں سے مراد اس کی خصلتیں اوراجزاء ہیں ، ان میں سے کچھ کاموں کا تعلق دل سے ہے ، کچھ کا زبان سے ہے اور کچھ کا عمل سے ہے ۔آپ ۖ نے ہر قسم میں سے ایک مثال بیان کر دی ہے ۔مثلاً : '' لااِلَہَ اِلا اللّٰہ'' کہنا زبان کا قول ہے ۔تکلیف دہ چیز ہٹانا ایک عمل ہے ،اور حیا کرنا دل کا عمل ہے ۔
ایسا بھی ہو سکتا ہے کہ ایک بندہ ایمان والے کا م کرتاہو اور ساتھ ساتھ اس کے اندر نفاق والے کام بھی پائے جاتے ہوں ، اس میں نفاق والے کام شمار ہوتے رہیں گے جب تک وہ انہیں چھوڑ نہ دے ۔جیسا کہ نبی اکرم ۖ نے ارشاد فرمایا ہے :
((أرْبَع مَن کُنَّ فیہ کانَ مُنافِقاًخَالِصاً، ومَن کانتْ فیہ خَصْلَة منہنَّ کانت فیہ خَصْلَة من النِّفاقِ حتی یَدَعَہا؛اذا اؤتُمِنَ خانَ، واذاحدَّث کَذَب، واذاعاہَدَغَدَر، واذاخاصَمَ فَجَرَ))۔ ( بخاری ومسلم)
'' چار کام جس شخص میں پائے جائیںوہ خالص منافق ہے اور جس شخص میں ان میں سے ایک کام پایا گیا تو وہ ایک کام نفاق کاکام شمار ہو گا ،جب تک وہ اسے چھوڑ نہ دے( اور وہ چار کام یہ ہیں )جب امانت دار بنایا جائے تو خیانت کرے ،جب بات کرے تو جھوٹ بولے ، جب معاہدہ کرے تو وعدے کی خلاف ورزی کرے اور جب جھگڑا کرے تو بدزبانی کرے ۔''
فصل :
احسان کی حقیقت کو نبی اکرم ۖ نے ان الفاظ میں بیان فرمایا:
''الاحسانُ أن تَعْبُدَ اللّٰہَ کأنَّکَ تَرَاہُ، فانْ لم تَکُنْ تَرَاہُ فانَّہ یَرَاکَ''َ
''احسان یہ ہے کہ تو اللہ تعالیٰ کی اس کیفییت کے ساتھ عبادت کرے گویا کہ تو اسے سر کی آنکھوں کے ساتھ دیکھ رہا ہے ، اگر اس مقام تک نہیں پہنچ سکتا تو یہ دھیان ضرور رہے کہ وہ تجھے دیکھ رہا ہے ۔''
اللہ تعالیٰ نے ہمیں اس لئے پیدا کیا ہے کہ وہ ہمیں آزما کر دیکھ لے کہ کون اچھے عمل کرتا ہے ۔اور یہ بات اللہ تعالیٰ نے خود بیان کر دی ہے کہ ہماری پیدائش کے مقاصد میں سے ایک مقصد یہ کہ ہمیں آزمائے کہ کون اچھے کا م کرتا ہے ۔ اللہ تعالیٰ نے فرمایا:''وَہُوَ الَّذِیْ خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِیْ سِتَّةِ أَیَّامٍ وَکَانَ عَرْشُہُ عَلَی الْمَاء لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً۔'' (ھود/٧)
''اللہ ہی وہ ہے جس نے چھ دن میں آسمان وزمین کوپیداکیااوراس کاعرش پانی پرتھاتاکہ وہ تمھیں آزمائے کہ تم میں سے اچھے عمل والاکون ہے؟۔''
نیزاللہ تعالیٰ نے فرمایا:'الَّذِیْ خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَیَاةَ لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَہُوَ الْعَزِیْزُ الْغَفُور۔(الملک/٢)
''جس نے موت اورحیات کواس لیے پیداکیاکہ تمھیں آزمائے کہ تم میں سے اچھے کام کون کرتاہے،اوروہ غالب(اور)بخشنے والاہے۔''
حضرت فضیل بن عیاض رحمہ اللہ نے فرمایا:(احسن عملا) سے مراد ہے کہ وہ عمل اللہ تعالیٰ کے لئے خالص ہو اورآپ ۖ کے طریقے کے عین مطابق ہو۔''
اور صرف وہی عمل '' حسن '' کہلا سکتا ہے جو خالص اللہ تعالیٰ کی خاطر کیا جائے اور نبی اکرم ۖ کی سنت کے مطابق ہو ۔
نبی اکرم ۖ کی تعلیمات کی پیروی بندے کو انتہا پسندی اور کوتاہی سے محفوظ رکھتی ہے ۔اس موقع پر یہ جان لو کہ شرک وبدعت اور انتہا پسندی وکوتاہی یہ سب '' مرتبہ احسان '' کو ختم کر دیتے ہیں ۔ کیونکہ مشرک غلط راہ پر چلنے والا ہے اور یہی کام بدعتی، انتہا پسند اور کوتاہی کرنے والا کرتا ہے ۔
احسان کے دو درجے ہیں :
واجبی احسان : کہ واجبی عبادات کو اللہ تعالیٰ کے لئے اخلاص اورنبی اکرم ۖ کی پیروی میں ادا کیا جائے اور اس میں کسی قسم کی انتہا پسندی اور کوتاہی نہ کی جائے ۔
مستحب احسان : کہ نفل کاموں کے ذریعے اللہ تعالیٰ کا قرب حاصل کیا جائے اور عبادات کے آداب اور مستحبات کاخیال رکھا جائے ۔مکروہ اور مشتبہ کاموں سے بچا جائے چنانچہ بندہ اللہ تعالیٰ کی اس طرح عبادت کرے گویا کہ سر کی آنکھوں سے اسے دیکھ رہا ہے ۔حسب امکان عبادات کی ادائیگی احسن ترین طریقے سے کرنے کی کوشش کرے ۔ اپنی جان پر اتنا بوجھ بھی نہ ڈالے جس کو اٹھانے کی اس میں طاقت نہ ہو اور ان عبادات کو اداکرنے میں کوتاہی بھی نہ کرے جن کو وہ بآسانی ادا کر سکتا ہو۔اور یہ عبادات اسے اللہ تعالیٰ کے قریب کرسکتی ہیں۔
ہر عبادت میں احسان کا اپنا انداز ہو گا البتہ اس کی بنیاد ایک ہی ہے کہ بھر پور طریقے سے اللہ تعالیٰ کے ساتھ اخلاص ہو اور اس عبادت میں خوبصورتی کے ساتھ نبی اکرم ۖ کی اتباع ہو ۔
٭ چنانچہ وضو میں احسان یہ ہے کہ اسے پوری طرح پانی بہا کر کیا جائے اس کے فرائض کی ا دائیگی اورآداب کو مکمل طریقے سے ادا کیا جائے ،اور دھونے میں مقررہ حد سے آگے نہ جایا جائے۔
٭ نماز میں احسان یہ ہے کہ اسے اہتمام کے ساتھ ادا کیا جائے، اول وقت میں اورخشوع اور اطمینان کے ساتھ پڑھا جائے ۔ دل ( اللہ تعالیٰ کے سامنے ) حاضر ہو ۔ زندگی کی آخری نماز سمجھ کر ادا کرے ، پھربندہ نماز کے فرائض اور سنن کو اس طرح ادا کرے گویا کہ اللہ تعالیٰ کو سر کی آنکھوں سے دیکھ رہا ہے ۔
٭زکاة اور صدقہ میں احسان یہ ہے کہ جو بھی خرچ کرے اللہ تعالیٰ کا قرب حاصل کرنے کے لئے خرچ کرے، اس کی رحمت کا طلبگار بنے، اس کے عذاب سے ڈرے اور جس کے ساتھ احسان کر رہا ہو اس سے کسی قسم کے شکریے یا بدلے کی امید نہ رکھے اور نہ ہی خرچ کرنے کے بعد احسان جتائے اور نہ تکلیف دے اور کوشش کرے کہ اچھا مال ہی صدقے میں خرچ کرے ۔ ردی مال خرچ نہ کرے ۔اور نہ ایسا مال خرچ کرے جسے طبیعت ناپسند کرتی ہو۔نہ ہی صدقہ کرنے میں دیر کرے اور نہ اس کی وصولی میں محتاج کے لئے تنگی بنائے ۔نہ ہی اس پر اپنی بڑائی کا اظہار کرے ،نہ خرچ کے ذریعے اپنا نام بنانے کی کوشش کرے اور نہ ہی دکھلاوا کرے ۔
تمام عبادات اور معاملات میں مذکورہ بالا اصولوں کا خیال رکھے ۔ بندے کے حق میں بہت اچھا یہ ہے کہ جس قدر ہو سکے احسان کے طریقے پر چلے ۔اور اس معاملے میں بنی اکرم ۖ کے طریقے کی پیروی کرے ۔
جو شخص احسان کے طریقے پر چلنا چاہتا ہے اور ا س کے لئے محنت کرتا ہے اور اللہ تعالیٰ سے مدد کا طلبگار بھی بنتا ہے ۔ پختہ امید ہے کہ اسے طریقہ احسان پر چلنے کی توفیق مل جاتی ہے۔سیدنا ابوالدرداء رضی اللہ عنہ کا قول ہے: ((انَّمَا العِلْمُ بالتَّعلُّمِ والحِلْمُ بالتَّحلُّم، ومَن یَتَحَرَّ الخیرَ یُعْطَہ، ومَن یَتَوقَّ الشَّرَّیُوقَہ))۔
'' علم حاصل کرنے سے ملتا ہے ، اور حلم پیدا کرنے کے لئے صبر کرنا پڑتا ہے، جو شخص بھلائی کو تلاش کرے اسے مل جاتی ہے ۔اور جو شخص برائی سے بچنا چاہے وہ بچ جاتاہے ۔''
احسان کے دروازے بہت زیادہ ہیں، صحیح مسلم میںسیدنا شداد بن اوس بن ثابت رضی اللہ عنہما بیان کرتے ہیں کہ نبی اکرم ۖ نے فرمایا : ''اِنَّ اللّٰہَ کَتَبَ الاِحْسَانَ عَلی کلِّ شیئٍ؛ فاذا قََتَلْتُم فاحسِنوا القِتْلةَ، واذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنواالذِّبْحةَ، وَلْیُحدَّ احدُکمُ شَفْرَتَہُ وَلْیُرِحْ ذَبیحَتَہ۔''
'' اللہ تعالیٰ نے ہر معاملے میں احسان ( اچھے اسلوب) کو مقرر کیا ہے ، جب تم قتل کرو تب بھی اچھے اسلوب سے قتل کرو ۔اور جب تم ذبح کرو تو اچھے انداز سے ذبح کرو تم اپنی چھری کو تیز کر لو ا س طرح اپنے جانور کو آرام پہنچاؤ ''۔
معلوم ہوا کہ احسان ہر کام میں لازمی ہے ۔ البتہ احسان کا طریقہ ہر کام میں اس کے حالات کے مطابق ہو گا ۔ نبی اکرم ۖ نے اس حدیث میں ذبح کرنے میں بھی احسان کا طریقہ بتا دیا ہے۔ چنانچہ جو شخص آپ کی تعلیم کی نافرمانی کرے اور اور چھری کو تیز نہ کرے اور اپنے جانور کو آرام نہ دے وہ ذبح کے معاملے میں احسان کرنے والا نہیں ہے ۔
یہاں سے پتہ چلتا ہے کہ دین میں فقاہت( دینی سمجھ داری) کی کتنی اہمیت ہے ۔اسی اصول پر چل کر احسان کا طلبگار عبادات و معاملات میں نبی اکرم ۖکے طریقے کو جان سکتا ہے ۔پھر وہ آپ ۖ کے طریقے کو جان لے گا ،وضو ، نماز ، صدقہ ، روزے ، حج ، جہاد خریدوفروخت ،کھانے پینے ۔ سونے ، نکاح کرنے ، مل جل کر رہنے ، دوسروں کے ساتھ اچھائی کرنے اور لوگوں کی مختلف انواع واقسام کے باوجود ان کے ساتھ اچھا معاملہ کرنے کا طریقہ کیا ہے ۔اور اسی اصول کو تمام معاملات پر لاگو کر سکتے ہیں ۔
اور یہ بات بھی طے ہے کہ بندہ مرتبہ احسان کو قطعا نہیں پا سکتا جب تک کہ اللہ تعالیٰ کی مدد اور توفیق اس کے شاملِ حال نہ ہو ۔ اسی لئے مقرر کر دیا گیا ہے کہ بندہ ہر نماز کے بعد یہ دعاء پڑھے :
''اَلَلّٰہُمَّ اَعِنِّی عَلیٰ ذِکْرِکَ وَشُکْرِکَ وَحُسْنِ عِبَادَتِکَ ۔''
''اللہ میری مدد فرما تیرے ذکر شکر اور اچھے انداز میں عبادت کرنے میں۔'' چنانچہ بندے کو ہمیشہ اور باربار اللہ تعالیٰ کی مدد کی ضرورت ہے تاکہ وہ احسان کے اصولوں پر چل سکے ۔