تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الثاني بيان معنى شهادة ان محمد رسول الله


عبد الله الداخل
_21 _March _2013هـ الموافق 21-03-2013م, 03:19 PM
الدرس الثاني: بيانُ معنَى شهادةِ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)

شهادةُ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ تَقْتَضِي الإيمانَ بأنَّ اللهَ تعالى أرسَلَ نَبِيَّه مُحمَّد بنَ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ رسولاً إلى الجِنِّ والإنسِ جَمِيعًا يَأْمُرُهم بعبادةِ اللهِ وحدَه، واجتنابِ ما يُعبَدُ من دونِ اللهِ عز وجل، ويُبَيِّنُ لهم شَرائِعَ الدِّينِ.
وتَقْتَضِي الإيمانَ بأنه عبدُ اللهِ ورسولُه، ليسَ له حقٌّ في العبادةِ، ولا يَجوزُ أن نَغْلُوَ في مَدْحِه؛ فنَصِفَه بصفاتٍ هي من خَصائصِ اللهِ جل وعلا.
فعن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضِي الله عنهما أنه سَمِعَ عُمَر بنَ الخَطَّابِ رضِي اللهُ عنه يقولُ وهو على المِنْبرِ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((لا تُطْرُوني كما أَطْرَتِ النَّصارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فإنَّما أنا عَبْدُه؛ فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه)). رواه البخاري.

وشهادةُ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ تستلزمُ ثلاثةَ أمورٍ عظيمةٍ هي:
1: مَحَبَّتُه صلى الله عليه وسلم، بل يَجِبُ علينا أن نُقدِّمَ مَحَبَّتَه صلى الله عليه وسلم على مَحَبَّةِ النفسِ والأهلِ والوَلَدِ.
فعن أنسِ بنِ مالكٍ رضِي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يُؤْمِنُ أحَدُكم حتى أكونَ أحَبَّ إليه من وَلَدِه ووَالِدِه والناسِ أجْمَعينَ)). متفق عليه.
2: تصديقُ ما أخْبَرَ به من أُمورِ الغيبِ وغيرِه، فكلُّ ما صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فهو حَقٌّ وصِدْقٌ.
3: طاعتُه صلى الله عليه وسلم، وذلك بامتثالِ أوامرِه، واجتنابِ نواهيه.
وشهادةُ أن مُحمَّدًا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصلٌ عظيمٌ من أصولِ الدينِ، بل لا يَدْخُل العبدُ في الإسلامِ حتى يَشْهَدَ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإذا ارتكَبَ العبدُ ما يَنْقُضُ هذه الشهادةَ فليسَ بمُسلمٍ، بل هو كَافِرٌ مُرتَدٌّ عن دينِ الإسلامِ.

ومِمَّا يَنْقُضُ هذه الشهادةَ:
1: بُغْضُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وسبُّه والاستهزاءُ به وبما جاء به من شرائعِ الدين، فمَن فعَلَ ذلك فهو كافرٌ بالرسولِ صلى الله عليه وسلم، قال اللهُ تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65].
2: تكذيبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والشَّكُّ في صِدْقِه؛ لأن كلاًّ من المُكذِّبِ والشَّاكِّ غيرُ مُصَدِّق، ومن لم يُصَدِّق الرسولَ صلى الله عليه وسلم فهو غيرُ مُؤمِنٍ به.
3: الإعراضُ عن طاعةِ الرسولِ؛ فيَرَى أنها لا تَلْزَمُه، أو يُعْرِضُ عنها إعراضًا مُطْلقًا؛ فلا يُبالِي بأوامرِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ونواهيه.
أما مَن كان يُؤمِن باللهِ ورسولِه، ويَفْعَلُ بعضَ المعاصي من غيرِ نَواقِضِ الإسلامِ؛ فهذا من عُصاةِ المسلمين، ولا نُكفِّرُه بسَبَبِ مَعْصِيَتِه، بل نرجو له من اللهِ العَفْوَ والمَغْفِرَةَ، ونَخْشَى عليه العذابَ الأليمَ بسَبَبِ عِصْيانِه.
وكلُّ مَن ارتكَبَ شيئًا من هذه النواقضِ التي تَنْقُضُ شهادةَ أن مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ فهو غيرُ مُؤمِنٍ بالرسولِ صلى الله عليه وسلم، وإنْ نَطَقَ بالشَّهادةِ بلسانِه؛ فحالُه كحالِ المنافقين الذين قال اللهُ فيهم: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ [المنافقون: 1].
فلا تَصِحُّ هذه الشَّهادةُ مِن عبدٍ حتى يَقومَ بمُقْتضاها من المَحبَّةِ والتصديقِ والطاعةِ.
وهذه الشَّهادةُ ليستْ كَلِمةً تُقالُ فحَسْبُ؛ بل هي مِنْهاجُ حَياةِ المسلمِ، وعليها مَدارُ عَمَلِه، وبتحقيقِها تَتحَقَّقُ نجاتُه وسعادتُه.
واللهُ تعالى لا يَقْبَلُ من عبدٍ عَمَلاً حتى يكونَ خَالِصًا له جل وعلا، وصوابًا على سُنَّة رسولِه صلى الله عليه وسلم.
فالإخلاصُ هو مُقْتضَى شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ.
والمُتابَعَةُ هي مُقْتَضَى شَهادةِ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
والعبدُ لا يَكونُ مُتَّبِعًا للهُدَى حتى يكون مخلصاً لله متبعاً سُنَّةَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم.
وكلُّ عَمَلٍ ليس على سُنَّةِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم فهو بَاطِلٌ مَرْدودٌ؛ لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (( مَن عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليه أَمْرُنا فهو رَدٌّ )) رواه مُسْلمٌ من حديثِ عائشةَ رضِي الله عنها.
وفي صحيحِ مُسلمٍ أيضًا من حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ في خُطْبتِه: (( أما بعدُ، فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحمَّدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحْدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ )).

والمُبتدِعُ عاصٍ للرسولِ صلى الله عليه وسلم غيرُ مُتَّبِعٍ للهُدَى، وهو ضالٌّ ببِدْعتِه، والبِدَعُ على قِسْمين:
ــ بِدَعٌ مُكفِّرةٌ
ــ وبِدَعٌ مُفسِّقَةٌ
فالبدعُ المُكفِّرةُ هي التي تَتضمَّنُ ارتكابَ ناقضٍ من نواقضِ الإسلامِ؛ إما بصَرْفِ عبادةٍ لغيرِ اللهِ عز وجل، أو تكذيبِ اللهِ ورسولِه، أو غير ذلك من النواقض، وصاحبُها كافرٌ مرتدٌّ عن دينِ الإسلامِ، ومثالُها: دَعْوَى بعضِ الفِرَقِ أن القرآنَ ناقصٌ أومُحرَّفٌ، ودَعْوَى بعضِ الفِرَقِ أن بعضَ مُعَظَّميهم يعلمون الغَيْبَ.
والبدعُ المُفسِّقةُ هي التي لا تَتضمَّنُ ارتكابَ ناقضٍ من نواقضِ الإسلامِ، ومثالُها: تَخْصيصُ بعضِ الأمكنةِ والأزمنةِ بعباداتٍ لم يَرِدْ تَخْصيصُها بها كالموالدِ النَّبويَّةِ.

· وهَدْيُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم هو أحسنُ الهَدْي؛ وكمالُ العبدِ وفلاحُه إنما هو على قَدْر اتباعِه للهَدْي النبويّ؛ فكلما كان العبدُ أحسنَ اتباعًا كان أعظم ثواباً وأكرم حالاً ومآلاً ، وأقربَ إلى السلامةِ من الشُّرورِ والآثامِ وعُقوباتِ الذنوبِ المُترتِّبةِ على مخالفةِ هديه صلى الله عليه وسلم.
فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَأْمُر إلا بما هو خيرٌ للعبدِ في دينِه ودنياه، ولم يَنْهَ إلا عما فيه مَفْسَدةٌ ومَضَرَّةٌ؛ وقد حُفَّت الجنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّت النار بالشهواتِ، فمَن كان ذا يَقينٍ بصِدْق الرسولِ صلى الله عليه وسلم اتبعَ هديَه واجتنَبَ الشهواتِ المُحرَّمَةَ وإن كانت تَهْواهَا نفسُه، وصَبَر على المَكَارِه المُحْتَملةِ لمعرفتِه بأحوالِ العواقبِ؛ فَسَلِمَ من العذابِ الأليم، وفاز بالثوابِ العظيمِ.

· وأما من خالَفَ هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم فارتكب ما تهواه نفسُه من المُحرَّمات فإنَّه لا يأمَنُ أن يُعاقَبَ على ذنبِه بعقوباتٍ في دينِه أو دنياه.
وقد قال اللهُ تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
فَفِعْلُ المعصية قد يَجُرُّ إلى فتنةٍ في الدين لا يَثْبُتُ فيها العبدُ فيَضِلُّ ويَهْلِكُ، وقد يُصيبُه على ذنبِه عذابٌ أليمٌ في الدنيا أو في قَبْرِه أو يوم القيامةِ.
· وأما المُتَّبِع لهَدْي النبي صلى الله عليه وسلم فهو في أمانٍ وسَكينةٍ وطُمَأنينةٍ، لا يَخافُ ولا يَحْزَنُ، ولا يَضِلُّ ولا يَشْقَى؛ لأنه قد سَلَك سُبَلَ السلامةِ من المخاوف والأحزان والضلال والشقاء في الدنيا والآخرةِ، قال اللهُ تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)﴾ [المائدة: 15–16].
وقد فرَضَ اللهُ على رسولِه تبليغَ الرسالةِ، فبلَّغَها كما أُمِر، قال اللهُ تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ [المائدة: 67].
وأوجَبَ اللهُ تعالى علينا طاعتَه فقال: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [النور: 54].
والرسولُ قد حُمِّلَ أمانةَ تبليغِ الرسالةِ، فأدَّاها كما أرادَ اللهُ، وقد سأل الناسَ في الجَمْع العظيمِ في حَجَّة الوداعِ: ((ألا هل بَلَّغْتُ؟))؛ فقالوا: نعم.
فقال: ((اللهم اشْهَدْ)).
ونحن نَشْهَدُ أنه قد بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصَحَ الأُمَّةَ، وجاهَدَ في اللهِ حقَّ جِهادِه حتى أتاه اليقينُ.
ونحن حُمِّلنا أمانةَ اتباعِ الرسولِ ظاهرًا وباطنًا؛ فمَن وَفَّى بهذه الأمانةِ أفْلَحَ ونَجَا، وفازَ بالثوابِ العظيمِ، ومَن خانَ هذه الأمانةَ خَسِر خُسرانًا عظيمًا، وقد قال اللهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27].

أبو زكريا
_31 _March _2013هـ الموافق 31-03-2013م, 01:25 PM
الدرس الثاني: بيانُ معنَى شهادةِ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)

شهادةُ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ تَقْتَضِي الإيمانَ بأنَّ اللهَ تعالى أرسَلَ نَبِيَّه مُحمَّد بنَ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ رسولاً إلى الجِنِّ والإنسِ جَمِيعًا يَأْمُرُهم بعبادةِ اللهِ وحدَه، واجتنابِ ما يُعبَدُ من دونِ اللهِ عز وجل، ويُبَيِّنُ لهم شَرائِعَ الدِّينِ.
وتَقْتَضِي الإيمانَ بأنه عبدُ اللهِ ورسولُه، ليسَ له حقٌّ في العبادةِ، ولا يَجوزُ أن نَغْلُوَ في مَدْحِه؛ فنَصِفَه بصفاتٍ هي من خَصائصِ اللهِ جل وعلا.
فعن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضِي الله عنهما أنه سَمِعَ عُمَر بنَ الخَطَّابِ رضِي اللهُ عنه يقولُ وهو على المِنْبرِ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((لا تُطْرُوني كما أَطْرَتِ النَّصارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فإنَّما أنا عَبْدُه؛ فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه)). رواه البخاري.

وشهادةُ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ تستلزمُ ثلاثةَ أمورٍ عظيمةٍ هي:
1: مَحَبَّتُه صلى الله عليه وسلم، بل يَجِبُ علينا أن نُقدِّمَ مَحَبَّتَه صلى الله عليه وسلم على مَحَبَّةِ النفسِ والأهلِ والوَلَدِ.
فعن أنسِ بنِ مالكٍ رضِي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يُؤْمِنُ أحَدُكم حتى أكونَ أحَبَّ إليه من وَلَدِه ووَالِدِه والناسِ أجْمَعينَ)). متفق عليه.
2: تصديقُ ما أخْبَرَ به من أُمورِ الغيبِ وغيرِه، فكلُّ ما صَحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم فهو حَقٌّ وصِدْقٌ.
3: طاعتُه صلى الله عليه وسلم، وذلك بامتثالِ أوامرِه، واجتنابِ نواهيه.
وشهادةُ أن مُحمَّدًا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أصلٌ عظيمٌ من أصولِ الدينِ، بل لا يَدْخُل العبدُ في الإسلامِ حتى يَشْهَدَ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإذا ارتكَبَ العبدُ ما يَنْقُضُ هذه الشهادةَ فليسَ بمُسلمٍ، بل هو كَافِرٌ مُرتَدٌّ عن دينِ الإسلامِ.

ومِمَّا يَنْقُضُ هذه الشهادةَ:
1: بُغْضُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وسبُّه والاستهزاءُ به وبما جاء به من شرائعِ الدين، فمَن فعَلَ ذلك فهو كافرٌ بالرسولِ صلى الله عليه وسلم، قال اللهُ تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65].
2: تكذيبُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والشَّكُّ في صِدْقِه؛ لأن كلاًّ من المُكذِّبِ والشَّاكِّ غيرُ مُصَدِّق، ومن لم يُصَدِّق الرسولَ صلى الله عليه وسلم فهو غيرُ مُؤمِنٍ به.
3: الإعراضُ عن طاعةِ الرسولِ؛ فيَرَى أنها لا تَلْزَمُه، أو يُعْرِضُ عنها إعراضًا مُطْلقًا؛ فلا يُبالِي بأوامرِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ونواهيه.
أما مَن كان يُؤمِن باللهِ ورسولِه، ويَفْعَلُ بعضَ المعاصي من غيرِ نَواقِضِ الإسلامِ؛ فهذا من عُصاةِ المسلمين، ولا نُكفِّرُه بسَبَبِ مَعْصِيَتِه، بل نرجو له من اللهِ العَفْوَ والمَغْفِرَةَ، ونَخْشَى عليه العذابَ الأليمَ بسَبَبِ عِصْيانِه.
وكلُّ مَن ارتكَبَ شيئًا من هذه النواقضِ التي تَنْقُضُ شهادةَ أن مُحَمَّدًا رسولُ اللهِ فهو غيرُ مُؤمِنٍ بالرسولِ صلى الله عليه وسلم، وإنْ نَطَقَ بالشَّهادةِ بلسانِه؛ فحالُه كحالِ المنافقين الذين قال اللهُ فيهم: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾ [المنافقون: 1].
فلا تَصِحُّ هذه الشَّهادةُ مِن عبدٍ حتى يَقومَ بمُقْتضاها من المَحبَّةِ والتصديقِ والطاعةِ.
وهذه الشَّهادةُ ليستْ كَلِمةً تُقالُ فحَسْبُ؛ بل هي مِنْهاجُ حَياةِ المسلمِ، وعليها مَدارُ عَمَلِه، وبتحقيقِها تَتحَقَّقُ نجاتُه وسعادتُه.
واللهُ تعالى لا يَقْبَلُ من عبدٍ عَمَلاً حتى يكونَ خَالِصًا له جل وعلا، وصوابًا على سُنَّة رسولِه صلى الله عليه وسلم.
فالإخلاصُ هو مُقْتضَى شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ.
والمُتابَعَةُ هي مُقْتَضَى شَهادةِ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
والعبدُ لا يَكونُ مُتَّبِعًا للهُدَى حتى يكون مخلصاً لله متبعاً سُنَّةَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم.
وكلُّ عَمَلٍ ليس على سُنَّةِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم فهو بَاطِلٌ مَرْدودٌ؛ لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (( مَن عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليه أَمْرُنا فهو رَدٌّ )) رواه مُسْلمٌ من حديثِ عائشةَ رضِي الله عنها.
وفي صحيحِ مُسلمٍ أيضًا من حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ في خُطْبتِه: (( أما بعدُ، فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحمَّدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحْدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ )).

والمُبتدِعُ عاصٍ للرسولِ صلى الله عليه وسلم غيرُ مُتَّبِعٍ للهُدَى، وهو ضالٌّ ببِدْعتِه، والبِدَعُ على قِسْمين:
ــ بِدَعٌ مُكفِّرةٌ
ــ وبِدَعٌ مُفسِّقَةٌ
فالبدعُ المُكفِّرةُ هي التي تَتضمَّنُ ارتكابَ ناقضٍ من نواقضِ الإسلامِ؛ إما بصَرْفِ عبادةٍ لغيرِ اللهِ عز وجل، أو تكذيبِ اللهِ ورسولِه، أو غير ذلك من النواقض، وصاحبُها كافرٌ مرتدٌّ عن دينِ الإسلامِ، ومثالُها: دَعْوَى بعضِ الفِرَقِ أن القرآنَ ناقصٌ أومُحرَّفٌ، ودَعْوَى بعضِ الفِرَقِ أن بعضَ مُعَظَّميهم يعلمون الغَيْبَ.
والبدعُ المُفسِّقةُ هي التي لا تَتضمَّنُ ارتكابَ ناقضٍ من نواقضِ الإسلامِ، ومثالُها: تَخْصيصُ بعضِ الأمكنةِ والأزمنةِ بعباداتٍ لم يَرِدْ تَخْصيصُها بها كالموالدِ النَّبويَّةِ.

· وهَدْيُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم هو أحسنُ الهَدْي؛ وكمالُ العبدِ وفلاحُه إنما هو على قَدْر اتباعِه للهَدْي النبويّ؛ فكلما كان العبدُ أحسنَ اتباعًا كان أعظم ثواباً وأكرم حالاً ومآلاً ، وأقربَ إلى السلامةِ من الشُّرورِ والآثامِ وعُقوباتِ الذنوبِ المُترتِّبةِ على مخالفةِ هديه صلى الله عليه وسلم.
فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَأْمُر إلا بما هو خيرٌ للعبدِ في دينِه ودنياه، ولم يَنْهَ إلا عما فيه مَفْسَدةٌ ومَضَرَّةٌ؛ وقد حُفَّت الجنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّت النار بالشهواتِ، فمَن كان ذا يَقينٍ بصِدْق الرسولِ صلى الله عليه وسلم اتبعَ هديَه واجتنَبَ الشهواتِ المُحرَّمَةَ وإن كانت تَهْواهَا نفسُه، وصَبَر على المَكَارِه المُحْتَملةِ لمعرفتِه بأحوالِ العواقبِ؛ فَسَلِمَ من العذابِ الأليم، وفاز بالثوابِ العظيمِ.

· وأما من خالَفَ هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم فارتكب ما تهواه نفسُه من المُحرَّمات فإنَّه لا يأمَنُ أن يُعاقَبَ على ذنبِه بعقوباتٍ في دينِه أو دنياه.
وقد قال اللهُ تعالى: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
فَفِعْلُ المعصية قد يَجُرُّ إلى فتنةٍ في الدين لا يَثْبُتُ فيها العبدُ فيَضِلُّ ويَهْلِكُ، وقد يُصيبُه على ذنبِه عذابٌ أليمٌ في الدنيا أو في قَبْرِه أو يوم القيامةِ.
· وأما المُتَّبِع لهَدْي النبي صلى الله عليه وسلم فهو في أمانٍ وسَكينةٍ وطُمَأنينةٍ، لا يَخافُ ولا يَحْزَنُ، ولا يَضِلُّ ولا يَشْقَى؛ لأنه قد سَلَك سُبَلَ السلامةِ من المخاوف والأحزان والضلال والشقاء في الدنيا والآخرةِ، قال اللهُ تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)﴾ [المائدة: 15–16].
وقد فرَضَ اللهُ على رسولِه تبليغَ الرسالةِ، فبلَّغَها كما أُمِر، قال اللهُ تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ [المائدة: 67].
وأوجَبَ اللهُ تعالى علينا طاعتَه فقال: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ [النور: 54].
والرسولُ قد حُمِّلَ أمانةَ تبليغِ الرسالةِ، فأدَّاها كما أرادَ اللهُ، وقد سأل الناسَ في الجَمْع العظيمِ في حَجَّة الوداعِ: ((ألا هل بَلَّغْتُ؟))؛ فقالوا: نعم.
فقال: ((اللهم اشْهَدْ)).
ونحن نَشْهَدُ أنه قد بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصَحَ الأُمَّةَ، وجاهَدَ في اللهِ حقَّ جِهادِه حتى أتاه اليقينُ.
ونحن حُمِّلنا أمانةَ اتباعِ الرسولِ ظاهرًا وباطنًا؛ فمَن وَفَّى بهذه الأمانةِ أفْلَحَ ونَجَا، وفازَ بالثوابِ العظيمِ، ومَن خانَ هذه الأمانةَ خَسِر خُسرانًا عظيمًا، وقد قال اللهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27].

أبو زكريا
_31 _March _2013هـ الموافق 31-03-2013م, 02:09 PM
دوهم درس: د »شهادة أن محمداً رسول الله« معنی
«شهادة أن محمداً رسول الله» یعنی دا ګواهي کول چه محمد صلى الله عليه وسلم د الله تعالی رښتینې پیغمبر دې، نو ددی ګواهۍ مقتضی او غوښتنه دا ده چه یو مسلمان باید ایمان ولري چه الله تعالی خپل پیغمبر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم ټولو پیریانو او انسانانو ته خپل پیغمبر او استاذې استولې دې، تر څو دوﺉ ته امر وکړي چه یواځی د یو الله تعالی عبادت او بندګي وکړي، او د هغه ټولو شیانو له عبادت او بندګۍ څخه ځان وژغوري چه له الله تعالی څخه پرته یي عبادت او بندګي کیږي، او هم دوﺉ ته داسلام د مقدس دین احکام بیان کړي.
همداراز دغه ګواهي ددي غوښتنه کوي چه محمد صلى الله عليه وسلم د الله تعالی بنده او پیغمبر دې، او هغه ) که هر څومره پر مونږ ګران او محبوب دې او پر مونږ ډیر حقونه لري خو(د عبادت او بندګۍ حق نلري، او هیڅکله روا نه ده چه مونږ د هغه په صفت او مدح کښی له حده تیر شو، او د ألوهیت په صفاتو یي وستایو، کوم چه د الله جل جلاله صفات دي،)او یا يي عبادت او بندګي وکړو، او یا نور خلک ورته راوبلو( .
عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضِي الله عنهما أنه سَمِعَ عُمَر بنَ الخَطَّابِ رضِي اللهُ عنه يقولُ وهو على المِنْبرِ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((لا تُطْرُوني كما أَطْرَتِ النَّصارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فإنَّما أنا عَبْدُه؛ فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه)).رواه البخاري.
ترجمه: ابن عباس رضي الله عنهما له عمر رضي الله عنه څخه اوریدلي دي هغه وایي ما له رسول الله صلى الله عليه وسلم څخه اوریدلي دي چه هغه ویل: زما په صفت او مدح او ستاینه کښی له حده مه تیریږۍ لکه چه نصارا د عیسې علیه ا لسلام په هکله د هغه په مدح او صفت کښی له حده تیر شوي وو)چه هغه ته يي الله، یا د الله تعالی ځوي، یا دریم له دریو څخه ویلو(، نو بیشکه زه د الله تعالی بنده یم، نو تاسو هم ووایي: چه «عبد الله ورسوله» یعنی د الله تعالی بنده او پیغمبر.
او «شهادة أن محمداً رسول الله» ګواهي کول له بنده څخه دری غټ شیان غواړي:
۱/ د رسول الله صلى الله عليه وسلم سره محبت کول، بلکه پر مونږ فرض دي چه د رسول الله صلى الله عليه وسلم محبت د خپل ځان اهل او اولادونو له محبت نه مخکی او زیات وګڼو؛ ځکه أنس رضي الله عنه له رسول الله صلى الله عليه وسلم څخه روایت کوي چه هغه صلى الله عليه وسلم فرمایلي دي: ((لا يُؤْمِنُ أحَدُكم حتى أكونَ أحَبَّ إليه من وَلَدِه ووَالِدِه والناسِ أجْمَعينَ.))متفق عليه.
ترجمه: یو له تاسو څخه مؤمن او مسلمان کیدې نشي تر څو چه هغه ته زه له اولادونو پلار او ټولو خلکو څخه ډیر محبوب نشم، یعنی د رسول الله صلى الله عليه وسلم محبت دی له ټولو څخه مخکی او زیات وي.
۲/ ټول هغه غیبي او غیر غیبی خبری چه رسول الله صلى الله عليه وسلم کړي وي هغه باید رښتیا وګڼي، او ایمان پری ولري، نو ټول هغه څه چه له رسول الله صلى الله عليه وسلم څخه په صحیح سند ثابت وي هغه حق او رښتیا دي.
۳/ د رسول الله صلى الله عليه وسلم پیروي کول، یعنی دهغه ټول امرونه پر ځان منل او پلي کول، او ټول هغه څه چه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورڅخه منع فرمایلی ده ځان ورڅخه وژغوري.
او «شهادة أن محمداً رسول الله» په اسلامي دین کښی یو لوي اصل او بنسټ دې، بلکه یو بنده په اسلام کښی تر هغه پوری داخلیدې نشي چه تر څو دغه د «محمد رسول الله» ګواهي ونکړي چه: محمد صلى الله عليه وسلم د الله تعالی بنده او رښتینې پیغمبر دې، یعنی کله چه یو بنده دداسی یوی ګناه مرتکب شي چه ددغه ګواهۍ سره مناقض وي او دغه ګواهي ماتوي، نو دغه بنده بیا مسلمان کیدې نشي، بلکه هغه کافر او داسلام له مقدس دین څخه مرتد شمارل کیږي.
ځینی هغه شیان چه دغه ګواهي ماتوي:
۱/ د رسول الله صلى الله عليه وسلم سره بغض او کینه کول، او یا ورته ښکنځل کول، او یا هم ورپوری مسخری ټوکی او ملنډی کول، او یا په هغه احکامو پوری چه رسول الله صلى الله عليه وسلم راوړي وي مسخری ټوکی او ملنډی کول، نو که څوک ددغی کارونو مرتکب شي هغه په رسول الله صلى الله عليه وسلم باندي کافر بلل کیږي؛ لکه چه الله تعالی فرمایي: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: ٦٥].
ترجمه: زما دی ستا په رب باندی قسم وي چه تر هغه پوری دا د ایمان دعوه کونکي په رښتیا او حقیقي مؤمنان او مسلمانان کیدې نشي تر هغه پوری چه دوي په هغه مسایلو او شخړو کښی چه ددوي تر منځ پیښیږي تا حَکَم او فیصله کن ومني، او بیا ستا له فیصلی وروسته –اګر که ددوي په ګټه یا تاوان وي- پخپلو زړونو کښی ستا په فیصلی تنګي محسوس نکړي، بلکه خپل ځان په پوره ډول ستا فیصلو ته تسلیم کړي، او ستا فیصلو ته غاړه کیږدي.
2/ رسول الله صلى الله عليه وسلم دروغجن ګڼل، او یا هم د هغه په رښتینولۍ کښی شک کول؛ ځکه دروغجن ګڼونکي او شک کونکي دواړو په حقیقت کښی یو شان د هغه صلّى اللهُ عَليه وسلّم رښتینولي نه ده منلی، او هغه څوک چه رسول الله صلى الله عليه وسلم رښتینې ونه مني او رښتینې یي ونه ګڼي هغه مسلمان او مؤمن نشي کیدې.
3/ د رسول الله صلى الله عليه وسلم له پیروۍ او اطاعت څخه سر غړونه؛ په دی بهانه چه یا خو ورباندي دغه پیروي فرض نه ده، او یا عامه سرغړونه کوي، چه د رسول الله د اوامرو او نواهیو سره بي پرواهي کوي.
هو، هغه څوک چه په الله تعالی او دهغه په رسول صلى الله عليه وسلم باندي ایمان لري، او ځینی هغه ګناهونه تری کیږي چه د اسلام او ایمان مناقض او ماتونکي نه وي، نو داسی بنده ګناهګار مسلمان ګڼل کیږي، او ددغی ګناه په سبب نه کافر کیږي، بلکه ددغسی بنده لپاره مونږ د الله تعالی د عفوی او بخښنی امید او هیله کوو، او هم ورباندي ددغی ګناه په سبب له دردناک عذاب څخه ویریږو.
نو هر څوک چه ددغه نواقضو او د «شهادة أن محمداً رسول الله» ګواهۍ د ماتونکو ګناهونو مرتکب شي داسی بنده په حقیقت کښی په رسول الله صلى الله عليه وسلم باندي ایمان نلري، اګر که هغه په ژبه دغه ګواهي کوي، نو دده حال د هغه منافقینو په شان دې چه الله تعالی د هغوﺉ په هکله فرمايي: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾[المنافقون: ١].
ترجمه: کله چه راشي تاته - اي پیغمبره - منافقان، نو وايي دوﺉ: مونږ ګواهي کوو چه بیشکه ته خامخا د الله تعالی رسول او پيغمبر یي، او الله تعالی ښه پوهیږي چه بیشکه ته خامخا د الله تعالی رسول او پیغمبر یي، خو- سره له دي هم- الله ګواهي کوي چه بیشکه دا منافقان په خپله دغه ګواهۍکښي خامخا دروغجن دي .
نو دغه ګواهي د یو بنده څخه تر هغه پوری نه صحیح کیږي او تری نه منل کیږي چه تر څو یي ددغه ګواهۍ غوښتنی پرځاي کړی نه وي، چه هغه محبت، تصدیق او اطاعت او پیروي ده.
نو دا ګواهي یواځی یو څو الفاظ نه دي چه یو څوک یي ووايي او مسؤولیت یي پوره شي، بلکه دا د ژوند پوره تګلاره ده، او په همدي باندي دده دعمل د صحت ا قبولوالي دارومدار موقوف دې، او ددي ګواهۍ په تحقیق او پوره عملي کولو باندي د بنده کامیابي او نیکبختي لاس ته ورځي.
او الله تعالی د هیڅ یو بنده هیڅ یو عمل تر هغه پوری نه قبلوي تر څو چه دوه شرطه پکښی پوره نه وي، چه هغه یو یي اخلاص، یعنی چه دغه عمل خاص د الله تعالی د رضامندۍ لپاره وي، او بل شرط دا چه هغه د رسول الله صلى الله عليه وسلم د سنتو او طریقی سره برابر وي.
نو اخلاص د «لا إله إلاَّ الله« د ګواهۍ غوښتنه ده، او متابعت او د رسول الله صلى الله عليه وسلم پیروي د « محمد رسول الله» د ګواهۍ غوښتنه ده.
او هیڅ بنده تر هغه پوری د هدایت پیروان کیدې نشي ترڅو چه يي عمل خاص د الله تعالی د رضامندۍ لپاره نه وي، او هم پکښی د رسول الله صلى الله عليه وسلم د سنتو پيروي نه وي.
او هر عمل چه د رسول الله صلى الله عليه وسلم د سنتو مطابق نه وي، نو هغه عمل مردود او باطل دې؛ ځکه چه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمایي: ((مَن عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليه أَمْرُنا فهو رَدٌّ)) رواه مُسْلمٌ من حديثِ عائشةَ رضِي الله عنها.
ترجمه: هر چا چه داسی یو عمل وکړ چه په هغه باندی زمونږ امر او فرمان نه وي، نو هغه مردود او باطل دې.
وفي صحيحِ مُسلمٍ أيضًا من حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِي الله عنهما أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ في خُطْبتِه:((أما بعدُ، فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحمَّدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحْدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ)).
او په صحیح مسلم کښی د جابر بن عبد الله رضي الله عنهما په روایت کښی راغلي دي چه رسول الله صلى الله عليه وسلم به د خطبی په سر کښی ویل: أما بعد: بیشکه بهتره خبر ی د الله تعالی کتاب دې، او بهتر هدایت د محمد صلى الله عليه وسلم رواړې هدایت دې، او بدترین له کارونو څخه بدعات او په دین کښی نوي کارونه دي، او په دین کښی هر نوې کار او بدعت ګمراهي او له دين څخه بي لاري ده.
او مبتدع د رسول الله صلى الله عليه وسلم څخه سرغړوونکې او دهغه د راوړي هدایت څخه بي لاری دې، او له دي بدعت له کبله ګمراه دې.
او بدعت په دوه ډوله دې:
لمړې: هغه بدعات چه د هغی په کولو سره بنده کافر کیږي.
دوهم: هغه بدعات جه دهغی په کولو سره بنده فاسق کیږي، خو کافر نه ګڼل کیږي.
لمړي ډول بدعات هغه دي چه په هغی کښی د اسلام او ایمان له نواقضو او ماتوونکو څخه دکوم ناقض ارتکاب وي، لکه د غیر الله عبادت او بندګي، یا د الله او د رسول الله صلى الله عليه وسلم تکذیب او دروغجن ګڼل، او یا داسی نور نواقض او ایمان ماتوونکي شیان، نو داسی بنده کافر او له اسلام څخه مرتد شمارل کیږي، لکه هغه خلک چه وايي: قرآنکریم ناقص دې، یا پکښی تحریف شوې دې، او یا هغه څوک چه وايي ددوي مشران په غیبو پوهیږي او د غیبو علم ورسره دې.
او دوهم ډول بدعات هغه دي چه په هغی کښی د اسلام او ایمان ماتوونکي ګناهونه نه وي، لکه د ځینو عبادتونو په ځینو ځایونو یا وختونو پوری خاص کول، یا د ځینو ځایونو او وختونو په ځینو عبادتونو پوری خاص کول، چه دغه تخصیص باندي کوم شرعي دلیل نه وي، لکه)مَوْلِدْ( یعنی د رسول الله صلى الله عليه وسلم د پیدایښت په مناسبت جشنونه، اخترونه او میلی کول.
ځکه د رسول الله صلى الله عليه وسلم هدایت او لارښوونه تر ټولو ښه هدایت او لارښوونه ده، او د بنده کمال او کامیابي په هغه اندازه ده څومره چه د رسول الله صلى الله عليه وسلم د لارښوونی پیروان وي، نو هر څومره چه ډیر ددغه لارښوونی پیروان وي، هومره یي ثواب لوي او په دنیا او آخرت کښی به یي حالت ښه وي، او هغومره به له شرونو، ګناهونو او د رسول الله د لارښوونی د مخالفت او د هغی دسزاګانو څخه و دسلامتیا خوا ته ډیر نژدی وي.
ځکه رسول الله صلى الله عليه وسلم هیڅ یو بنده ته د هغه په دین او دنیا کښی یو امر نه کوي مګر په هغه څه چه ددغه بنده پکښی ددنیا او آخرت خیر او ګټه وي، او د هیڅ کوم شي څخه يي نه منع کوي مګر په هغه کښی دده لپاره فساد او ضرر وي.
خو سره له دی هم له جنت څخه تکلیفونه او مشکلات، او هم ور څخه شهوات چاپیر دي، نو هغه څوک چه د رسول الله صلى الله عليه وسلم په رښتینولۍ باندي باوري وي، هغه به د رسول الله صلى الله عليه وسلم د لارښوونی پيروي کوي، او د حرامو او نفسي شهوتونو څخه به ځان ژغوري، اګر که دده نفس یي غواړي، او همدارنګه که دده د پیروۍ په لار کښی ورته کوم تکلیفونه او مشقّتونه رسیږي نو په هغی صبر کوي؛ ځکه ده ته د ښو او بدو انجامونه وریاد وي، او په همدغه طریقه دې له دردناک عذاب څخه بچ کیږي، او په لویو ثوابونو باندي کامیابیږي.
او هغه څوک چه د رسول الله صلى الله عليه وسلم د لارښوونی مخالفت کوي، او هغه حرام کارونه کوي چه دده نفس یي غواړي، او د خپل نفس په خوشحالۍ پسی ګرزي، نو دغه بنده له دی نه په امن کښی نه دې چه ده ته دده په دین او دنیا کښی دده د ګناه په سبب سزا ورکړل شي؛ لکه چه الله تعالی فرمایي: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣].
ترجمه:خامخا و دي ویریږي هغه کسان چه د رسول الله صلى الله عليه وسلم له حکم او امر څخه سرغړونه کوي، )ویره دي وکړي( له دي څخه چه ورته به ورسیږي فتنه، او یا به ورته ورسیږي دردناک عذاب.
نو د ګناهونو کول کله کله د بنده په دین کښی دداسی فتنی سبب شي چه بنده یي مقابله نشي کولاي، نو ګمراه بي لاری او په آخر کښی هلاک شي، او کله کله ددغه ګناه په سبب ورته په دنیا کښی یا په قبر کښی او یا هم په آخرت کښی دردناک عذاب ورسیږي.
او هغه څوک چه د رسول الله صلى الله عليه وسلم د لارښوونی پيروان وي، نو هغه د الله تعالی لخوا په امن او اطمینان کښی وي، نه ویریږي، او نه خفه کیږي، او نه له سمی لاری څخه بی لاری کیږي، او نه بدبخت کیږي؛ ځکه هغه له شروع نه د ویری، غمونو، او ددنیا او آخرت له بدبختۍ څخه د سلامتیا په لاره تللې دې؛ ځکه الله تعالی فرمایي:
﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة: ١٥–١٦].
اي اهل کتابو! بیشکه راغلې دې تاسو ته زمونږ پیغمبر، چه بیانوي تاسو ته ډیر هغه څه چه تاسو به پټول د کتاب له مسایلو څخه، او الله له ډیرو سرغړونو ستاسو څخه عفو هم کوي، بیشکه راغلي دي تاسو ته د الله تعالی لخوا رڼا او کتاب واضح، چه لارښوونه کوي پدي سره الله هغه چا ته چه پیروي کوي د رضامندۍ د الله تعالی-، )لارښوونه کوي(- په طرف د لارو د سلامتیا، او وباسي دوي لره له تیارو څخه رڼا ته په حکم خپل، او لارښوونه کوي دوي ته په طرف د سمی لاری.
شک نشته چه الله تعالی په خپل پیغمبر صلى الله عليه وسلم باندي د رسالت رسَونه او ادا کول فرض کړي دي، نو هغه صلى الله عليه وسلم هم لکه چه ورته امر شوې وو همغه شان يي دالله دین خلکو ته رسولې دې؛ لکه چه الله تعالی فرمایي:
﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾[المائدة: ٦٧].
ترجمه: أي پیغمبره! ورسوه هغه دین خلکو ته چه د الله جل جلاله لخوا درته نازل شوې دې.‎
او همدارنګه پرمونږ باندي الله تعالی د رسول الله صلى الله عليه وسلم اطاعت او پیروي فرض کړی ده، لکه چه فرمايي:
﴿قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ﴾ [النور: ٥٤].
ترجمه: ورته ووایه اي پیغمبره! اطاعت او پیروي وکړۍ د احکامو د الله تعالی او هم پیروي وکړۍ د اوامرو د رسول الله صلى الله عليه وسلم، نو که دوﺉ ددي امر له منلو څخه مخ وګرزولو نو )هیڅ پروا مه کوۍ؛ ځکه(په پیغمبر باندي دې مسؤولیت او بوج د هغه کار چه په هغه باندي فرض شوې دې، او په تاسو باندي بوج او مسؤولیت د هغه کار دې چه پر تاسو فرض شوې دې، خو که تاسو پیروي وکړۍ ددغه پیغمبر نو تاسو به په سمه لار شۍ، او سمه لار به ومومۍ، او نشته په پیغمبر باندي مګرتبلیغ او رسَوَل ددین دي په واضح ډول.
او په پیغمبر صلى الله عليه وسلم باندي د دین د تبلیغ مسؤولیت اچول شوې وو، نو همغه شان چه الله تعالی ورڅخه غوښتلي وو هغه ورسولو او بیان يي کړ، لکه چه رسول الله صلى الله عليه وسلم له خلکو څخه د حجة الوداع په ورځ په هغه لویه غونډه کښی وپوښتل: (ألا هل بلّغتُ)؟ یعنی: خبردار!! آیا ما خپل مسؤولیت او ددین تبلیغ ادا کړ؟؟ نو خلکو ورته وویل چه: هو، تا دغه دین مونږ ته راورسولو او بیان دی کړ، نو بیا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرمایل: (اللهم اشهد) یعنی اي الله ته پری ګواه شه.
نو مونږ هم شاهدي او ګواهي کوو چه رسول الله صلى الله عليه وسلم خپل مسؤولیت ادا کړې دې، او دا دین یي خلکو ته پوره رسولې دې، او هغه امانت چه دده په اوږو اچول شوې وو ښه پوره یي ادا کړې دې، او د خپل امت لپاره يي پوره خیرخواهي کړی ده، او د الله ددین په رسولو کښی یي پوره او حقیقي جهاد کړې دې، تر دي چه مرګ ورته راغې، او لدی فاني دنیا څخه رخصت شو.
او په مونږ باندی د پیغمبر صلى الله عليه وسلم د اتباع او پیروۍ امانت فرض شوې دې، چه په ظاهر او باطن، په ښکاره او پټه به د هغه صلى الله عليه وسلم پیروي کوو، نو که چا دغه امانت پوره ادا کړ هغه کامیاب دې، او له ملامتیا او عذابونو خلاص دې، او د لوﺉ ثواب لاس ته راوړونکې شو.
خو هغه څوک چه ددغه امانت په ادا کښی خیانت وکړي نو هغه په لوﺉ تاوان سره تاواني شو، لکه چه الله جل جلاله فرمایي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: ٢٧].
ترجمه: أي مؤمنانو تاسو خیانت مه کوۍ د الله تعالی سره او د هغه د رسول صلى الله عليه وسلم سره، او خیانت مه کوۍ په خپلو امانتونو کښی په داسی حال کښی چه تاسو پری پوهیږۍ.

أبو زكريا
_1 _April _2013هـ الموافق 1-04-2013م, 10:25 AM
الدرس الثالث: بيانُ وُجوبِ طاعةِ اللهِ ورسولِه

طاعةُ اللهِ ورسولِه أصلٌ من أصولِ الدينِ، ولا يكونُ العبدُ مسلمًا حتى ينقادَ لأوامرِ اللهِ ورسولِه، ويعتقدَ وجوبَ طاعةِ اللهِ ورسولِه، وأنَّ مَن أطاعَ اللهَ ورسولَه فاز برِضْوان اللهِ ورحمتِه وفضلِه العظيمِ، ونَجَا من العذابِ الأليمِ، ومَن عَصَى وتولَّى خَسِر الخُسْرانَ المُبين، وعرَّض نفسَه لسَخَطِ اللهِ وعقابِه.
ومن زَعَم أنه يَسَعُه الخروجُ عن طاعةِ اللهِ ورسولِه فهو غيرُ مُسلمٍ.
وقد قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 36].
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾ [محمد: 33].
وقال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [آل عمران: 132].
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [النساء: 13–14].
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾ [النساء: 69–70].
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71].
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ [الجن: 23].
وقال: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: 80].
وقال: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7].
فدلَّت هذه الآياتُ على أن طاعةَ اللهِ ورسولِه واجبةٌ، وأن اللهَ تعالى قد وعَدَ من أطاعَه ورسولَه الفضلَ العظيمَ في الدنيا والآخِرة، وتوعَّد مَن عَصَاه ورسولَه بالعذابِ الأليم.
والطاعةُ تكون بامتثالِ الأمرِ واجتنابِ النَّهْيِ، وهذه هي حَقِيقةُ الدينِ: التَّعبدُ للَّهِ تعالى بفعلِ أوامرِه واجتنابِ نواهيهِ.
وقد يسَّرَ اللهُ لنا الدينَ، ولم يُكلِّفْنا إلا ما نستطيعُ، قال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].
وقال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]، وعن أبي هُريرةَ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ هذا الدينَ يُسْرٌ، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غَلَبَهُ)). رواه البخاري
وعن أبي هُريرةَ رضِي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((ما نَهَيتُكم عنه فاجْتَنِبُوه، وما أَمَرْتُكم به فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُم)) متفق عليه.
والأوامرُ التي أمَرَ اللهُ بها وأمَرَ بها رسولُه على ثلاثِ درجاتٍ:
الدَّرَجةُ الأولى: ما يَلْزَمُ منه البقاءُ على دينِ الإسلامِ، وذلك بطاعتِه في توحيدِ اللهِ جل وعلا، والكُفْر بالطاغوتِ، واجتنابِ نواقضِ الإسلامِ.
ومَن خالَفَ في هذه الدرجة فأشرَكَ باللهِ عز وجل أو ارتكَبَ ناقضًا من نواقضِ الإسلامِ كتكذيبِ اللهِ ورسولِه أو الاستهزاءِ بشيءٍ من دينِ اللهِ عز وجل، ونحوِ ذلك من النواقضِ فهو كافرٌ خارجٌ عن ملَّةِ الإسلامِ.
الدَّرَجَةُ الثانيةُ: ما يَسْلَمُ به العبدُ من العذابِ، وهو أداءُ الواجباتِ، واجتنابُ المُحرَّماتِ، فمَن أدَّى هذه الدرجةَ فهو ناجٍ من العذابِ بإذن اللهِ، مَوعودٌ بالثوابِ العظيمِ على طاعتِه، وهذه درجةُ عبادِ اللهِ المُتَّقينَ.
الدَّرَجةُ الثالثةُ: أداءُ الواجباتِ والمُستحبَّاتِ، وتَرْكُ المُحرَّماتِ والمَكْروهاتِ، وهذه درجةُ الكمالِ للعبادِ، وأصحابُها من أهلِ الإحسانِ المَوْعودين بالدرجات العُلَى، نسألُ اللهَ من فَضْلِه.
واللهُ تعالى قد أكمَلَ لنا الدينَ وأتَمَّ علينا نِعْمةَ الإسلامِ، كما قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].
فدِينُ الإسلامِ كامِلٌ، وأحكامُ الشريعةِ شامِلةٌ لجميعِ شُئُونِنا، فلا نَقْصَ فيها، ولا اختلافَ، ولا تَناقُضَ، بل هي شَرِيعةٌ كاملةٌ سَمْحةٌ مُيَسَّرة صالحةٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومُهَيْمِنَةٌ على جميعِ أحوالِ العبادِ.
فالذي يُطيع اللهَ ورسولَه مُهتدٍ للتي هي أقْومُ في كل شأنٍ من شُئونِه؛ فإن اللهَ تعالى قال: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: 9]، فلا يُمْكِنُ أن ينالَ العبدُ أمْرًا أفضلَ له بمعصيةِ الله عز وجل ومخالفةِ كتابِه.
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((وإنَّ أحْسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحمَّدٍ))
فلا هَدْيَ أحسنُ من هديِه، ولا يمكن أن يَنالَ العبدُ أمرًا أفضلَ له بمخالفةِ هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإنما كمالُ العبدِ ونجاتُه وسعادتُه ومَبْلَغُ هدايتِه على قَدْرِ اتباعِه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قال اللهُ تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: 158].
فمَن اتَّبَعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فهو مُهْتدٍ، ومَن عَصَاهُ فقد ضَلَّ.
وقد قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 115].
فكلُّ مَن عصَى اللهَ ورسولَه في أيِّ أمرٍ من الأمورِ فهو فاسقٌ بمعصيتِه ضالٌّ في ذلك الأمرِ، وإن زَعَم أنه يُريدُ تَحْقِيقَ مصلحةٍ أو دَرْءَ مَفْسَدَةٍ؛ فإنَّ المصالحَ لا تَتحقَّقُ بمعصيةِ اللهِ، والمَفَاسِدَ لا تُدْرَأ بالتَّعرُّضِ لسَخَطِ اللهِ.
وكلُّ مَن أمَرَ بمعصيةِ اللهِ ورسولِه وزَيَّنَها للناسِ فهو شَيْطانٌ؛ سواءٌ في ذلك شياطينُ الإنسِ والجنِّ.
وعن عليِّ بنِ أبي طَالِبٍ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا طاعةَ لمَخْلوقٍ في مَعْصيةِ اللهِ)) رواه أحمدُ ومُسلمٌ.
وهذا يَشْمَلُ جميعَ مَن أمَرَ بمعصيةِ اللهِ في أمورِ العقيدةِ أو العبادات أو المُعاملات أو غيرِها من شُئونِ العبادِ.
وكلُّ مَن دَعَا إلى بِدْعَةٍ ومَنْهَجٍ غيرِ منهجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فهو ضالٌّ مُضِلٌّ، وقد قال اللهُ تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153].

أبو زكريا
_1 _April _2013هـ الموافق 1-04-2013م, 10:28 AM
دریم درس
د الله تعالی او د رسول الله صلى الله عليه وسلم پیروي فرض ده
د الله تعالی او د هغه د رسول صلى الله عليه وسلم اطاعت او پیروي کول په اسلام کښی یو مهم اصل او بنسټ دې، او یو بنده تر هغه مسلمان کیدې نشي تر څو چه هغه د الله تعالی او د هغه د رسول صلى الله عليه وسلم اوامرو ته غاړه ایښودونکې نشي، او دا عقیده ولري چه د الله تعالی او دهغه د رسول صلى الله عليه وسلم اطاعت او پیروي کول فرض دي، نو هغه خلک چه د الله تعالی او د هغه د رسول صلى الله عليه وسلم اطاعت او پیروي کوي داسی کامیابي ورپه برخه کیږي چه د الله تعالی رضامندي، رحمت او لوﺉ فضل په لاس ورځي، او له دردناک عذاب څخه خلاصې مومي، او هغه څوک چه د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم له امر او احکامو څخه سر غړونه کوي او ورڅخه مخ اړوي، نو داسی خلک په ښکاره تاوان باندي تاواني کیږي، او ځان د الله تعالی قهر او ع‍ذاب ته وړاندی کوي.
او هغه څوک چه دا عقیده لري او ګومان کوي چه پر ده د الله تعالی او د هغه د رسول صلى الله عليه وسلم اطاعت او پیروي فرض نه ده، نو داسی بنده مسلمان کیدې نشي؛ ځکه الله تعالی فرمایي: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا﴾ [الأحزاب: ٣٦].
ترجمه: هیڅکله روا نه دي هیڅ مؤمن سړي او نه مؤمنی ښځی ته دا کار - چه کله په یو کار کښی الله تعالی او د هغه رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم یوه فیصله وکړي -نو دغه مؤمن سړي او مؤمنی ښځی ته بیا په دغه کار ددوﺉ کښي د بل اختیار لټونه روا نه ده، او هغه څوک چه سرغړونه وکړي د الله تعالی او دهغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم څخه، نو بیشکه دې بي لاری شو په بی لاریتوب ښکاره سره له حق نه.
همداراز الله تعالی د خپل کتاب په بل ځاي کښی فرمایي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾[محمد: ٣٣[.
ترجمه: اي مؤمنانو تاسو پیروي وکړﺉ د الله تعالی، او پیروي وکړﺉ د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم، او خپل عملونه- د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم په نافرمانۍ او سرغړونه- مه باطلوﺉ.
او همداراز الله تعالی د خپل کتاب په بل ځاي کښی بیا فرمایي: ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [آل عمران: ١٣٢].
ترجمه: او پيروي وکړﺉ - اي مومنانو - د الله تعالی او دهغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم؛ ددي لپاره چه پر تاسو باندي د الله تعالی رحم وکړې شي.
همداراز الله تعالی په بل ځاي کښی فرمایي:﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [النساء: ١٣–١٤].
ترجمه: او هغه څوک چه پیروي او اطاعت کړي د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم نو الله تعالی به يي داسی جنتونو ته ننباسي چه د هغی د ماڼیو لاندي ویالی بهیږي، په داسی حال کښی چه همیشه به وي دوﺉ به دغه جنتونو کښی، او همدا لویه کامیابي ده، او - ددي په عکس - هغه څوک چه مخالفت او سرغړونه وکړي د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم، او د الله تعالی له حدودو څخه تیر شي، نو الله تعالی به يي اور ته ننباسي، په داسی حال کښی چه همیشه به وي دوﺉ په دغه اور کښی، او ددي سره سره به ددوﺉ لپاره سپکونکې عذاب هم وي.
همدغه شان الله تعالی په بل ځاي کښی فرمایي: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا *ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيماً﴾ [النساء: ٦٩–٧٠].
ترجمه: او هغه څوک چه پیروي او اطاعت وکړي د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم نو دوﺉ به د الله تعالی د هغه نیکانو بندګانو سره یوځاي وي چه الله تعالی ورباندي خپل نعمت کړې دې، چه هغوﺉ پیغمبران، صدیقین، شهیدان او نور نیکان بندګان دي، او همدوﺉ ډیر ښه دي په ملګرتوب کښی، او دا کار مهرباني ده د الله تعالی لخوا، او الله تعالی کافي دې په علم او پیژندلو د خلکو او د هغوﺉ د اعمالو او رفیقانو کښی.
همدارنګه الله تعالی په بل ځاي کښی فرمایي:﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧١].
ترجمه: او هغه څوک چه پیروي وکړي د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم نو بیشکه دې کامیاب شو په لوﺉ کامیابۍ سره.
همداډول الله تعالی په بل ځاي کښی فرمایي:﴿وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ [الجن: ٢٣].
ترجمه: او هغه څوک چه مخالفت و سرغړونه وکړي د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم نو یقیناً دده لپاره د جهنم اور دې په داسی حال کښی چه دوﺉ به په دغه اور کښی همیشه وي د تل لپاره.
او په بل ځاي کښی بیا فرمایي: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾ [النساء: ٨٠].
ترجمه: او هغه څوک چه د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم اطاعت او پيروي کوي، نو هغه په دغه پیروۍ سره د الله تعالی پیروي کوي)ځکه الله تعالی د هغه د پیروﺉ حکم کړې دې(.
او د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم د پیروﺉ په اهمیت کښی الله تعالی په بل ځاي کښی فرمایي: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[الحشر: ٧].
ترجمه: او هغه څه چه تاسو ته یي رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم درکوي او تاسو ته پری امر کوي نو هغه واخلۍ او عمل پری وکړﺉ، او هغه څه چه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم تاسو ورڅخه منع کوي نو تاسو ورڅخه منع شۍ.
نو دا ټول آیاتونه په دی ښکاره دلالت کوي چه د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم اطاعت او پیروي کول فرض دي، او هغه څوک چه د الله او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم اطاعت او پیروي کوي الله ورته د جنتونو او نعمتونو وعده ورکوي، او هغه څو ک چه د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم څخه مخالفت او سرغړونه کوي نو الله تعالی یي په دردناک عذاب سره ویروي.
او اطاعت او پیروي داسی کیږي چه اوامر ومنل شي او عمل پری وشي، او هغه شیان چه ورڅخه منع راغلی وي بنده ورڅه ځان وساتي، او همدا د دین اصلي حقیقت دې، او هغه دا چه د الله تعالی په اوامرو عمل وشي، او هغه څه چه ورڅخه یي منع فرمایلی ده ورڅخه ځان وژغورل شي.
الله جل جلاله دا دین مونږ ته آسان کړې دې، او مونږ يي په داسی څه مکلف کړي نه یو چه زمونږ له توان څخه بهر وي، بلکه په هغه څه مو مکلف کوي چه زمونږ په توان کښی وي، لکه چه الله جل جلاله په خپل کتاب کښی فرمايي: ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: ١٦].
ترجمه: د الله تعالی څخه هومره ویریږﺉ چه ستاسو په طاقت او توان کښی وي.
همداشان الله تعالی فرمايي: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾ [البقرة: ٢٨٦].
ترجمه: نه مکلف کوي الله تعالی هیڅوک مګر په اندازه د توان د هغی.
او په بل ځاي کښی فرمایي: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: ٧٨].
ترجمه: او نه ده ګرزولې الله تعالی په تاسو باندی په دین کښی کومه سختي.
او د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم څخه ابوهریره رضي الله عنه روایت کوي چه بیشکه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم فرمایلي دي:(إنَّ هذا الدينَ يُسْرٌ، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غَلَبَهُ)).رواه البخاري.
ترجمه: بیشکه دا دین آسان دې، او هیچا له دین سره زور نه دې ویلې مګر دین ورباندی غالب شوې دې.
او د ابو هریره رضي الله عنه په بل روایت کښی له رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم څخه راغلي دي چه رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم فرمایلي دي:(ما نَهَيتُكم عنه فاجْتَنِبُوه، وما أَمَرْتُكم به فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُم)). متفق عليه.
ترجمه: هغه څه چه زه تاسو ورڅخه منع کوم نو تاسو ورڅخه ځان وساتۍ، او هغه څه چه تاسو ته پری امر کوم نو څومره چه مو توان وي عمل پری وکړﺉ.
او د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم اوامر دری درجی لري:
لومړﺉ درجه: او هغه دا چه ددغه اوامرو څخه په اسلام باندي پاتي کیدل او استمرار لازمیږي، لکه چه دالله تعالی په توحید باندی د امر کولو او په طاغوت باندي د کفر او له هغی څخه انکار کولو، او د اسلام له نواقضو او ماتونکو څخه ځان ساتلو کښی د الله تعالی د اوامرو او احکامو اطاعت او پیروي وکړل شي.
نو هغه څوک چه ددي درجی اوامرو څخه مخالفت او سرغړونه کوي، او د الله تعالی سره شرک کوي، او یا هم د اسلام له نواقضو او ماتوونکو څخه د کوم ناقض او ماتوونكي مرتكب شي، لکه د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم دروغجن ګڼل، او یا ددین په کومه مسأله پسی ټوقی مسخری کول، او یا داسی نورو نواقضو مرتکب شي نو داسی شخص کافر دې او د اسلام څخه وتلې دې.
دوهمه درجه: هغه اوامر چه په هغی باندی بنده له عذاب څخه بچ کیږي، لکه د واجباتو او فرائضو ادا کول، او له محرماتو څخه ځان ساتل، او هغه څوک چه دا ډول اوامر عملي کوي نو دې د الله په حکم او امر باندی له عذاب څخه بچ کیږي، او ددغه اطاعت او پیروۍ له کبله له ده سره د الله تعالی لخوا د لوﺉ ثواب وعده ده، او دا درجه د متقینو بندګانو درجه ده.
دریمه درجه: د واجباتو او مستحباتو ادا کولو، او له محرماتو او مکروهاتو څخه د ځان ساتلو اوامر:
او همدا د بندګانو د کمال درجه ده، او ددي ډول اوامرو پوره کونکي د احسان دمرتبی خاوندان دي، له چا سره چه د اوچتو درجو وعده شوی ده، الله تعالی دی په خپل فضل او مهربانۍ ځمونږ هم دغه درجه په برخه کړي.
او الله تعالی مونږ لپاره دین پوره کړې دې، او دا یي په حقیقت کښی پر مونږ خپل نعمت پوره کړې دې، چه د اسلام دین یي راپوره کړې دې، لکه چه الله تعالی فرمایي: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ [المائدة: ٣].
ترجمه: نن ورځ)یعنی په حجة الوداع کښی د عرفی په ورځ( ما تاسو ته ستاسو دین بشپړ کړ، او په تاسو می خپل نعمت تمام او پوره کړ، او ستاسو لپاره می د اسلام مقدّس دین ددین په توګه غوره کړ.
نو د اسلام دین کامل دین دې، او د شریعت احکام یي زمونږ د ژوند ټولو اړخونو ته شامل دي، ځکه خو په دغه شریعت کښی نقص او کمې نشته، او نه پکښی کوم اختلاف او تناقض شته، بلکه دا پوره آسانه او فطرتي دین دې چه د هر وخت او هر ځاي لپاره صالح او پکښی چلیږي، او د بندګانو ټولو احوالو ته شامل دې.
او هغه څوک چه د الله تعالی او دهغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم اطاعت او پیروي کوي، نو دې په حقیقت کښی دژوند په هر اړخ کښی سمی خوا ته لار موندونکې دې، لکه چه الله تعالی په خپل کتاب کښی فرمایي: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: ٩].
ترجمه: بیشکه دا قرآنکریم هغی لاری ته ښودنه کوي چه ډیره سمه ده.
نو هیڅ بنده د الله تعالی په مخالفت او د هغه له کتاب څخه په سرغړونه کښی د خپل ځان لپاره کومه ښه پایله لاس ته نشي راوړې.
همداشان رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم فرمایلي دي:(وإنَّ أحْسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحمَّدٍ) صلّى اللهُ عَليه وسلّم .
ترجمه: او بیشکه ډیره ښایسته او بهترین هدایت او لارښوونه د محمد صلّى اللهُ عَليه وسلّم هدایت او لارښوونه ده.
نو د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم له لارښوونی څخه بله ښایسته او ښه لارښوونه نشته، او هیڅ امکان نشته چه یو بنده دي د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم په مخالفت او د هغه له لارښوونی څخه په سرغړونه کومی ښی درجی ته ورسیږي، او یا دی ورته کوم خیر په لاس ورشي، بلکه د بنده کمال، خلاصې، نیکبختي او د هدایت لوړی درجی ته رسیدل د هغه د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم د اتباع او د هغه د پیروۍ په اندازه باندی ده، الله جل جلاله فرمایي: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: ١٥٨].
ترجمه: اي خلکو! یقیناً زه تاسو ټولو ته د الله لخوا پیغمبر او استاذې یم ، هغه الله تعالی چه د هغه په اختیار او ملکیت کښی د اسمانونو او ځمکی واک اختیار او پاچاهي ده، نو نشته لایق د عبادت او بندګۍ مګر همغه یو الله تعالی دې، چه ژوندي کول او مړه کول کوي، نو تاسو ایمان راوړۍ په الله تعالی او د هغه په رسول باندی، داسی پیغمبر چه په اصل کښی امي او ناخوانه دې(خو وحي ورته د الله تعالی لخوا راغلی ده)،او داسی پيغمبر چه هغه پخپله هم په الله تعالی او د هغه په کلماتو ایمان لري، ددي لپاره چه تاسو په سمه لار شۍ.
نو هغه څوک چه د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم اتباع او پیروي کوي همدې په سمه لار دې، او هرڅوک چه له ده څخه سرغړونه کوي، نو همدې ګمراه او بی لاری دې، الله جل جلاله فرمایي: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥].
ترجمه: او هغه څوک چه مخالفت او سرغړونه وکړي له پیغمبر صلّى اللهُ عَليه وسلّم څخه وروسته له هغه چه ده ته ښکاره شو هدایت او لارښوونه د رسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم، او پیروي وکړي د مسلمانانو له لاری نه غیر د بلی لاری، نو مونږ به یي هغه خواته وګرزوو چه دې ورته ګرزیدلې دې)یعنی د بدبختۍ لاری ته(، او جهنم ته به يي ننباسو، او ډیر بد ځاي د ورتللو دې.
نو هر څوک چه په هر کار کښی د الله تعالی او دهغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم څخه سر غړونه کوي، هغه ددغه ګناه په سبب فاسق دې، او پخپل دغه کار کښی ګمراه او بی لاری دې، اګر که هغه ځان ته بهانی لټوي چه یا یي کوم مصلحت لټولو، او یا هم د کومی مَفْسدی مخنیوې یي کولو؛ ځکه د الله تعالی څخه په سرغړونه کښی هیڅ ډول مصلحت لاس ته نه راځي، او همدارنګه د الله تعالی په قهر کولو باندي د هیڅ ډول مفاسدو مخه نه نیول کیږي.
او هرڅوک چه د الله تعالی او د هغه د رسول صلّى اللهُ عَليه وسلّم څخه په سرغړونه باندی امر کوي او دا کار خلکو ته ښه ښکاره کوي نو دا شخص شیطان دې، هغه که بشري شیطانان وي او که جنّي شیطانان وي؛ ځکه د اسلام څلورم خلیفه علي بن ابي طالب رضي الله عنه فرمایي: «لا طاعة لمخلوق فی معصية الخالق» رواه احمد ومسلم.
ترجمه: یعنی د الله تعالی په مخالفت او سرغړونه کښی د هیچا اطاعت او پیروي روا نه ده.
او په دی کښی ټول هغه څوک شامل دي چه په عقیده، عباداتو او معاملاتو او د ژوند په نورو اړخونو کښی د الله تعالی په مخالفت او سرغړونه امر کوي، او دغی خوا ته خلک بلي.
همدارنګه هرڅوک چه د بدعت یا درسول الله صلّى اللهُ عَليه وسلّم له طریقی څخه بلی طریقی ته بلنه ورکوي، نو دغه شخص پخپله هم ګمراه او بی لاری دې، او نور هم له سمی لاری بی لاری کوي، الله سبحانه وتعالی فرمایي:
﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[الأنعام: ١٥٣].
ترجمه: او بیشکه دغه مخکښی بیان شوی شیان ځما خوا ته لار ده سمه، نو پدغه لار پسی ورپسی شۍ او پیروي یي وکړۍ، او پیروي مه کوۍ د نورو لارو؛ ځکه په دغه سبب به د الله تعالی له لاری نه بي لاری شۍ، او په همدی کار باندي الله تعالی تاسو ته وصیت او کلک امر کوي ددی لپاره چه تاسو د هغه د مخالفت او سرغړونی څخه ځان وساتۍ.